أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: فَضُلتْ؛ ولكن في الرذيلة!.

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 322
    المواضيع : 33
    الردود : 322
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي فَضُلتْ؛ ولكن في الرذيلة!.

    تعرَّفَتْ عليه في إحدى غُرف المحادثات الكتابية الإنترنتية. راق لها هزلُهُ، وأعجبها جِدُّهُ، فَحَسُنَ له حديثُها، وزانت له الحكمةُ الضالة من أسلوب تعبيرها المنمَّق، فاستظرفتْهُ واستلطفها حتى جرى منها بموضعِ جرت عادةُ من مثلها فيه بأنْ تملأ به الشاغِرَ منها، لتشغل من وقتِ فراغه شيئاً مسَّ فيه غريزة لم تشبعها تلك التي سكنتْ قلبه!.
    صدقته حينما قالت له بأنَّها متزوجةٌ ولديها طفلان، بينما كذب هُو حينما أجابها عن عدم ارتباطه بفتاة قط، بل ظنَّ أنَّها إنَّما تضيَّق عليه بسؤالها ذاك؛ ولكنَّها في حقيقة الأمر لم تكترث بفكرة الارتباط من عدمها؛ وما سألته إلا لفضولٍ عابر، أو لشيءٍ هو من بواعث تحقق ذلك الرجل من صدق ميلها إليه في جانبٍ عَلِمَ به بعد أن مضت أربعةُ أشهر؛ عندما طلبت منه بأن يشدُّ الرحال إليها، وهو من تعرف نزقَهَ وطيشَه في أن يفعل ما هو أكبر من ذلك.
    لم يمنحها لحظةً من التفكير بالعدول عن رأيها، بل توجَّه إليها قاطعاً المئات من الكيلومترات، وهو على شمس من الأمل لا تغيب في أن ينعمَ بالجحيم الذي أصبح جنَّةً في عين شهوته، وهو الذي أمِنَ تغليق أبوابها عن زوجها البائس الذي ارتبط مع عمله في نوبةٍ لمدة أربع وعشرين ساعةً، استجمع لها قُوَّةً من نومٍ، وكَنَزَ لها طاقةً من راحة؛ فمضى في سبيل رعاية أسرته، وأن يؤمن لهم حياةً كريمة؛ ولكنَّه ما عَلِمَ بأنَّ ذلك الأمان الذي ظنَّ أنَّه مطوِّقٌ لأسرته؛ إنَّما يُقيَّدُ عليهم دونه بحضرةِ رجلٍ غريب، وما رواحه ذاك إلى عمله إلا كَدٌ في عرضه، وشرفه، لا في بَدَنِهِ وقوته!.
    وثُّمَّ إنَّه ليس إلا أن قيل للغريب: هيتَ لك!.

    وليس بأولى من أن يُلام، ويهوي من سماء الفضيلة سوى تلك المرأة التي لولا أن ارتضت على نفسها؛ لَما انتُهِكَ عِرضٌ، وذهب شرف، واهتزَّ عرش، وَلَما تلطَّخَت الدنيا بدم العفاف، وأنا حينما أتحدث بهذا أحيل الاغتصاب الذي هو شأنٌ آخر خارج هذه الورقة، لنكون على بيَّنةٍ من أمرنا؛ ولئلا يقذفنا من لا يفهم في هذا الحديث إلا التطرف الذكراني ضد النساء، وتعليق رذائل الأمة في جلباب المرأة، وهوى نفسها؛ حتى لو لم تُرخِ عليهما؛ ولستُ لأقِفَ موقفي هذا ضغينةً، أو تتبعاً لمعايب أجتزئ منها ما يؤكد تلك الضغينة؛ ولكنَّه الألم الإنساني الذي اهتزَّت له مشاعري في هذه القصة. وقد بَلَغ بي الحَزَن مبلغه حينما تفكَّرتُ في حال الزوج الغافل، وفي عيونٍ بريئةٍ لطفلين لم يُغمضْهُما القليل من حياء تلك الأم التي نَزَعَتْ مِنْ نفسِها صفة الأمومة، وأقرَّتْ أن تصبح مدرسةً؛ ولكن على الضفاف الآخر مما قاله شوقي، وهي لا تفتأ عن أن تكون بمنأى عن فضيلة إعدادها وتخريجها لشعبٍ صالح، لا يحتمل معه طفلين أبت تلك السيَّدة أن تمنحهما نظرةً لا تكسرها حادثةً عابرة من حوادث الأيام؛ وزوجاً ما حَفِظَتْ له غيباً، ولا راعت له غفلةً ما كانت لتكون إلا رعايةً لها في وظيفته التي رزقهم الله بها. ولا كانت محلاً لثقته التي أولاها إليها في أن تنوب عنه؛ ولكنَّها ما استطاعت إلا أن تغدُر به في مقامه، وأن تخون أول ما تخون نفسها، وأن تنكث العهد الذي أبرمه الحياء مع النساء، وأن تطفئ غضب العفاف بماء خضوعها لشهوتها، وأن تسعى في خراب بيتها!.
    وقد يقول قائلٌ شغوفٌ بخلق الأعذار، بأنَّها إنَّما فَعلت ذلك تلبيةً لحاجةٍ جنسيِّةٍ ما قضاها زوجُها لها، أو أنَّه ما أتى على تمامها. وقد يقولُ آخر بأنَّ الفراغَ غوايةٌ لها فيما أقدمت عليه!. وليس لذلك وجْهٌ وقد قيل:" لا عُذرَ في غدر"!.
    وإن أخذنا تلكم الأعذار مأخذاً صادقاً للبحث عن سببٍ وجيه، فلن نُكَذِّبَ إلا عقولنا؛ لأنَّ المعاني التي تبْرِزُ لنا الشرف والعفاف والحياء والوفاء؛ إنَّما يكونُ سبُبُها من المرأة. ولا تزال تلكم المعاني في شَرَفٍ وفضلٍ ما استَقَرَّتْ روحُ المرأة بين جنبيَّ ألفاظها، الأمر الذي يُخَلِّدُ في تلك الغايات النبيلة، والمقاصد السامية افتقاراً إلى طبيعةِ تلكم الروح التي إن اعتورها نقصٌ، وأرمضها خللٌ فما هي إلا أن تتولَّد معاني الفسق والفجور والغي؛ فلذلك لا يُبَرَّرُ عن الكبير بما هو أصغرُ من صغيره، ولا يُعتذرُ عن العلو بما هو دون دونهِ في المنزلة، ولا يُبحَثُ عن سببٍ لسبب؛ وعليه فليس للمكتسَبات يدٌ على المرأة؛ لأنها هي من تسقي تلك الأشياء مِن خلائقها وطبائعها؛ إن فضيلةً وإن رذيلة!.
    كما أنِّي أتمنى أن أقَعَ على الكيفية التي تَمَكَّن بها نساء المسلمين من أن يَحْفَظْنَ فروجهنَّ، ويَصُنَّ أعراضَهُنَّ، وَأنْ يَكُنَّ سِمَةً للعفة والشرف؛ برغم الدواعي التي تضعفهنَّ الضَعْفَ الذي كان قوةً في تلك المرأة الخائنة؛ أقول أتمنى أن أقع على تلك الكيفيَّة حتى أجِدُ لصاحبتنا باباً تدخُل فيه؛ ولكنني أنكفئُ إليها وقد كفاني طِيْبَهُنَّ عناء ذلك!.

