|
يا من إليه الهوى في البعد يطويني |
ما زال حبك غضا في شراييني |
ما زال حبك غضا في نضارته |
لا الصيف أذبله أو برد تشرين |
يا منية النفس إن البعد يقتلني |
لولا خيالك يأتيني فيحييني |
إني رايتك نبراسا يتيه على |
رأس الزمان بلا زور وتزيين |
سقت مياهك أرضا لا يزال بها |
من الأماجد أبناء السلاطين |
قد اثبتوا أنهم في كل معترك |
لا شيء اغلى من الاوطان و الدين |
و قد تكالبت الأعداء من عرب |
و من مشارف أمريكا إلى الصين |
لكنهم رغم ما مرت بهم أزم |
لم يفتأوا عن جهاد في الميادين |
وكم توالت على بغداد من كرب |
فلم تزدها سوى عز و تمكين |
كأنما الأزمات الحمر تصقلها |
فتستعيد نشاطا كالبراكين |
كأنها الكير ينفي كل شائبة |
عن الحديد فيقوى بعد تعدين |
هي الحياة لأهل العزم عروتها |
ولم تكن مرة في كف مأفون |
لا تسلموا أرضكم أبناء جلدتنا |
لمن أتوا بعلوج الروم والسين |
هي الخيانة مهما حاولوا عبثا |
أن يخدعونا بتأويل و تخمين |
لو أنهم صدقوا ثاروا وما هربوا |
لكنهم عملاء كالثعابين |
قد ادعوا من غريب القول فريتهم |
و ألبوا كل مسعور و ملعون |
و خربوا أرضهم بالنار وامتهنوا |
بلادهم بنصير من شياطين |
و قد أبادوا وأفنوا الأبرياء بها |
ولم يزل خبثهم مثل الطواعين |
هذا الخراب على أفعالهم اثر |
و سوف تنقله كل العناوين |
و سوف يلعنهم من سوء فعلتهم |
كل الأباة و في كل الأحايين |
يا أمة لم يزل وحي الإله بها |
إن الفرات يناديكم أغيثوني |