عدونا صاحب عملية السلام ،،،،،،،،،مقالة
16/3/2009م
.....................
ما يسمونها بعملية السلام ليست إلا أداة جريمة وامتصاص عزيمة وحلة خادعه برونقها الزائف وملمسها اللطيف المسموم لأنها ليست إلا مجرد حلة ملفوفة على جسم عدو غريب وخصم لدود يكن لنا كل الكراهية ويضمر لنا كل الويلات ، ولم يرد ارتدائها إلا ليخدعنا بها ومن خلالها ولكي لا ننفر منه إن ظهر لنا على حقيقته المغيبة عنا من أول وهلة ، وفي نفس الوقت هو بحاجة إلى مثل هذه الحلة المتأنقة و الرقيقة في ظل تواجده بيننا ، وقد قرر أن يلبسها لكي يحقق ما يصبو إليه بالطريقة التي ترضيه ولكي يتسلى بتعذيبنا عن قرب و في جواره ، وأيضا ليستمتع برؤيتنا نموت على يديه ميتة بطيئة ونحن مستسلمين له ومطمأنين إليه وإلى جمال مظهره ، وعزز ذلك سعادتنا وطموحنا بالوقوف إلى جنب أمثاله وفخرنا بمعايشتهم ،
كل ذلك وصاحب الحلة المرصعة بالسلام والمموهة بالمفاوضات الترغيبية والملفوفة على جسم العداء
يعاشرنا ويعيش بيننا وبقربنا ومن حولنا بل صار واحدا منا شئنا أم أبينا ، واصبح المسؤول عنا وعن طبيعة حياتنا وتوجهاتنا ، فلم نعد نتقبل سواه يعلمنا أمورنا ويلهمنا افكارنا ويسهر على شؤوننا ولكن ما لفت انتباهنا ـ مع إنه لا جدوى من ذلك الإنتباه ولا ثمرة منه ـ غرابة تصرفاته معنا واختلاف أساليبه المتنوعة في العناية بنا ، فهو تارة يضمنا إلى صدره ويشفق علينا
تارة يعلمنا كيف نتصرف فيما بيننا كتصرفه معنا
تارة يسلينا ويهيئ لنا ما يشبع غرائزنا وشهواتنا
وتارة يأمرنا بان نعطيه كل ما لدينا لكي يمنحنا ما يريد ويعطينا ما يرضاه له
تارة يغضب علينا لأننا قاومنا الغرباء الذين دخلوا دارنا بدون استئذان منا أفرطوا في السخرية منا ويعبثون بأشيائنا وينشرون الفوضى بدارنا ويغيرون ملامحها ويرمون بصورنا من عرض حائطنا
تارة يعذبنا لأننا لم نفهمه جيدا كما يريد ولأننا خيبنا ظنه فينا ولم نعي ما أملاه علينا
كل هذا ولم ندرك خبثه وقسوته أوبالأحرى لم نر وجهه أو جسمه الحقيقي إلا لمحات طفيفة في حالة أشتداد غضبه علينا ، وبدا يعذبنا حين تظهر لنا يداه القاسيتان وبعض أجزاء جسمه فنلمح بنظراتنا الخائفة والمرتجفة بعضا من بشاعته وقبحه ، وندرك صعوبة جهل المدى الذي عايشناه فيه ولم نعرفه مطلقا ، ولكنا نعزي أنفسنا لمعرفتنا بسر جهلنا لحقيقته ألا وهو إننا لم نجرؤ يوما ما على التحديق فيه أو النظر إليه لشدة خوفنا منه ومن غضبه علينا وخشية تعذيبه لنا، ولقد تعلمنا ذلك وعلمنا أنفسنا جيدا كيف نحافظ على هدوءنا وكيف نصغي إليه كي لا نقع في ما وقع فيه بعض منا عندما يقصرون في واجبهم تجاهه أو يخالفونه أو يتجاهلون أمره ورأينا بأم أعيننا ما أصابهم إثر ذلك حتى أننا حينها حدثناه بكل ما اقترفوه في حقه وأخبرناه بذلك لكي ننال عطفه ورضاه ولكي يمنحنا ما يريده لنا ويعطينا مساحه ترفيهية اكبر مما يسمح لنا به
وحتى أننا لم نتساءل فيما بيننا نحن المخلصون له ما سر بشاعة جسمه وغرابة جنسه وسبب قبحه وخبثه خشية من أن بعضنا قد يسعى للإيقاع بنا
ويقع في نفس الخطأ الذي وقعنا فيه من قبل عندما أخبرناه بموقف إخواننا منه ومخالفته لتوجيهاته بل اعتقدنا أنا لم نعد نفكر بأمر غرابة جنسه وبشاعة جسمه وحقيقة خبثه بسبب انشغالنا في الارتقاء بأنفسنا وتنمية قدراتنا ومشاعرنا تجاهه ، وصبينا جلّ اهتمامنا في إيماننا به و إخلاصنا له وأفرطنا في ذلك أكثر مما ينبغي علينا إلى درجة لا تسمح لنا بالتفكير في ذلك ( أي بحقيقة أمره ) ونحن مستمرون على ذلك
ولكن التساؤلات التي تشغل بعض تفكيرنا وغريزة فكرنا ..
هل عرفه إخواننا على حقيقته التي لا نجرؤ على محاولة معرفتها؟؟؟
هل رأوه مجردا من حلته الساحرة الملفوفة حول جسمه الغامض ؟؟؟
أما المعضلة الكبرى هي.
عجزنا عن سؤال إخواننا عما يعرفونه عنه ونجهله نحن ؟؟؟
لأننا للأسف لا نجرؤ على ذلك ويستحيل علينا إمكانية توجيه السؤال إليهم.
لماذا؟
لأنه لن يسمح لنا لو فكرنا في استئذانه في ذلك .
و لأنه يحذرنا من عاقبة تصرفاتنا الذاتية بدون الرجوع إليه في كل ما يتبادر إلى أذهاننا أو في حال غيابه .
ولأننا لا نملك الثقة اللازمة فيما بيننا للتفكير في مفاتحة إخواننا في هذا الأمر أو غيره ومناقشتهم في كلما يتعلق بنا وبهم كاسرة ومجتمع وأمة.
ومع ذلك ما يهم ويعنينا حتى اللحظة هو اعتقادنا أن تصرف إخواننا كان تصرفا غريبا وغير مقبول أو مسؤول وهذا هو المفهوم الوحيد والواضح لدينا بمنتهى الوضوح والرؤية.
.........................
عبدالله ابوصريمه
رد مع اقتباس