    اللهم احفظ نساءنا ونساء المسلمين يا رب العالمين، واجعلنا وإياهُنَّ مؤمنين صالحين، ولا تجعلنا فيهنَّ من المغبونين، ولا عنهنَّ من الغافلين!.

  2. #2
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    لاحول و لا قوة إلا بالله ،

    تلك المرأة ، تلك الأم ، لا عذر لها ، لا عذر لها ، لا عذر لها ...

    و لا مجال هنا للبحث عن أسباب و مسببات ، فالأمر جلل ، و الجريمة فادحة .

    كلاهما قد انغمس في الرذيلة حتى النخاع .

    إن المرأة الحافظة تحرص على نفسها في جميع أحوالها ، مهما اجتمعت عليها

    أسباب الفتن ، و المرأة الجاحدة تجد لنفسها فسحات الخطيئة حيثما كانت .

    و الامر نفسه عند الرجال ، فهما سواء في الاجر كما في الوزر .

    أشكرك أخي الكريم على هذا الموضوع الموجع ، المذكِّر .

    كل التقدير .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  3. #3
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    يقول الشابي :
    فإذا صانت الفضيلة عابوها --- وإذا باعت الخنا عبدوها

    كثر اليوم دعاة الاباحية و الميوعة و الانحلال الخلقي و الانحراف الفكري
    وهي أبواب كثر الدعاة إليها و الواقفون بأبوابها

    من مركزياة الحضارة المادية المعاصرة : قطاع اللذة و الجنس عبر استعمال المرأة و الاعلام و الموضة

    واجبنا أن نكون من مشاعل تخليق الحياة

    تحياتي
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 322
    المواضيع : 33
    الردود : 322
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    لاحول و لا قوة إلا بالله ،

    تلك المرأة ، تلك الأم ، لا عذر لها ، لا عذر لها ، لا عذر لها ...

    و لا مجال هنا للبحث عن أسباب و مسببات ، فالأمر جلل ، و الجريمة فادحة .

    كلاهما قد انغمس في الرذيلة حتى النخاع .

    إن المرأة الحافظة تحرص على نفسها في جميع أحوالها ، مهما اجتمعت عليها

    أسباب الفتن ، و المرأة الجاحدة تجد لنفسها فسحات الخطيئة حيثما كانت .

    و الامر نفسه عند الرجال ، فهما سواء في الاجر كما في الوزر .

    أشكرك أخي الكريم على هذا الموضوع الموجع ، المذكِّر .

    كل التقدير .
    وأعظم الامتنان!.
    كوني بخير!.

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 322
    المواضيع : 33
    الردود : 322
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    يقول الشابي :
    فإذا صانت الفضيلة عابوها --- وإذا باعت الخنا عبدوها

    كثر اليوم دعاة الاباحية و الميوعة و الانحلال الخلقي و الانحراف الفكري
    وهي أبواب كثر الدعاة إليها و الواقفون بأبوابها

    من مركزياة الحضارة المادية المعاصرة : قطاع اللذة و الجنس عبر استعمال المرأة و الاعلام و الموضة

    واجبنا أن نكون من مشاعل تخليق الحياة

    تحياتي
    أقدر لك هذا الإثراء يا عبد الصمد!.
    كُن بخير!.

المواضيع المتشابهه

  1. فضلت البوح لأزهاري..
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-06-2008, 09:10 PM
  2. اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ
    بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 24-12-2005, 09:04 PM
  3. يَا نَبِيَّ اللَّهِ .. أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ
    بواسطة قلب الليل في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-05-2005, 06:22 AM
  4. الصمت فيّ أبلغ من الكلام
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-05-2005, 07:32 PM
  5. "هَمسَةٌ فِي أُذنِك..."
    بواسطة hedaya في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 21-10-2004, 10:35 PM