محبوبتي في طرفها حورُ
فرج أبو الجود
يا لائمي والقلب ينفطرُ
كف الملام فإنني بشرُ
إن كان من وجد بفاتنتي
فأنا بهذا الوجد أعتذرُ
لو أبصرت عيناك ملهمتي
تمشي لصام القلب والبصرُ
صوم الضحى والشمس مشرقة
والنور دون الشمس يستترُ
حورية كالبدر صورتها
بل تستحي من حسنها الصورُ
لو أنها مرت على حجرٍ
مر النسيم لسبح الحجرُ
ضحكت فوا عذباه من ضحكٍ
وتبسمت فتنزل المطرُ
وتكلمت فرميت قافيتي
وتمايلت فتمايل الشجرُ
ياليلة جلست تسامرني
في رقة يحلو بها السمرُ
والقلب يرقبها على حذر
أواه لو قد ينفع الحذرُ
صَوًرْتُها في حضن ذاكرتي
ريحانة بالحسن تزدهرُ
وا طفلتي وقفت تودعني
والغاصبُ الملعونُ ينتهرُ
فارقتها بيد تودعها
ويد تكاد لديه تنكسرُ
وا طفلتي لله أتركها
ما شاء حيث يشاء يقتدرُ
ودعتها والوجد يحرقني
والدمع في عيني ينصهرُ
وقلوبهم بالحقد غامرة
وعيونهم بالغدر تستعرُ
في ليلة ما عشت أذكرها
حكم الظلام وحوكم الفجرُ
واليوم ها قد حان موعدنا
أن نلتقي لما قضى القدرُ
أجراس أنفاسي تصارعني
يجري بها التطويل والقِصرٌ
والقلب في دقاته وجع
والعين شاخصة بمن حضروا
الساعة الصفراء صامتة
أم أنه "الرقاص" يحتضرُ
الشيب غيرني أتعرفني
والشيب لا يُخفى له أثرُ
سأصب حتى الموت من غضبي
شعرا يتبرهم وما عمروا
الغاصبون توعدوا قلمي
فليكسروه اليوم إن قدروا
قلبي لها شوقا يدافعني
وأنا بظل الصبر اصطبرُ
حتى أتت كالشمس مشرقة
في رقة والدمع ينهمرُ
حييتها ويدي مكبلة
نصف يُرى والنصف يستترُ
ودموعها تجري تعانقني
والوجد لا يبقي ولا يذرُ
أنفاسها بالمسك عاطرة
وعيونها في طرفها حورُ
أبتاه ما أغلاك يا أبتي
بل أنت ما أحلاك يا قمرُ
أسروك يا أبتاه محتسباً
وغدا يرى الأوغاد من أسروا
أبتاه كم أمسيتُ ساهرة
في مخدعي يتململ السهرُ
وبجانبي أمي تحدثني
عن فارس في الأسر يفتخرُ
عن فارس قد غاب في سفر
أواه مما يفعل السفرُ
والله يا أبتاه لو ملئوا
منا السجون لقاتل الحجرُ
أرواحنا للقدس نبذلها
ودمائنا للقدس ندخرُ
وغدا بإذن الله ينهزموا
وغدا بحول الله ننتصرُ
وغدا سماء القدس تمطرهم
ناراً وأرض القدس تنفجرُ
فالقدس ما عشنا مدينتنا
إن أنكروا بالحق أو جهروا
والقدس باقية ومن أسروا
ثأرا لها لا شك قد ثأروا
فليقبلوا من كل ناحية
ما أقبلوا إلا لينتحروا
لن نرتضي ما عاش آخرنا
أن يبق فوق ترابها قذرُ
أبتي دموع القدس تطلبني
وأريجها والأرض والشجرُ
اليوم ها قد عدتَ يا أبتي
أما أنا فالقدس تنتظرُ