الكتابة التي أضرم بها الهاجس والخوف والتردد من وقع الصيحات المدوية من حولنا - هي بالنتيجة لا تقل شأنا عن عربة الزهو التي تجرها أحصنة الفاتحين وهم في طريقهم نحو الأبدية...........
(حتى أنا لا أعرفني) القصيدة التي كتبها الشاعر الفلسطيني (معتز ابو شقير)
تحمل بين ضفتيها جسد ممتلئ بالاعماق المختلفة........
يتمسك من خلالها بالانتقال الدائم بين ذاته والاشياء المفقودة - نجد اللذة العذبة والحب الفذ ونجد ألم جديد لا ينقطع أبدا ..................
معتز ابو شقير شاعر جدير أن يسجل فوق صفحة بيضاء كلمات يجب ان تدل بصراحة عن أخذه الأنسان المباشر بالامه العامة نحو جهة الرغبات والعصيان في عالم المزاج فيه يحكم الجميع............
(حتى أنا لا أعرفني)
بعثري صوتي أيتها الريح
في كل مكان.....
وزعيني على الأزقة وأبواب البيوت
وعلى الشفاه الجميلة كليلة دفء
أيها الليل الذي يجرجر خطاي الجريحة
أزح الستائر عن نوافذها العالية
كي يرنو أحد الي
فأنا ضائع ومتعب كقصة قديمة...
وعيناييلمع فيهما الحزن والظمأ
لا أحدهنا ينتظرني لأعود اليه
يمسح عن جبيني عرق الغربة والصمت..
يقول لي لقد انتظرتك- تأخرت قليلا...
فأهز رأسي كحمامة بيضاء..
لا امرأة تسلخ عن جسدي ظلال الليل
تتسلى بالنجوم وهي تنتظرني
فأخبرها بأنني وحيد و مشرد
متعب ومشتاق لصدرها
مثل اشتياقي للكسل....
يا هذا الليل الممل كأغنية مقيتة
أريد أن أحلق عاليا مثل يمامة
تبني عشها على الشرفات...
أريد أن أصمت طويلا
وأن أراك وأنا هادئ كسحابة بطيئة..
أصبحت قاسية يا دمشق..
هل نسيت هذا الجه الحزين
كنت هنا
كنت صغيرا أجوب شوارعك
وأقول يا أبي أمسك يدي جيدا
يا أبي حذار أن تضيعني في هذا الزحام..
وها أنذا أضيع وأستغرق في الضياع
فهل ما زلت أنت لم تتغير منذ أربعين عاما أيها الليل..؟
لعلك تعرف وجه أبي
ولعلك تعرفني....
أنا صغيرك يادمشق كنت ألعب هنا
بين الأزقة
أطارد الأحلام بين السواقي
وأشجار الحور
وأجفف قمصاني على الجدران الطينية
وأجفف الحكايات الجميلة على جدران روحي
أين أنا الآن.؟
حتى أنا لا أعرفني........
انتهت....