|
يامـن يقاتل مرتين ويهرب |
ويعــــود ثـانيــة ولايتهّيـــب |
وإذا نسبت الجبن دون تردّدٍ |
فإليك وحدك كلُّ جبــن يُنسب |
وعلام يحشرك الزمان فلا ترى |
إلا ثقوب الخزي منها تهرب !؟ |
أنـا لا أرى فـوق الأكفّ جنـازة |
فلمن إذن فــي كل يــوم تنــدب |
أنــــا لا أرى إلا مآتـــم أمتــــي |
فعلام ترقص يا همام وتطرب ؟ |
علقّــت ألــف روايــة وروايـــة |
حتــى شكا ممــا فعلت المشجب |
ورفعت انصاف الرجال وسقتهم |
للحرب – رغم أنوفهم- فتهيبـوا |
أنت الـــذي تنهــى وتأمــر بيننـا |
وتعــد أشهى مـــا نـريد وتسكب |
وترش عطــراً كــي يسيل لعابنـا |
بين النهود وفي المواقف تُندب ! |
ولقــد رأيتــــك بينهـــم متكسبــاً |
(( ومن الذي يا هند لا يتكسب )) ! ؟ |
قــل مــا تشاء فإن قولك فيصـلٌ |
ورؤاك فــي فــنّ السياسة مذهب |
واعزف على وتر الكفاح إذا طغى |
مــوج الكفــاح وسُنّ فيــه المخلب |
واحمــل إذا لاح الســلام لواءه |
فالــدهر سلــم والحوادث قُلـــّب |
|
يــا أنتَ يــا قمر الزمانِ ونجمه |
لولاكَ مـــا اجترح الكلامُ كلامه |
قطرٌ ســواك وأنت أنت الصّيـب |
خجلتْ عناقيد الضياء وأنت في |
كبــد السماء مُفضــّض ومــذهّب |
ورحلت من عطش الرمال ملوحاً |
عندي الزلال من الموارد فاشربوا |
عندي مفاتيح الكنــوز جميعهـا |
كــل البروق سواي بــرق خُلــب |
كحلـــتُ آلاف العيـون بمرودي |
ودفعــت آلاف الجيــاد لتركبـــوا |
وأنا عبيــر الشعر ملك قريحتـي |
قــل للذين ينـاقشون .. تأدبــوا ! |
فأصابعــي رقصت على أوراقها |
والعطــر مــن أردانهــا يتســرب |
فإذا نطقـــت فــإن نطقي معجبٌ |
وإذا صمّتُ فإن صمتي أعجــب |
|
أنا إن رأيت النمل يأكل مقلتي |
ورأيت نخل الرافدين مطوحـاً |
وسمعــت بومــاً فــي الكنانة ينعب |
وقرأت في أرض العراق رواية |
عــن عصبة بطرتْ وشعب يشطب |
وتوسلــتْ عينــاي سّر فضيحة |
في المغرب الأقصى ولا من يشجب |
ورأيت فـي أرض الجزائر محنة |
طالــت وأعناقــاً هنـــالك تضــرب |
والقدس والهفــي علــى أطفالها |
كــــــل يُمنيهــــا وكــــــلٌ يكــــذب |
ورأيتُ آلاف النســاء عـواقــراً |
والمــاء فـــي كل الموارد ينضب ! |
والقمح يأبــى أن يسنبل عندنــا |
ومـــواكب الأعــراب لا تتعــربّ |
ومن المحيط إلى الخليج معارك |
بيــن القبائل كــل يــــوم تنشـــب |
ورأيت طفـــلاً شاخ قبل أوانــه |
مــلّ الحيـــاة وظهــره محـــدودب |
ورأيت شيخـــاً لا يزال مراهقاً |
إن لاح طيــف صبيـــة يتكــهرب |
وعلى يمين العرش يجلس أرنب |
وعلى يسار العرش يجلس ثعلب |
إن كان هذا مـــا رأيت ومثلــه |
ممـــا يشيب لـــه الغــلام ويعجب |
فلأننـــي – شلت يمينــي - خائف |
لا أنتضـــي سيفـــاً ولا أتــوثب ! |