وحدي وأحزاني معي
وحدي أسافر في المدائن حاملا وجعي أنام على رصيفٍ باردٍ متدثراً بثياب حزني أتّقي لسع الهواء مرنماً لحناً قديماًً ما يزال يعاودني اليه حنين قلبٍ عاشقٍ بين الضلوع الخاوياتْ...
أين الليالي المقمراتُ ذهبنَ يا هذا الظلام
وجعٌ وجوعٌ كافرٌ وظلامُ ليلي والدروبُ الموحشاتْ
وحدي ولي قلبٌ تقلّبهُ الأماني والهوى والخوفُ من صمتٍ رهيبْ
أين الصباح؟؟؟؟
والشمسُ هل رحلت بعيدا خلف آلاف النجومْ
وأنا أصيح(هلي يا من ضيعوني) ولا مجيبَ سوى الصدى
وأعود ليس يؤنسني سوى بصيص سيجار رخيصْ
وأزيز صدرٍ متعبٍ وسعالُ شيخٍ ضائعٍ بين الدروب المظلماتْ
ووجوه آلاف الجنود المتعبين
ووجوه أطفالٍ جياعٍ يبحثون عن الرغيفِ بين أكوامِ القمامة
=======
وحدي يشاركني الذبابُ وليمتي
والحزن قاسمني الوسادةَ والفراش
شجرٌ تيبّس في الجوار صديقي
والحارس الليلي مأجور من المدن البعيدة
======
(سقط النصيف.....)
همْ أسقطوهُ ووجّهوا تُهمَ الغوايةِ والخراب
للأبرياء هُمُ القضاةُ العادلون
والعالمُ المجنون يشربُ من دمي نخب الصباح
وأنا المشرد في الضباب
قد فتّشوا كلّ البيوت
بحثاً عن الفرح المخبّئ في العيون
ويضحكون
لمّا رأوا بيتي تزينه العناكب
أو بعض مكتبة قديمة
======
وحدي وأحلامي معي
في داخلي طفلٌ صغيرٌ عمرَهُ يبقى يعاندني ويدفعني الى درب الجنون بخلوتي ويريد أن يرمي جنى السنوات في لجج الغرام وناسياً أن السنين أكلنني ورمينني...
وأنا أصيح
يا صاحبي أهدأْ زمانك مدبرا ولّى
فيجيبني
سيزيف ما زالت أمامك صخرة أخرى
======
موتي على كتفي نداء الحارس الليلي يوقظه وما زال الصباح جفونه تغفو
رمل الكلام تذرّه ريح الظغينة في العيون
والبرد يرقصني
وأنا الغريب على رصيف المتعبين
وطني الفريسة بين آلآف الوحوش
مَنْ لي بفنجانٍ من الشاي المعتّق عند رأس الجسر أشربه وحولي بعض صحبي يضحكون
أو حين كنّا نسهر الليل الطويل بأبي نؤاس نأكل السمك الشهيّ ودجلة منشدا عبق السنين
دبّابة المحتلّ تأكلُ بسمة الطفل البرئ
ورصاصهم دوّى بحقد العابثين بذلك الصبح الحزين
ومحمدٌ...
سنواته الست البريئة أصبحت فنجان قهوة عابث يلهو بأرواح الصغار الآمنين
======
الله ياوطني الحبيب
الله يا وطني السليب
كم كنت أفرحُ إذْ أراه..
يحضن النهرين تغبطه العيون
مالي أراك مكبّلا وبنوك في كل المدائن يبحثونَ عن الأمان ِ عن الخبز الذليلْ
(بين احتقارٍ وازورار أو خطيّة
والموتُ أهون من خطيّة)
======
للرمل ذاكرة وشكوى صار يسمعها النخيل
الرمل يشكو غربة الاقدام
والنخل يشكو والفرات
وبنوك في مدن الشتات
والخائنون السارقون يقبّلون أحذية الغزاة
الله يا هذا العراق
كم يا تُرانا ضائعين
======
وحدي وآلاف الوجوه الواجماتْ
يبني عليها العنكبوت خيوطه وعلى الدوالي الصامتاتْ
والخوف يأكلها وصمت المترفين
والحبّ يولد مرةً أخرى ولا يقف
يا حبّ يا دمنا العتيق
أنّى نخبئ حزننا بجرار أمسٍ أسودٍ لنعيش يوما بالحبّ والموت البرئ
من لي بيوم واحد أحياه في فرح وضئ
مَن.....؟
مَن.....؟
5/10/2009
]