|
أنا المُعنّى على ذكر الهوى صاحِِِ |
وَمَنُْ سِواكِ بليل الشوق مِصْباحي |
أمْسَى نَهارِي ظَلاماً يَوْمَ غِبْتِ بِهِ |
واللَّيْلُ أضْحى لَدَى لُقْياكِ إصْباحي |
سَمْراءَ تَتْرُكُ قَلْبي رَهْنَ أنْمُلِها |
وتَسْكُبُ الخَمْرَ عَيْناها بأقْداحي |
دُجى ضفائِرِها في وَسْطِهِ قَمَرٌ |
سارٍ بِنُورٍ على الأفْلاكِ وَضّاحِ |
يا حُسْنَ مَنْطِقِها لَمّا تُحَدِّثُني |
يا صَوْتَها كَهَديلٍ بَيْنَ أدْواحِ |
بَدَتْ وَنُورُ الضُّحى في الكَوْنِ مُنْطَلِقٌ |
فَحِرْتُ أيُّهُما وَجْهُ الضُّحى الضّاحي |
َعزَّتْ مَثائِلُها رَقَّتْ شمائِلُها |
لَطِيفةٌ كَمَزيجِ الماءِ بالرّاحِ |
سَمَتْ لَها في خَيالي اليَوْمَ أخْيِلَةٌ |
تَخْتالُ سَكْرى وَتَسْري رَتْلَ أشْباحِ |
فَرُحْتُ أرْصُدُها عَمْداً لأرْسُمَها |
بِريشَتي صُوَراً في صَدْرِ ألواحي |
حَتّى إذا رَحَلَتْ عَنِّي وما رَجَعَتْ |
وَجَدْتُها صُورَةً خَرْساءَ في السّاحِ |
يا مَنْ تَلا قِصَّتي في الشَّوقِ تَعْرِفُني |
إنِّي فَتىً بِعَذابي جِدُّ مُرْتاحِ |
أهْوي على النّارِ والنِيْرانُ تُحْرِقُني |
مِثْلَ الفَراشِ على أضْواءِ مِصْباحِ |
كانَتْ تُرَفْرِفُ رُوحي للهَوى طَرَبا |
والقَلْبُ تَخْفِقُ في جَنْبيهِ أفْراحي |
واليَوْمَ فَرَّ زَمانٌ كُنْتُ آلَفُهُ |
كَما يَفِرُّ شُعاعُ الضَّوْءِ مِنْ راحِ |
يا حَبَّذا عَهْدُ أُنْسٍ كانَ يَجْمَعُنا |
ومُلْتَقى أنْفُسٍ تَصْفُو وأرْواحِ |