|
ألا يا جارتي قومي اسألينا |
أُمرنا باختلاطٍ أمْ نُهينا |
أمِ الأيامُ بدّلتِ السجايا |
أمْ النسوانُ قدْ غيرنَ دينا |
لبئسَ الغادياتُ مكشّفاتٍ |
وما بهِ من مساحيقٍ طلينا |
فشتّانَ المقامُ بعارياتٍ |
خنا والمحصناتِ هدىً كسينا |
إذا احتكّتْ خطى الجنسينِ قصداً |
فأهلا مرحباً بكَ يا مجونا |
وإنْ خضع الرجالُ إلى نساءٍ |
بلا حقٍّ فأينَ الملتحونا! |
بأيِّ بغيَّةٍ يطلبنَ حقَّاً |
يسوِّغهُ لهنَّ الكافرونا |
بأيِّ بغيَّةٍ ينشدنَ ثوباً |
وفطرتُهُ بأنّا اللابسونا |
ألا هيَ بدعةُ الباغينَ حلّتْ |
تغيِّرُ سنّةَ الخلاقِ فينا |
إذا نحنُ اتّبعناها فإنّا |
على حجج الحياةِ لخاسرونا |
أنعطي الغانياتِ سيوفَ ذودٍ |
وكلُّ صبيّةٍ تخشى الكمينا |
ونحجبُ من يذودُ بعزمِ ليثٍ |
بجوفِ الدارِ إنْ سكن البنونا |
ونفخرُ ما أتى ثدياً صبيٌّ |
على نكسٍ بأنّا الفاطمونا |
ألا لا يبلغنْ صهيونَ أنّا |
بغلنا في الدنا وضعاً مهينا |
ألا لا يسخرِ الأقوامُ أنّا |
نسيرُ إلى الردى حيناً فحينا |
فأيتُها الفتاةُ إذا كساها |
عفافٌ زادَ عزُّ المسلمينا |
لأنتِ الأمُّ للأبناءِ إنْ لمْ |
تكوني الحضنَ كانوا الضائعينا |
ففيكِ الدفءُ ما أرضعتِ طفلاً |
يلاقي مهدَهُ صدراً حنونا |
وفيكِ البرُءُ للأسقامِ دوماً |
ومنكِ العطفُ يحتضنُ البنينا |
وللجنّات في قدميكِ بابٌ |
إليهِ البرُّ يحدو الطائعينا |
لأنتِ الأختُ شامخةٌ عفافاً |
بما نوّرتِ في الأفقِ الجبينا |
لأنتِ الدرُّ والأصدافُ شرعٌ |
ينالكِ من تعهّدَ أنْ يصونا |
لأنتِ البنتُ ما بعناكِ بخساً |
ولا كنّا بجهلٍ وائدينا |
تضيئينَ الحنايا مبهجاتٍ |
وتسقينَ الجوانحَ والعيونا |
كودقٍ وجهُكِ الوضّاءُ خيرٌ |
رَواءٌ لذَّةٌ للشاربينا |
بكِ الوديانُ تغدو مربعاتٍ |
يناغي الفلُّ فيها الياسمينا |
لئنْ تبكينَ يجثُو الكونُ حزناً |
ويصحُو الفجرُ لمّا تضحكينا |
لأنتِ الزوجُ سكناها رضاءٌ |
وإحسانٌ ينمّي الحسَّ فينا |
وحسْنٌ بالجمالِ ملكتِ عرشاً |
ممالكُهُ قلوبُ العاشقينا |
عفافُكِ والتقى حصنٌ متينٌ |
متى خوِّنتِ لنْ يغدو متينا |
فإنْ شئتِ الهوانَ يجئْكِ بخساً |
وإنْ أحصنتِ فالقدْرَ الثمينا |
كفاكِ مكانةٌ في العشقِ طهراً |
بأنَّا للطّهارةِ حافظونا |
بلاكِ المرءُ لا تُحيا قواهُ |
ولا يلقى ليسراهُ اليمينا |
فكوني عونهُ إنْ لمْ تكوني |
فإنَّ العونَ فيهِ لنْ يكونا |