لا زلت أختنق
قصة قصيرة
البريق ينير ركنا في ذاتي رغم انبثاقه من حدقتين واهنتين..وابتسامة كسماء نيسان تلالأت على وجنتيه المتوردتين المتورمتين..لكنها تنسيني غبار الطريق ورهبته..وتمحو تلك الصور الشتى التي راودتني لهذا الملاك.
ألمح انامل المسك التي طالما عانقت القلم تمتد ببطء لتزيح ببطء انبوبا امتد إلى انفه فتتحرك شفتاه لتنثر عطر الترحيب والإيمان والصبر الجميل.
رفع جذعه بكبرياء النخيل أمام اعتى الرياح, "تعب عابر" .هكذا بدا متفائلا,وهكذا استمددت منه تفاؤلي أيضا..لحيظات مرت ..وابتدأت تراجيدية ألمه الذي داهمه رغما عنه وعني وأمامي..ابتدأ عنقه بالتضخم تدريجيا..إنه يتلوى..يلقي برأسه على الوسادة..وجهه يزرق...بريق عينيه يتلاشى..
يا الله!!!إنه يختنق..ماذا أفعل؟أصابعه تلح على الجرس القريب آملا في قدوم عاجل للطبيب.
.كيف لي أن أوقف هذا العذاب عن الحبيب الحبيب..ألمس عنقه علي أمنع شيئا..يرتفع تحت يدي كبالون ينفخ..رباه...يداه لا زالت تنادي ..ويحاول ألا تلتقي عينانا..شفتاه تبدأ بالازرقاق أيضا..أشعر انا بالاختناق..أبكي..كيف أتركه لأنادي طبيبه؟ماذا علي ان افعل؟كيف اواجه هذا العذاب ..وكيف لي منعه؟
الأحداث تتسارع امامي في لحيظات.ما الذي يحدث؟ يصل الطبيب ويبدأ بحقنه حتى تختفي هذه الاعراض المرعبة... رويدا رويدا..تعود تلك البسمة العذبة التي تعيد لي أنفاسا تحتضر..وينبثق البريق الرائع في العينين من جديد ..يمسك يدي.."الحمد لله ..تعب عابر" هكذا يردد..ويرتااااح...يرتاح ولكن لوقت يسير في عالمي..ويتركني مع مسك شذاه..يتركني حتى في المنام أختنق.