|
إلى القـدسِ أقبلتُ في يومِ عيدِ |
لأنشـدُ بـالعـزِّ أحلَـى نَشِـيدِ |
فلحنُ الشهـادةِ أحيَـا فـؤادِي |
فأقبلتُ أصنعُ عُـرسَ الشَّـهِيـدِ |
أروِّي ثَرَى القدسِ مِنْ مهجتِـي |
وأمـضِـي أرددُ لَحْـنَ الخلـودِ |
لِـتَحْيَـا بِنَبْضِـيَ أزهـارهَـا |
وتنمـو رُبَـاهَـا بحبلِ الـوريـدِ |
وأرمـي العِدَا مِنْ دَمِـي جَمْرَةً |
وألْقَـى اليهـودَ ببـأْسٍ شَـدِيـدِ |
فيجـرعُ شـارونُهمْ حَـسْـرَةً |
بكـفِّي ويُسْقَـى بِمَـاءٍ صَـدِيـدِ |
أنَا ابْنُ الكَـتَائِـبِ يامَنْ طـغَى |
وجـاوزَ في البطشِ كلَّ الحُـدودِ |
أتيتُـكَ بالـرُّعْـبِ يـاظـالمـاً |
وريحِ المنـايَـا وقَصْفِ الرُّعُـودِ |
ونـارٍ تلظـى عَلَـى أضْلُـعِـي |
وعصـفٍ يبـددُ كَـيْـدَ الحَقُـودِ |
صفعـتُ بِكَـفِّي وجُـوهَ الطُّغَـاةِ |
وحَطَّمْـتُ بالسَّـيْفِ كُـلَّ القُيُـودِ |
أنا ابنُ الكـتَـائِـبِ فِـي عِـزَّةٍ |
أنَا الهـاشِـمِيُّ أنَا ابنِ الـوليـدِ |
أنا ابنُ الخلـيـلِ وزهـرِ الجليلِ |
أنَا اليَعْـرُبِـيُّ شَـرِيفُ الجـدودِ |
رجـالٌ إذا سـرتَ في ركـبهمْ |
أرتْـكَ الفَـوَارِسُ فَـتْكَ الأُسُـودِ |
إذا الدَّهْـرُ هَـاجَتْ نَـوائِـبُـهُ |
عليهمْ أَتَوْهَـا بِحَـزْمِ الـرَّشِـيدِ |
إذا جـرَّدَ السَّـيفَ قسَّـامُـنَـا |
ودكَّ الحُـصُـونَ بعـزمِ حـديـدِ |
تهـاوَوْا إلى الأرضِ يعلـوهُـمُ |
بريقُ الشِّفَـارِ وصَفْـعُ الخـدودِ |
وولـوا فِـراراً إلـى جُحْـرِهِمْ |
وفُـرِّقَ بالـرُّعْبِ شَمْلُ الحشـودِ |
إذا كـبَّرَ الطـفْلُ فـي حـيينَـا |
ونادى الكُـمَاةُ بِصَوْتِ الـوَعِـيدِ |
رأيتَ النُّجُـومَ وقـدْ طـأطـأتْ |
وأطـرقَ كـلُّ غــويٍّ مـريـدِ |
علـونا بعـزمِ الأبـاةِ النجـومَ |
وجُزْنَـا المعالِـي بشـأوٍ بَعِـيـدِ |
ترى المجـدَ يرفلُ في رَكْـبِنَـا |
بِـديـنٍ حَـنِيـفٍ ورَبٍّ مَجِـيـدِ |
أيدعو إلى الفوزِ صوتُ المنادِي |
وأبـقـى لأجـتـرَّ مرَّ القُـعُـودِ |
فبـئسَ الحيـاةُ بظـلِّ الأسـى |
وبئـسَ الممـاتُ بِقَلْـبِ القَعِـيدِ |
أحـبُّ الحـيـاةَ ولاأرتـضـي |
حـيـاةَ الصَّـغَـارِ وذلَّ العبيـدِ |
فما عِشْـتُ إنْ لمْ أهـزُّ الجبـالَ |
وأذروا الحصونَ بعـزمِ العـتيـدِ |
أنا منْ عرفتُمْ بسـاحِ الـوغَـى |
مخيفُ الكـمـاةِ مذلُّ الجـنـودِ |
"عليٌّ" علَـى الظُّلْـمِ لاأنْحنِـي |
بِسَـيْفٍ صَقِيلٍ وَسَـهْمٍ سَـدِيـدِ |
"مـنيرُ" الليـالِـي بنـورِ الهُدَى |
معـزُّ الكـتائـبِ مخزي اليهـودِ |
"جعـارٌ" يلـوذُ بهِ المسـتقِـي |
وبسـتانُ زهـرٍ نـديُّ الـورودِ |
مخوفُ الجنـابِ حديدُ الحـرابِ |
صلـيبُ العظـامِ قويُّ الـزُّنُـودِ |
"يلذُّ لأذنِـي سمـاعُ الصـليـلِ" |
وعزْفُ الرصـاصِ وخَفْقُ البنـودِ |
علـوت بسـيفِـيَ مَـنْ دنَّسُـوا |
ترابِـي وشعبِـي وحبَّ الحصـيدِ |
ومنْ جَـرَّعُونَا كـؤوسَ المنايـا |
ومَنْ أثقلـونَـا بهـا كُـلَّ عِـيدِ |
وطـئتُ بنعلِـي رؤوسَ البُغَـاةِ |
جَـمِيعـاً وأرْغَمْتُهَـا للصَّـعِيـدِ |
غـدوتُ إلى المَـوتِ مُسْتَبْشِراً |
لعـلَّ الألـهَ يُـبَـارِكُ عـيـدِي |
لعـلَّ الضمـائـرَ فـي أمتِـي |
تئـنُّ وتصبو لـمجـدٍ تـلـيـدِ |
أيَا قبلـةَ النـورِ طالَ الغِيـابُ |
وطـالَ الظَّـلامُ علينَـا فعُـودِي |
سـلامٌ أحـبـةَ قلـبِـي سـلامٌ |
وَنَشْـرُ الغَـوَالِي خِتَـامُ النَّشِـيدِ |
لجـندِ الكَـتائـبِ أحلى سـلامٍ |
لطيفِ النَّسَـائِمِ عَـذْبِ الـورودِ |
ورُوحِي ورَوْحِـي وريحـانَتِـي |
وحبِّي وشـوقِي وأحلى قصـيدِي |