نهايةٌ على خدّ القمَرِ
هطَلَت شتاءاتُ الألَم
أبْكَت عصافيرَ الصبّاحِ وأوقَدَت
حُزنَ الأنامِلِ بينَ طيّاتِ الكَلِم
ما بينَ مَوتي
والرسالاتِ التي
وصَلَت لقلبي.. لحظةٌ
جمَعَت ثرى الذكرى على أطرافِ عُمري
بينَ المواجِعِ أجهَضَتْ أحمالَ صَدري
..
ما بيْنَ قلبي
واحتضارُ نقاوةٍ في ناظِرَيْ طيرٍ جميلٍ
حطّ فوقَ أصابعي
وردٌ نما
ثمّ استحالَ قصائدا
باتَت على جُدرانِ ليلٍ قد رَحَل
لي قالَ يوما أنّني
مجنونةٌ مجنونةٌ منذُ الأزل
علّقتُ فوْق سمائه بدرا جميلا
ثمّ فارقَ كل ليلٍ وارتحلْ
فنسجتُ حتّى من بقايا الضّوْءِ أثوابَ الأمل
وسهرتُ ليلا أحتفي
بشموعِ ميلادِ الحنينِ على وسائد وِحدتي
ماتَ الحنينُ ومَوْلِدي..لم يكتمِلْ!
..
مابينَ أجراسِ الرّحيلِ
وصمتِ نبضٍ في الفؤادِ غفا
ليهدَأَ بينَ أضلاعي ذهولي
قِصصُ المواتِ بداخِلي
فيها اختصرتُ حروفَ أوجاعِ العصافيرِ التي
غنّت طويلا للزّنابقِ في حقولي
ماتت زنابقُ قصّتي
واليومَ أرجمُ غصّتي
أمضي كأيّ فراشةٍ
عاشَت برغمِ متاعِبِ التّرحالِ في كلّ الفصولِ
ضاعَت ملامِحُ كلّ أزهارِ الصِّبا
مابينَ حقلٍ جفّ بعدَ سُقاته
مابينَ شوكٍ بينَ طيّاتِ المشاعر قد ربا
عبَثا تراوِدني القصائِدُ عن جنوني
ونهايةُ الشّوطِ الذي
في الأمسِ حاولَ ضمّنا
مدّت أصابعها لتُعلِنَ توبتي
وتُعيدَ أحلامَ الصَّبا
لحقيبتي
..
إنّ الفصول الأربعة
مرّت جميعا من دَمي
فـ مضى الربيعُ ولم يعُدْ
والصيفُ أخلَفَ ما وَعَدْ
ظلّ الشتاءُ مُعذّبي ومعلّمي
وبقيتُ أُغسَلُ كلّ يومٍ
تحت غيثِ تألُّمي
حتّى إذا جاءَ الخريفُ وضمّني في ليلةٍ
حضّرتُ أكفانَ الضياءِ وكلّ أوطانِ الشجر
كي يجمعَ الورقَ الذي
صفعَتهُ ثوراتُ الرياحِ.. وقبلها
رجَمتهُ حبّاتُ المطر
كي يُعلِنَ الزمنَ الجديدَ بدنيَتي
بعدَ احتضارِ حديقتي
بعد انتحارِ الضّوءِ في خدّ القمر!
..