|
أهَدّئُ فيكِ مُضْطربَ الخيال |
و أسحقُ كلَّ أفكارِ المُحالِ |
و لا أرجو منَ اللقيا منالاً |
ولا أبغي لنفسي مِن وصالِ |
لقد كانت أمانينا عِذاباً |
وحلماً رائعاً في ذي الليالي |
تسامِرُنا الحروفُ بلا نفاقٍ |
و كم يقسو الزمانُ فلا نُبالي |
ونضحكُ لا سفيهَ إذا التقينا |
ينغـّصُ فرحتي فيَسيءُ حالي |
أسائِلُ عن هواكِ و عنْ مداهُ |
و عن عُمري القصير و ما جرى لي |
وجدتُ سنينَه كانت سراباً |
تراءى ثمَّ راحَ إلى زوالِ |
إذا ما غبتِ عن قلبي المُعَنّى |
يزيدُ عذابُه فوق احتمالي |
و كم تقسو على عَينيْ حروفٌ |
وقد خـُطـّت بحبرٍ من لآلي |
فظلتْ دمعتي في الجفنِ تلهو |
وتبرقُ في اليمين وفي الشمالِ |
و في الأضلاع مُضْنىً ظلَّ يضرى |
بنارٍ من بعادك وانعزالي |
هدوءُ الليلِ نقضيه حيارى |
و جُرحُكِ قد أبى أيَّ اندمالِ |
فهل نبقى على ما فاتَ نبكي |
و يقتلُ حبَّنا مرُّ الليالي |
فلا تَدَعي العذولَ يزيدُ ناراً |
فيفرحُ مِنْ عِنادِكِ و امتثالي |
فهذا القلبُ قد أضناه شوقٌ |
فنجّيهِ مِنَ الداءِ العُضالِ |
و هاتي من دنانكِ عَذْبَ خمْرٍ |
لكي أحيا بكأسٍ من زُلالِ |
فقد جاءتْ على بُعْد ٍحروفي |
لتعزفَ نغمةَ السِّحْرِ الحلالِ |
فلي في كلِّ خافقةٍ نداءٌ |
وهمسةُ مُغْرَم ٍيدعو تعالي |