|
شعر عصري |
قد شغفنا بسحر من فـي الخـدور |
و علقنـا بحـبّ سلمـى سنيـنـاً |
فـي زمـانٍ صفـا لنـا بسـرورِ |
أيـن منّـي يـوم التقينـا مسـاءا |
و تجلّـت سلمـى بوجـهٍ نضيـرِ |
أقبلت تمشـي مـن يراهـا بسهـلٍ |
ليظـنّ الجبـال مـن ذا المسيـر |
غضّـة ناهـد يـنـوء بــردفٍ |
خصرها تشتكـي خيـوط الحريـر |
همست تعني مرحبـاً قلـت :أهـلاً |
و جلسنـا علـى ضفـاف الغديـرِ |
فكـأنّ الليـل البهـيـج صـبـاحٌ |
بحضـور الحبيـب بـدر البـدور |
أكحـلٌ أحـورٌ نــديّ الشـفـاهِ |
ذو الثنايا البيض مجتنـى الزهـور |
لاعـب المـاءَ كفّـه طربـاً يــا |
ماء طهـراً قداسـةً مـن طهـورِ |
فـي هـواه عشنـا سنينـا بــودٍّ |
نجتنـي منهـا صافيـات الأمـور |
بيـد أنّ الزمـان شـاء أمــوراً |
و جنـود الزمـان حلّـت بــدورِ |
و جنـودُ الزمـان بعـدٌ مـريـرٌ |
و نـحـولٌ و غـصّـةٌ بالأثـيـر |
و دمـوعٌ تبـلُّ خــدّاً و نـحـراً |
و شهـيـقٌ مستتـبـعٌ بـزفـيـر |
و فـراقٌ لمضـجـعٍ و شــرودٌ |
في فضـاءٍ أحسُّـه فـي ضمـور |
حكـم الدهرُ..حكمـهُ رميـةٌ فـي |
وسط قلبٍ سودائـه فـي الجـذورِ |
يا مريض الجفـون عـاف فـؤادي |
و ارتحل عنّي قد غـدوت لغيـري |
ووجـدت الهـوى بحـبّ أنــاسٍ |
ما يغيبوا أرواحهـم فـي حضـورِ |
أهل مجـدٍ حلُّـوا فـؤادي كنقـشٍ |
كسلاطيـنٍ للنـهـى و الشـعـور |
و شموسٍ تضـيء فـي كـلّ دربٍ |
و بـدورٍ تنيـر وسـط الصـدور |
غابـت الأجسـاد التـي حمـلـت |
فكراً لهـم باقيـاً برغـم العصـور |
قد علـو مـا فـوق العـلا بعلـومٍ |
و رجـالٍ لـم ينعتـوا بالفـتـور |
سادة سادوا فوق كسـرى و رومـا |
بفتـوحٍ عـزّ الــذي بالثـغـور |
عدلـوا فيمـا بينهـم واستقـامـوا |
فاستقـام المجـد السنـيّ بسـيـر |
أأميـرٌ ينـام فـوق تــرابٍ ؟؟!! |
عرشه من نسيج بعـض الحصيـر |
جاء خلـفٌ مـن خلفهـم بخـلافٍ |
تائـهٌ خيلـه غــدت بالأخـيـر |
وصفوهم مـن قبلنـا أهـل مجـدٍ |
و وصفنـا مـن بعدهـم بالشخيـر |
مـع أرواحهـم لنـا كـلّ يــومٍ |
مجلـس عامـر بعـلـمٍ و نــور |
أنا إن جئـت بعدهـم فـي زمـانٍ |
غير أنّي من نهجهم نهـج سيـري |
كغريب عـن أهلـه جـنّ شوقـا |
خافقي فـي قصـر لهـم و قبـور |
املـؤوا لـي كأسـاً لعـلّ فـؤادي |
ينتشي مـن خمـور فكـر منيـر |
و يهز الـروح التـي فـي كيانـي |
طربـا قاتـلا شعـور الأسـيـر |
فـي زمـانٍ مصفَّـدٌ أنـا فـيـه |
كلّ ذنبـي يراعتـي و سطـوري |
جئت عصراً يا سادتي غير عصري |
و أناسـا لـم يحتفـوا بالظـهـور |
خبّرونـي كيـف الطريـق إليكـم |
كيـف أحيـي ميِّتـات الأمــور |
و أعيـد النبـض القـويّ شبـابـاً |
في قلـوبٍ قـد أرهقـت بالهديـر |
ألهموني من فكركـم بعـض فكـر |
لعقـول نشاطهـا فـي قـصـور |
كيـف أسمـوا بأمّـة و رجــالٍ |
وسمـوا بالسبـات أو فقـد نــور |
و تبـاهـى شبابـنـا بـفـتـاتٍ |
و فـتـاةٌ مـأسـورة بالسـتـورِ |
إنَّ أمّاً قـد أرضعـت نهـد جهـلٍ |
ستـرى جيـلاً عابثـاً بالمصيـرِ |
في زماني لا تسألن عـن قريـضٍ |
عجبـاً لا .. لا تعجبـن للبحـور |
فكلام علـى سطـور.؟.!. قصيـرٌ |
شعـرنـا إن قارنـتـه بجـريـرِ |
يا أمير الشعـر العظيـم .. شعيـرٌ |
شعر عصري و قـارض للشعيـر |
عذب ماء القريض صفـوه يشكـو |
مـن عكـارٍ لعـابـثٍ بالغـديـر |
لا عكـاظ و لا احتـفـاءٌ بنـظـمٍ |
إن نقـل ألـف حـارسٍ و غفيـرِ |
أو نـبـوح الآه رمتـنـا شـفـاه |
و عـيـون و ألـسـنٌ بالحقـيـر |
فـي بـلادي فعـل الكتابـة عـارٌ |
بعد أن كان الفخر نظـم الشطـور |
سمَّمـوا مـاء شعرنـا برقـيـبٍ |
و بنقـدٍ و دار نـشـرِ الضمـيـرِ |
بشار مرعي |
|