أرض العم سام أرض العجائب والأحلام

أرض العم سام أرض العجائب والأحلام
بقلم : عمار باطويل
23-11-2009
أمريكا أرض العم سام وتسمى ايضاً بأرض الأحلام التي تتحقق فيها بعض الأحلام وليست كلها وهي أرض العجائب التي ترى فيها كل غريب وعجيب من مناظر خلابة وعمائر شاهقة وطرق واسعة وشوارع نظيفة وفيها الأنهار والبحار والبحيرات والغابات ولا يعانقها أي جمال على الإطلاق. إذا رأيت الناس في الصباح الباكر في إنتظار وطابور طويل على المقهى لاحتساء القهوة فأعلم إذاً أنك في أمريكا التي يشرب أهلها القهوة صباحاً ومساءٍ ولا تجد شخص في الشارع إلا وبيده القهوة ولا بيت إلا وفيه القهوة حتى القهوة اليمنية تجدها عندهم والمسماه باللغة الإنجليزية (موكى Moca ) الآتية من المخا في اليمن. اما سبب شغف الأمريكان لشرب القهوة فيقال عندما كانت بريطانيا العظمى تحتل أمريكا رفعت الضرائب على الشاي مما جعل الشعب الأمريكي ينفر من شرب الشاي ويتجه إلى شرب القهوة. فإذا رأيت الناس في المقهى يقرؤون بنهم عند احتسائهم للقهوة فأعلم وأيقن أنت بين الشعب الأمريكي الذي يقرأ في كل مكان في البيت والشارع او في (الكوفي شوب ) خلاف العرب الذين يعشقون الثرثرة في كل مكان. إذا لم تسمع إزعاج (البوري ) في الشوارع فأنت بين شعب راقي كالشعب الأمريكي الذي يحترم الشارع ومن في الشارع ولا يعرف السرعة بل تشاهد السيارات تمشى بإنتظام ومن يخالف النظام ينظرون إليه الناس بإستحقار. في أمريكا لا ترمى النفايات في الشارع بل لها أماكن مخصصة وتجد الأغلبية من يحترم ذاته ولا يخالف أنظمة البلاد. فأرضهم ليست كأرضنا , فأرضهم أرض الأنهار والبحيرات وأرض خضراء تأسر القلوب و ليست كأرضنا الكاحلة. المكتبات مزدحمة بالبشر لشراء الكتب وتصفحها ومكتباتهم كبيرة جدا. فخدمة الإنترنت سريعة ورخيصة خلاف في وطننا العربي الذي تجد خدمة الإنترنت غالي وأحياناً الخدمة تصل إليك بصعوبة وخاصة في بعض الدول العربية وأن وجدت فتجد السرعة كحركة السلحفاة فتزهق من الإنترنت وتخرج خائب الآمال وكأن كل شيء يبدو عندنا العرب محالاً محال وصعب المنال !. تصلك الكتب والصحف إلى البيت كما تصلك ايضاً بعض المأكولات التي تطلبها بسرعة فائقة فأعرف أنك في عالم متطور إلا وهي أمريكا. لا تجد من (يحش ) على الناس هناك كما يفعل الناس هنا إلا من رحم ربي. العشاء يكون بعد غروب الشمس بنصف ساعة او ساعة وتجد الطفل يقرأ له والديه قصة قبل الخلود إلى النوم ويكون النوم مبكراً والقيام يكون أيضاً في الصباح الباكر . اما منييسوتا التي عشت فيها سنين فهي أحد جنان الله في أرضه فهي ولاية جميلة ببحيراتها وأنهارها وبشلالاتها وغاباتها الخضراء ولا يعانقها جمالاً فكل الجمال يوجد في سمائها وجبالها وأرضها. ومنييسوتا تعرف بأسم ولأية العشرة آلاف بحيرة وأسمها مشتق من اللغة لسكان أمريكا الأصليين وتعني ( المياة الغائمة ) وتسمى أيضاً بولأية السنجاب. فشتاءها بارد وثلوجها كثيفه وتقل الحركة في الشتاء لبرودة الجو القارس والقاتل أحيانا. أشعر بكأبة في شتاء منييسوتا فكنت أكره الشتاء هناك ولكن الثلوج كانت غاية في الروعة عند نزولها فتكون ساطعة البياض وكل شيء يكون أبيض في الشتاء – فعندما تنظر إلى السماء عند تزول الثلوج تراءها بيضاء وتنظر إلى الأرض ترى الثلوج تكسوها حتى الأشجار مغطاه بالثلوج وفي كل مكان ثلوج بكثافة تعيق حركة السير. اما الربيع رائع كروعة الأزهار الفاتنة والأشجار التي تدب الحياة في جذورها بعد شتاء طويل وثلوج جمدت جذورها وأغصانها , فقد أنهكت الثلوج الكثيفة الأشجار وكل كائن حي. ففي الربيع تجد كل كائن حي تدب فيه الحياة وتجد الحركة تدب فتزهر الأزهار وتنمو غصون الأشجار لتستعد لحياة جديدة وتذوب الثلوج ببطئ كما تلاحظ حركة السنجاب بكثرة في أرض منييسوتا وتغاريد العصافير تخلق أصوت رائعة تدغدغ المشاعر مع كل صباح باكر. ومع رشات المطر تتجدد الحياة في الربيع. فيأتي بعد فصل الربيع فصل أخر ألا وهو فصل الصيف فيكون عاصف علينا بالرعود والصواعق المزعجة كما تكون الأعاصير مخيفه إلى مالا حدود في صيف منييسوتا – فبنزول المطر تحيا الأرض وبإشراقة الشمس واشعتها الدافئة تعيد للأرض وللناس إشراقة جديدة وحياة جديدة وتطلعات وآمال جديدة. فتشاهد الحركة تزداد في فصل الصيف , ففي بحيراتها الكثيرة تجد الناس تصيد الأسماك والبعض يتمع بمناظر البحيرات على متن اليخت , فتشاهد من يمارس رياضة المشي والبعض يمارس السباحة على البيحيرات وهناك الكثير من الناس يمارس نشاطات عدة مختلفة – فصوت المسجلات في الصيف ترتفع بالقرب من البحيرات وتجد الكل يرقص.فعند قرب حلول فصل الخريف تكون الأرض زاهية بألوان أوراق الأشجار التي تتساقط على مدى فصل الخريف ويكون الخريف فصل لوادع الأمطار والتي تقل رشات المطر فيه كما تودع الأوراق أغصانها وتبقى أغصان الأشجار الشبه عاريه من الأوراق فهكذا هي أمريكا فيها كل جمال الطبيعة والمناظر الخلابة التي تأسر قلوب من زارها او عاش فيها.
نشر في مجلة دوعن
العدد ( 8 ) يوليو – أغسطس – سبتمبر 2009م

كان أولى أن يتبع المسلم تعاليم دينه الذي يحثُّ على النظام والترتيب واستغلال الوقت لكن لاجدى في الكثير منهم للأسف

الذي يقرأ في كل مكان في البيت والشارع او في (الكوفي شوب ) خلاف العرب الذين يعشقون الثرثرة في كل مكان.

صدقتَ
شكرا لك