السيد أحمد عمر بافقيه من رواد الصحافة العربية في القرن العشرين
كتب : عمار باطويل
19-10-2009

هل مازال الجيل الجديد متعطش لمعرفة المزيد من الشخصيات الحضرمية خاصة واليمنية عامة التي خطت خطوات على طرق الكفاح والنجاح في شتى مجالات الحياة او قد اصبح جيلنا الحالي لا يهتم بالرجال الذين برزوا في المحافل الإقليمية والدولية .فربما الكثير من الجيل الجديد يجهل الكثير عن شخصية السيد عمر أحمد بافقيه والذي يعتبر من أحد رواد الصحافة العربية في القرن العشرين والذي برز فيها كصحفي عملاق لا يشق له غبار في عالم الصحافة العربية. ففي سنغافورا كان محرراً لصحيفة العرب وفيما بعد صاحب الأمتياز في صحيفة السلام بسنغافورا أيضاً وكان من مؤسسي القسم العربي في إذاعة العاصمة جاكرتا وبعد وصوله إلى مدينة المكلا عام 1950 عمل كمراسل لصحيفة النهضة في عدن وقد أسس صحيفة الجنوب العربي مع السيد شيخان الحبشي في مدينة عدن. إن القراءة في السيرة الذاتية العملاقة للسيد أحمد عمر بافقيه تعرف القارئ على شخصية سياسية وأدبية وصاحب ثقافة عالية ويتعلم القارئ من سيرة هذا الرجل أن المجد لم يأتي له على طبق من ذهب بل أتى بعد الجهد المرير للوصول إلى الغاية المنشودة. وكما يقول الشاعر : لا تحسب المجد تمر أنت آكله ** فلن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.
فأحمد عمر بافقيه أخلص لمهنته من إجل أظهار الحقيقة للعالم والتصدي للظلم والطغيان في المناطق والدول التي حل وعمل فيها. ومن قوة إيمانة بالله قد تعرض أحمد عمر بافقيه للسجن إبان الحرب العالمية الثانية من قبل القوات اليابانية التي احتلت إندونيسيا وعاثت في البلاد دماراً وفساداً وبقدرة الله خرج السيد عمر بافقية سالماً غانماً من سجون الإحتلال الياباني بعدما تعرض للمعاناة والعذاب الشديد في السجن. ورحل بعدها إلى حضرموت لممارسة مهنة الصحافة حتى تعرض للسجن في العهد القعيطي بعد حادثة القصر ( وهي مظاهرة قام بها الحضارم من اجل "حضرمة الوظائف" وقد أستشهد في المظاهرة 20 شخصاً وجرح 55 شخصا تقريبا ) فالكتاب الذي تم تأليفه من قبل الأستاذ القدير محمد بن أبي بكر بن عبدالله باذيب لا يخلو من الشخصيات البارزة التي عاصرت السيد أحمد بافقيه رحمه الله كشخصية محمد علي لقمان والأديب علي أحمد باكثير والسيد محمد على الجفري وشيخان الحبشي ,وقحطان الشعبي , وإبراهيم عمر السقاف وغيرهم الكثير رحمة الله عليهم جميعاً. وبفضل الله سبحانة وتعالى وثم بفضل المؤلف محمد باذيب ربما لم ولن نعرف السيرة الذاتية لــ أحمد عمر بافقيه وسيرتة العطرة التي لا تخلو من العقل والدين والعلم والثقافة والصبر والتي هي من مكارم الأخلاق كما قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :
إن المكارم أخلاق معطرة ** فالعقل أولها والـدين ثـانيـها
والعلم ثالثها والحلم رابعها ** والجود خامسها والعرف ساديها
والبر سابعها والصبر ثامنها ** والشكر تاسعها واللين عاشيها
والعين تعلم من عيني محدثها ** إن كان من حزبها أو من أعاديها
والنفس تعلم أني لا أصدقها ** ولست أرشد إلا حين أعصيها
فأن الكتاب الذي يحمل عنوان ( السيد أحمد عمر بافقيه من رواد الصحافة العربية في القرن العشرين صفحات من حياته ونماذج من مقالاته ) يطوف بنا إلى التعرف على الكثير من أعمال الحضارم المشرفة في سنغافورا وإندونيسيا وخاصة من قبل عوائل السادة الكريمة التي بذلت كل ما بوسعها من إجل العلم وبناء المدارس والصدقة الجارية والتي مازال ينتفع بها المسلمين في تلك البلدان. وكم يضم الكتاب بعض الرسائل المرسلة من شخصيات حضرمية كثيرة للسيد أحمد بافقيه وبعض مقالاته الرائعة ومن مكاني هذا أرسل قوافل من الشكر والعرفان للمؤلف باذيب الذي كرس كل وقته وجهده من إجل أن يعرفنا ما كنا نجهله عن رجالات حضرموت واليمن الشرفاء الذين عملوا وإبدعوا في مجالاتهم لرضاء الله سبحانة وتعالى ولخدمة دينهم ووطنهم وعلى رأس هؤلاء السيد أحمد بافقيه المولود في الهند سنة 1912 بمدينة كلكلتا والمتوفي رحمه الله بتاريخ 9 أبريل 2005 بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية فرحم الله أحمد عمر بافقيه الذي كان نبراساً يضيء لنا الطريق في عالم الصحافة.