الْقيمَةُ الصِّفريِّةُ للهويَّةِ العربيِّةِ
لا اسْمٌ مَكْتوبٌ أوْ
عُنْوانْ
وسِجِلِّي لَيْسَ بِهِ
إلا رَقَمٌ
فأنا ...
عَدَدٌ مَعْدوْدٌ
يَقْبَلُ أنْ يَزْدادَ
وفي أحْيانٍ أخْرى
النُّقْصانْ
إنْسانْ ...
عَرَبِيٌ ...
يَجْري في شرْياني
ألفُ زمانْ
ما فيها شيءٌ مِنْ
زمني الحالي إلا
عَيْنانْ
قَدْ أُبْصِرُ لكنِّي لا
أُبْصِرُ إلا ما
يَهْوى السُّلْطانْ
بالأمسِ أَتَيْتُ إلى الدُّنْيا
مَنْزُوعَ الأيْدي
مَكْسورَ الْبُنْيانْ
مَطْموسَ الْغايةِ لا أدري
إلا ما قالَ أبي :
( خَوفا / نُصْحا / خُبْثا )
ولدي
إيّاك وقَوْلَ الشِّعْرِ
فإنَّ الشِّعْرَ عيونٌ
تَفْضَحُ أفْعالَ الْغُلْمانْ
وهنا وَطَنُ الأشْعارِ ولكنْ
لا أذُنٌ ترْضى
بِشُعاعِ النُّورِ يَشُقُّ اللّيلَ الْجاسمَ
في وادي الْأحْزانْ
ثِنْتانِ أمامَكَ
فاخْترْ أو لا تَخْترْ
فالإثْنانِ معا سيّانْ
إمّا أنْ تَسْجُدَ لِلْصَنَمِ الأَكْبرْ
أو تَدْخُلَ في كَهْفِ النِّسْيانْ
إمّا أنْ تَهْرَبَ لِلْصَمْتِ الأخْضَرْ
أوْ يُنْزَعَ عَنْكَ دفا الْأوْطانْ
إمّا أنْ تُسْجَنَ في جِلْدِ الْأفْعى
تَخْصي الْأحلامَ الْكُبْرى / الصُّغْرى
مَجْبورا
أوْ تُصْبِحَ أَنْتَ يَدَ السَّجْانْ
لا شيءَ يَقيكَ سوى
أنْ تُصْبِحَ صِفْرا في
وَطَنِ الْعُمْيانْ
كُنْ صِفْرا يا ولدي
فالصِّفْرُ يَزيدُ الْعُمْرَ بَهاءً
في زَمَنِ الْغُلْمانْ
كُنْ صِفْرا ...
واسْكُنْ ذاتّكّ
واخْلَعْ عَقْلَكَ
وامْلأْ فاكَ
تَعِشْ أبدا
في كُلِّ زمانْ
كُنْ صِفْرا يا ولدي
وافْعَلْ ما شئْتَ تُصانْ
فَبِغَيْرِ الصِّفْرِ تُهانْ
كُنْ صِفرا مِنْ بَيْنِ الْأصْفارِ
ولا تَسْألْ
أيْنَ الْإنْسانْ
شعر / هشام مصطفى