قبل اللقاء بنيت ناطحات أحلام : قصرا أسه طهر ، ولبناته من حب مرصوف ، وكوخا من قناعة مخصوف ، أسواره نخيل شمم تسقيه جداول عز من سحائب إباء ، وشيدت للعلم معقلا - يا بنة سعيد - منك فيه من كل فن وردة ، وسيرت مركبا يمخر عاتي الأمواج باسم الله مجراه ، ومرساه حيث كوكب لا يليق بسكناه إلا نحن أنت وأنا .
قبل اللقاء تقتات عمري ثواني الانتظار بنهم وتؤدة ، أضن بكل نفس يتردد في صدري أن يضيع ولما نلتقي ، بودي لو حبست أنفاسي لأعطل الزمان ريثما أراك ، وليت الثواني ساعتئذ كلما فرت كرت ويذهل عنا الوقت .
قبل اللقاء أنكرت عيني الليل ووالاه قلبي ، وأمسى النهار لليل مددا ، يكسف عني شمسه ، ويذيقني ليلا قيضه حتى التبس علي الخيط الأبيض من الخيط الأسود بعدما أبرما في الحيرة والألم .
قبل اللقاء أغمض عيني عن زمن حبه ضرب من اللعب والمغامرة والأنانية ... ، يجذبني نحوه ويدفعني نحوك أمل أعلم مقصده ، ولكني لا أعرف عنوانك .
قبل اللقاء عشتك في كل صبر بعده فسحة منه ، وكل كبوة بعدها أوبة منه ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، وعسى أن يكون قريبا .
تعالي ولا تبتعدي ، وهل يكون قبل اللقاء وداع ؟! وبـ لن ( الزمخشرية ) لن يكون بعد اللقاء وداع إلا لحياة الخلد في الفردوس بإذن الله .