السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ا بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أن يكون الإنسان أديبا،صاحب قلم أن يرى ما لا يراه العاديون ويخاطب في الناس أبعد و أعمق من حواسهم
ليلامس مشاعرهم ويستكشف دواخلهم فيلقي على الواقع حزما من الضوء يزيل بها كل ما يكتنف من غموض ليعيد تشكيله من جديد وأن يكتب أحد ما رواية فيعيد صنع الحياة وفق ما يريد ،فينقل الحياة على الورق ليخلق مجتمعا يتحرك وجسدا يتنفس. يقول عز الدين اسما عيل : فكاتب القصة يختلف عن كل إنسان في أنه ينظر إلى الأشياء الواقعية نظرة خاصة فهو لايقف منها عند السطح ولكنه يتعمقها،ويجعل لهل تكوينا آخر وفلسفة أخرى.
ومن بين هذه الرواية"نهاية الأمس " التي تعكس الواقع الجزائري بعد نهاية الحرب ومحاولت الدولة تجسيد النظام الإشتراكي فالبشير وهو الشخصية الرئيسية لهذه الرواية يحمل كل سمات الرجل الإشتراكي وهذا يتضح من خلال حله المشاكل بحكمة ورزانة ،وايصاله الماء للمدرسة وتشغيل العجوز ربيحة في المدرسة
وانتصاره على ابن صخري الذي كان يرمز إلى الشخصية الإقطاعية في هذه الرواية وذلك عندما رفض التنازل للدولة على أرضه ولجأ إلى كل الحيل والطرق الغير القانونية ليستحود على الأرض ويحرض الشعب على البشير.
ولم يكن إختيار الكاتب لأسماء الشخصيات عشوئيا بل كلها تحمل دلالات ورموز لغوية وبعد فكري فلسفي
فعلى سبيل المثال:البشيرمشتق من الفعل :"بشر بمعنىفرحوسر بالشيئ،واستبشر به فهوحسن وجميل،فهو بشير"وقد كان هذا الإسم من بين الأسماء التي نسبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم.