آخرقطرة سنونو
لاتأخذيني إليّ فإنني غاضب عليّ
سأهزأ بي حين تمضين عن جدراني..
وحين توسدكِ مراثيّ
لغات الليل
سأطردني كشحاذ عن أبواب العمر..
وسأذهب الى المساء قليلا
متأبطا حزمة من الأيام..
دعي الذكرى تمشي على جسدي
دعيها لاتفارقني..
دعيها فيّ مزمنة بلاد الحزن
وشردني على كف مخدتي الخرساء يازمني..
لست أنا الصمت
ولكني صامت كهذه الضوضاء..
وحين يحين موعد بكائي في الليل
سأنرفني مع الدمعات
وأنتظربفارغ الصبروقت الشغب
عندها سأجلس القرفصاء على باب غربتي
سأدخن وأضحك وأنا أرقب قوافل النساء
اللواتي يجرجرن خلفهن ضحكاتهن الجارحة
ستفتح بوابة حزني واحدة منهن..
وستدخل حجرة أيامي الباردة
لتحوم كفراشة حول رعشة ضوء في روحي...
مرة أخذتُ الصباح معي
سرقته عن ثدي الشمس ومضيتُ
خفت عليه من البكاء وندرة المراضع
ألقيته في اليم وقعدتُ متشحا هذا الليل...
والليل قذفني في ليل لا ساحل له..
ذبلتْ في حوض الصمت اشواقي..
وأحداقي جفت فيها صورة الوطن
يا بلدي........يا بلدي
كم يراودني البؤس عن نفسي
وإلا يأخذك بي الشوق أصبو إليه..
يابلدي مرآة واحدة لم أكسرها بعد
ولكني مسحت بسخطي وجهها..
لم يبق عندي غير أعواد من المراثي
أنكش فيها أسنان الزمن..
يابلدي..
ما أحوجني الآن لساذجة أطعمها أحلامي
أضع على ركبتها في الليل ضياعي
فتغيب أصابعها في شعر حزني..
شفتي ياسيدتي لاطعم لها لاروح بها
لم أعرف إمرأة غيرك
لكني أعرف واحدة كانت تأتي لتهزسريرالعمر
وتلقمني ثديا مُرا..
وهاأنذا أتقيأ آخر قطرة سنونو...
معتزابوشقير