جعفر عباس
الآن وقد تحركت البوارج والراجمات, استعداداً لـ"خذ وهات", بالصواريخ والقنابل, ليعود العراق إلى عصر بابل, أنصحكم يا أولاد عدنان وقحطان, من أكبر شارب إلى رزان, أن تولوا وجوهكم شطر البيت الأبيض, ومؤخراتكم صوب تل أبيب على البحر الأبيض, ذاك يصفعك بأسوأ النعوت, وهذا "يدّيك بالشلوت", فذاك خير من أن تلقى مصير صدام, بعد اتهامك باعتناق الفكر الهدّام, يعني بلاش التوسل والبكش المستتر الذي نمارسه منذ الحادي عشر من سبتمبر,... يعني عانقوا واشنطن بالمكشوف, وبوسوا بني صهيون "بدون كسوف", فمن سبق لبق, والتقاعس حمق ونزق, غنوا لبشبوش: بابا أوبح, ولشارون: السح الدح, وما إلى ذلك من ملاحم شعرية, نسجناها كما تنسج الشعيرية, لتُعبر عن حالنا خلال القرن المنصرم, حيث كنا نتلقى الصفعات بالصِّرم, واحذر أشعار القصيبي ودرويش, وكل ما يذكرك ببيت لحم والعريش, وبلاش المطبق والهريس والكبسة, فهي مجاز من قبيل تسمية الهزيمة "نكسة", هذا ما يقوله قاموس ويبستر السياسي, الذي يضع العرب دون الكلبة "لاسي" واحذروا الفول وكافة صنوف البقول, لأنهم يعتبرونها طعاماً للخيل والعجول, ويعتبرون من يتعاطاها فئران تجارب, يستحق السحق ضربة لازب.
لا بديل للحاق بركب الحضارة, ليس بالفهلوة والشطارة, ولكن بالممارسة والتقليد, واستبدال كل ما هو طارف بكل ما هو جديد, اجعلوا الرقص مادة إجبارية, من الروضة إلى الثانوية, وأحيلوا عمرو موسى إلى التقاعد, وسلموا منصبه لرزان أو أي كاعب ناهد, واقبلوا بتحويل فلسطين إلى صالات روليت وملاعب إسكواش, يتبارى فيها اليهود والأمريكان بالفيش والكاش, ولدينا بلدان وجودها مثل عدمها, وما فيها شيء أن يشرب الأمريكان من دمها, ويا ليت يتم تأجيرها بدون فرش, بواقع الكيلو متر المكعب بقرش, لتتحول إلى قواعد عسكرية أو ديسكو, لا مجال فيها لخصوصية ثقافية أو يونسكو, فهذا زمان تحول فيه عمرو دياب, إلى نظير وند للجنرال الفيتنامي جياب, وأصبحت شعبية كاظم الساهر, أضعاف ما كان يحلم به عبد الناصر, وصارت فيفي عبده الهرم الرابع, والشاب خالد أشهر من لويس السابع, أما المفكرون والكتاب والشعراء, فأمتنا براء, تتعامل السلطات مع كلماتهم وكأنها ألغام, وتعاملهم بأسوأ من الأنعام,... هذا زمان يستأسد فيه السوقة والسفلة, بعد أن دهمتنا سحائب الخنوع والغفلة, أصحاب العقول مقموعون, والجاهل الغر*ّ فرعون, هذا زمان السكس والساكسفون, والعهر المقنن عبر التلفزيون, والنجومية للمخنث ونصف العاهر, والتربية الاجتماعية "علكة" في فم فاجر, أفل نجم العلماء وسطع نجم "العوالم", واستحالت الأوطان إلى أسلاب وغنائم.
المجد لجورج بوش الثاني, وكمان توني بلير ونظيره الألماني, رجال ملء السمع والبصر, تحت إمرتهم حشود من التتر, كلامهم "ماشي" على أكبر راس, من جزر القمر إلى فاس, ويخشاهم العنتري ابن عباس, لأنه رضع الخوف وفُطم بالوسواس, ولا يأمن الشيوعيين أو جماعة حماس, وزوجته في البيت "قاعدة", ولكل هفواته وزلاته صائدة... أنجدني يا بشبوش بـ"اللجوء" وأخرجني من عالمي "الموبوء"!.
**** منقول عن جريدة الوطن السعودية