في ظل خصوبة مرتفعة ومستشفيات«حيا الله»
فقط سبعةآلاف دولار رسوم العملية

قلوب فلذات أكباد اليمن..
تشوهات وتأوهات!!

محمد نعمان الحكيمي
albahoot@gmail.com

ليس من محك أجدى في امتحان قلبك المعتقد جزافاً واجباًبالثورة والعطاءات والمنجزات ورضاك الفعلي عن اعتقادك واصرارك، مثل أن تقف يوماًلاتجد فيه عشرة آلاف ريال لشراء علاج تنقذ به مريضاً من ذويك أو من فلذات كبدك- لاقدر الله..
يوم يرى المواطن نفسه ومن حوله يموتون وهو لايجد علاجاً ولامركزاًطبياً يقدم الواجب المناط به للبسطاء فهو لايزايد إذا كفر بكل انجازات ثوراتهالكبيرة الخالدة.. ولايستتب إذا لم يدخل الإيمان- كما يريده المستفيد- فيقلبه«المريض»!
مشافي تقرب الموت ماأمكن في الحال، وجيوب عطل، وكوادر طبية أتركتوصيفها لعشرين مليون يمني.. ولاأضيف شيئاً أوضح فيه كيف قضي على مايسمى «الثالوثالرهيب.. الفقر والجهل والمرض»!!
هل يتوقع المواطن اليمني أن يأتي يوم يكون فيهالعلاج مجاناً؟ وأن تقدم المستشفيات خدماتها الطبية المتكاملة مجاناً.. حتى إن وصلترسوم الخدمة للمواطن الواحد لأي عدد مالي كان؟!
في السنوات الأخيرة من القرنالماضي وحتى بدايات هذا الحالي لوحظ ارتفاع متزايد في تشوهات قلوب الأطفال خلقياًوكذلك عمليات القلب المفتوح«روماتيزم القلب والتشوهات» وشكل ذلك- لامحالة- عبئاًلايطاق على الجهات المعنية التي تفتقر - اليوم بعد أربعين عاماً ونيف- إلى أبسطالأقسام المؤهلة لعلاج هذا المرض، كادراً وخدمات.
في صميم هذا الموضوع بالغالحساسية تحدثت إلى الدكتور عبدالقادر عبدالله حجرـ مستشار جراحة قلبالأطفال ورئيس قسم جراحة التشوهات الخلقية والروماتيزم في قلب الطفل في المستشفىالسعودي ــ الألماني ـ صنعاء.. وكان معه هذا الحوار.

-
إلى أين وصل الحال بهذاالمرض المتزايد معدله في اليمن؟
اسمح لي في البداية أن أذكر بأن اليمن دولةنامية، سكانها عددهم يقدرون بـ«23» مليوناً.. كان ذلك في عام 2007م.. ويقدر أن يصلالعدد إلى«28» مليوناً في عام 2015 وإلى«37» مليوناً في عام 2025.. منهم 46% تحت سنالرابعة عشرة.
ومعلوم أن معدل الخصوبة في اليمن مرتفع ويعد من المعدلات المرتفعةفي العالم أجمع وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة.
ووفقاً للمجلس الوطني للسكان كانمعدل عدد السكان يتزايد بمعدل 1.555.200 سنوياً مايستوجب وجود مراكز طبية كثيرةوخصوصاً للعناية بهذا المرض الخطير.
والمعدل التقديري للتشوهات القلبية عندالأطفال حوالي 12- 15ألف حالة جديدة سنوياً..
أقول: أقسام العناية الخاصة بهذاالمرض عندنا في اليمن بدائية جداً ولاشك في ذلك، ولذلك تجد أن خدمات العناية الطبيةالمخصصة لهذا المرض تقدر بـ28% فقط.. ولامراكز لفحص المرض إلا في محافظات تعدبالأصابع«صنعاء ـ عدن ـ تعز ـ وحضرموت» لايعني ذلك أنها تعالج المرض، لكنها تقومبفحوصات- وحسب- للقليل من الذين يعانون من المرض في اليمن.

-
وكم نسبة العلاجالفعلية يادكتور عبدالقادر؟!
مليون مولود سنوياً في اليمن و8000-10000تشوهاتقلبية.. الذين يحصلون على العلاج منهم 001 فقط.

-
نسبة اصابة كبيرةولاشك؟
نعم.. نسبة مؤرقة.

-
ومانسبة الدور الفاعل للجهات في مواجهةذلك؟
محاولات لعلاج المرض.. لاتشكل شيئاً جديراً بالحديث عنه.

-
أهليةوحكومية؟
ياأخي ليس هناك طاقم تدخل جراحي متخصص في هذا المرض لايوجد متخصص واحدفي اليمن.

-
والحل؟
تظل نسبة روماتيزم القلب في اليمن من أعلى النسب المرتفعةفي العالم.. والسبب معروف اضافة إلى عدم توافر العلاج المناسب.. ولذلك 12-15 ألفحالة جديدة سنوياً.
قلت هناك مراكز فحص في محافظات أربع فقط في اليمن.. وفيصنعاء اثنان للقسطرة «الكويت والثورة»
وأما المستشفى السعودي ــ الألماني فهومبني على أساس مستشفى موجود فيه كل الامكانيات اللازمة للعلاج وكذلك الكادر الطبيالمتخصص.. ولامبالغة في ذلك على الاطلاق.

-
وكيف يستطيع المريض مواجهة أعباءالرسوم هنا؟
لجأنا إلى منظمات وجهات داعمة يوم أن بدأنا بعلاج هذا المرض فييناير 2009م.. في مايو الماضي عالجنا عشرين حالة والتكلفة مابين مليون إلى مليونونصف للحالة الواحدة من منظمة الإغاثة الاسلامية بالسعودية.. ومن منظمة طيبة هنا فياليمن.. ومن تجار من الداخل والخارج ونطمح ولانزال بتوسيع القسم وتطويره لاستيعابأكبر عدد وذلك بالبحث عن المزيد من الجهات الداعمة.. ولولا المنظمات ماكنا نستطيعنحن والمواطن أن نحقق شيئاً يذكر فهناك 8-12 حالة في الشهر على نفقة «الاغاثةالاسلامية» كما أن«طيبة الخيرية» تجمع عدداً من المرضى وتأتي بهم للعلاج والتجارلهم نصيب وافر.. شكر الله لهم جميعاً.

-
وماذا بقيت من هموم وارهاصات؟
أهممشاكلنا هي كالتالي:
1-
مجال جراحة تشوهات قلب الأطفال جديدة تحتاج إلى تعزيزعلمي وخبرات وتأهيل حقيقي.
2-
تصل الحالات إلينا متأخرة وذلك لعدم وجود مراكزفحص للمرض في المحافظات إلا مارحم الله.
3-
الحاجة إلى منظمات داعمة أكثر لتدشينحملات علاج هذا المرض في جميع أرجاء اليمن.. فمن المشاكل التي تواجهنا هي صعوبةالاتصال بهذه الحالات والوصول إليها.
-
هل تشعرون بالرضا التام بما قدمتموه إلىالآن في هذا المجال؟
نحن في بداية 2009م أجرينا مائة عملية قلب مفتوح سواءتشوهات أو روماتيزم وكان معدل النجاح أكثر من 90% وهو معدل نجاح كبير فقط خمس حالاتتوفيت.