بقايا...ذكريات
كانت النساء متشحات بالسواد الدكاكين مغلقة الا بعضا من دكاكين البقالة
المدارس اقفلت ابوابها الهدوء المخيف مخيم على المدينة بيوت عديده
دمرتها الطائرات بدأت العوائل تنزح من المدينة الى مدن اخرى وكل مابقي
منها فلحراسةالبيوت وحسام كان احدهم حولت امه ان تقنعه بمغادرة المدينة
لكنه اصر على البقاء فآختارت ان ترسل ابنتها سندس مع اختها وبقيت هي
مع حسام في دارها التي لم تهدا شبابيكه من الاهتزاز فالقصف متواصل ليلا ونهارا فاصبحت بيوت المدينة ونهر الفرات لم تهدا امواجة من طفو تلك الز وارق الصغيرة على ظهرها حاملة على عاتقها ابناء من المدينة الذين كتبوا على بيوتهم صغار الصور من القران الكريم وبعض الكلمات التي ترسم للوداع وجها حزينا ... بقيت ام حسام ولسانها الذي يلهث بالدعاء بلا انقطاع كانت لاترى حسام الا في بعض ساعات الليل قالت ... ما هي الاخبار قال ... الله معنا قالت ام حسام ...كيف ؟ وفجأة دوى صوت انفجار هائل وآنهارت بيوت امسك حسام يد والدته وجرها نحو غرفة الحمام قال حسام ...اسف ياأمي لانني جعلتك تعيشين في هذا الرعب قالت ...وهي تجفف دموعها لاياولدي انا معك ان لم نعش احرار فلنمت شهداء قال وهو يطلق دفعة من الهواء لا ان الاقوياء فينا بدأ الموت يحصد ارواحهم
سكت حسام ليسمع دعاء والدته واصوات انهيارات البيوت قال... هل وجدت شيئا تاكلينه يا امي قالت ...لالقد نفدالطعام منذ ثلاثة ايام قال حسام... ابقي ياأمي في هذا المكان لاتتركية ابدا الا عند مجيئي ان شاء الله قالت...الى اين انت ذاهب ؟قال... لدي عمل اقوم به
كانت اصوات الانفجارات تتعالى وتقترب منهم قالت... لاياحسام ارجوك فلنمت سويا ياولدي ...نزلت دمعة من عينه حاول اخفاؤها وبصعوبة رسم على وجهه ابتسامه الاقوياء قال ...الم اقل لك ياأمي انا الله معنا ادارة وجهه
وذهب مسرعا لحقت به والدته وهي تجهش بالبكاء قالت بصوت متقطع حسام نظر اليها كانت ترى لمعان عينيه قال ...امي سكت قليلا كان صوته يتقطع ثم قال..امي لقد احضرت هذا الغصن غصن الزيتون الذي قلت لك عنه اذا تأخرت وهدأ القصف ارجوك يا امي اغرسيه في حديقتنا ..أدار وجهه نحو الباب وهم بالخروج فحدث انفجار هائل تطايرت الشضايا نحوه سمع صوت والدته رجع راكضا فوجد والدته ملطخه بالدماء رفع رأسها باكيا وهو يقول ..اسف اسف يا امي قالت ..اغرسه انت اذا ثم لفضت انفاسها الاخيره اصبح دمار المدينه اكثر وضوحا على ضوء الصباح الذي لم يخف اكوام الطابوق المتكسر لبيت حسام الذي بقي َساهرا رغم القصف يحفر قبرا لوالدته وبعد ان اكمل دفنها غرس فوق قبرها غصن الزيتون ثم خرج والضباب الاسود يملأ عينيه وما كاد يمشي بضع خطوات حتى كانت رصاصة قناص تصيب صدره زحف نحو الحديقه حيث عانق قبر امه وغصن الزيتون