|
يا قدسُ يا وطنا ًيئنُّ مكبــلا ً |
في مقلتيكِ العزمُ والإصـرارُ |
أنتِ الحبيبةُ والفؤادُ مُتيـَّـم ٌ |
أنتِ الطَّبيبةُ والشَّجا أمطـارُ |
يا قدسُ يا ملَكاً بزىِّ مدينــةٍ |
للكون أنتِ هدايةٌ ومنــارُ |
ياقدسُ ياعشقاً تملَّكَ مهجتي |
وهفت إليه الروحُ والأنظارُ |
يا بيتَ أجدادي ومرتعَ صبيتي |
ومُنى فؤادي والهوى العطَّارُ |
ياقدس يا مهد النبوة إننـي |
خلف الحواجز جذوةٌ وشرارُ |
أرنو إليك كما الغريب يصدني |
وحشٌ ظلومٌ فاتكٌ دمَّــارُ |
فأراك في حزن ٍيدور ولوعةٍ |
والدمعُ يَقطرُ والقذا أحجـارُ |
تشكين من وجع ٍوصوتك خامدٌ |
والصَّدرُ يضبح والدما أنهـارُ |
والثغرُ ذابلُ والخدودُ جريحـةٌ |
والجسمُ ناحلُ والسنونُ قطارُ |
مصوا دماك وأوجعوك خناجراً |
أسقَوكِ كأساً سمه قَبـَّــارُ |
ورموكِ كلَّ العمر في زنزانــةٍ |
وتمترسوا خلف الجدار جـدارُ |
زعموا بأن بذورهم غُرست هنا |
وبأننا غُربٌ هنا شُطَّـــارُ |
وتسرطنوا في كل فَرحةِ منزلٍ |
فوق الجبالِ وفى السهول بحارُ |
وطُردتُ مِن كرمٍ روته مدامعي |
واستوطنته البومُ والأشـرارُ |
وجِنانُ بيتي للزُّناةِ مخــادعٌ |
ومعابدي للعابثين مَــزارُ |
ياقدس قلبي بالعذاب مُقـرَّحٌ |
والجرحُ يكبرُ والأسى منشارُ |
أصبو إليكِ ولا أطيقُ تجلُّــداً |
والقربُ يبعد والمدى أمتـارُ |
ياقدسُ إني لن أبيع هويـــتي |
فأنا الوفي الثائــــر المدرارُ |
كنعان جدي في الثرى متجـذر |
في كل شبر ترقد الآثــــار |
وأبى سليلٌ للكريم محمــدٍ |
والبيتُ بيتي شاده العُمَّــار |
والحقل حقلي والكروم مراتعي |
والتين والزيتون والأطيــارُ |
يومٌ سيأتي لا محالةَ باســمٌ |
والذئبُ يرحل والأسى والعار |
وتعود أهلي للديار مواكبـاً |
والبيتُ يفرح والثرى والجارُ |
والغيث يرجع للحقول مُقبِّلاً |
والكرم يثمر والربا أزهــارُ |
وتعود أسرابُ الطيور غريدةً |
فوق الغصون تضمها الأشجارُ |
يا قدسُ إني بالنبوءة واثـــقٌ |
فالفجرُ آتٍ والظلامُ فــرارُ |