اخر النهار
كانت الشمس تخبرني بأشعتها الوردية بان الغروب قد حان وأنتهى وقت العمل
يا الهي لقد كان يوما مفعماً بالعمل الجاد والشاق في ذلك الوقت ’ حزمت امتعتي لكي اعود الى المنزل سأخذ قسطا من الراحة بعد هذا العمل الشاق لقد كانت انفاسي المتعبة تخرج الواحد تلو الاخر لتخبرني بسكينة ليست عادية في المنطقة ( اتمنى ان تدوم هذه السكينة مدى الحياة ) سرت في شوارع القدس وبين ارصفتها الجميلة اتتبع اشعة الشمس تنحني على قبتها الرائعة لتقبلها في هدوء تام .
وها أنا انتقل من زقاق الى اخر مارا بأسواق المدينة الرائعة ’ المشكلة التي كانت في خاطري ان اعداد الناس تنقص دقيقة تلو دقيقة و المسافة لكي اصل المنزل ما زالت في أولها والبيت بعيد والجوع فعل في صدري ما فعل ’ توقفني اعلان علق على احد ابواب مدينة القدس سرت لكي اقرأ ما كتب داخل هذا الاعلان
يا الهي لم أكن أعلم ان هناك منع للتجوال من قبل قوات الاحتلال بسبب عيد المساخر اليهودي .
يا الهي لقد أجتمعت المصائب على قلبي التعب والجوع ومنع التجول ’ لقد ذهب ضوء الشمس واسدل الليل اشرعته المظلمة ولا احد يسير في تلك الازقة الا انا والجنود المختبئون خلفها قلت في خاطري استر يارب ’ لقد وعدتني زوجتي بطبخ الملوخية تلك الطبخة التي احببتها من ايام صغري لقد كانت انفاسي المتعبة تخبرني بأنها قد انهكت من شدة التعب ونبضات قلبي تهمس في اذني تواسيني
ابداً لم يكن يوما عاديا ابداً . سرت وكحالتي من زقاق الى زقاق حتى كانت المفاجئة صوت الجندي اللعين يصرخ بي من بعيد ان توقف ....... اخذت انفاسي وقبضت على قلبي لقد كانت أعصابي المنفجرة اصلا تنهار تعب وجوع ومنع تجول والجنود اليهود اجتمعت المصائب كلها فوقي رأسي
صرخ بي قائلا : ماذا تفعل في هذا الوقت ؟
الا تعرف ان هناك امر بمنع الجول !
قلت وكاد صوتي ان يختفي لالا أعلم
نادى بالجنود ان يحضروا قطعة كماش و( كلفشات )
لقد غطى عيني وربط يدي وأنهالت ضرباته القوية على صدري وظهري وجسمي المنهد اصلاً
وبعد دقائق حملني في سيارة الجيش و أعادني الى منطقة قريبة من منطقة عملي
كانت الدماء تسيل من وجهي وأنا اقطع شارعا وواديا وجبلا لتكون شاهدة على هذا الظلم .
اخوكم جهاد يحيى