ياليلكَ كم يورق فيه الحزن
الآن عرفتكِ
كنتِ تدقين الباب بليل البرد
والمطرعلى سقف الحلم
يعربد سكرانا مثلي
أنا ياهذا أسكرني
الصمت الراكد في شدق
الزمن الراكض للخلف
لازلتُ هنا منذ قرون
مذ جرجرني خرسي
كقطيع حروف مكسور
في حلق رضيع
أُخذتْ أحلامي للريح سبايا
وتجمع فوق دمي كل.. ذباب القنوات العربية
الآن عرفتكِ
وعرفتُ لماذا عصافيرالحزن تغط على قبر
في روحي يذوي
بؤسي يفتح نافذة أطبقها الذل على
أكوام الأسئلة
يشتعل مساءً كالحمى بعظامي
ما أسوأ هذي الغربة ..ياجسدي
حين نموت بصمت
ونظل نموت
حتى آخر صمت الدهشة
والخوف نموت
ياهذا الدمع المتكسر في مقل الطين..
الزاحف في الليل سراجا
يوقد من دحنون..شرقي
ويناديه الجمع تماسك
ما أسوأنا تماسك
يلتهب الليل كرئة..تنتفخ غبارا
ووحيدا يوشك أن يكفر
بعروبتنا أبو ذر
فتماسك ياهذا تماسك
هذي أطنان علاج ..تنتظر الفرج من الوالي
سيكّسر عظمكَ إنْ أنتَ
فتحتَ النافذة لتنجو
أو لتهّرب في الفجر
طيور الموت المزعجة
يا ليلكَ كم يورق فيه..الحزن
ويمر قطارا في نفق..التاريخ البائس
فاسلكها الآن دموعكَ في
جيب القهرلكي تخرج أقلام رصاص
ولتكتب في السطر الأول
أن التاريخ سيبدأ من حزن بنفسجة
ذابت في جرح العاشق
والأقصى لازال يرفرف من ألم الذبح..
فما أسوأنا..
نتسلق جدران الذل
ظلا ترميه الأضواء
فنصعد ثانية نصعد
فابقى وحدكَ فالدنيا..الآن تنام بمقهى الصمت
وترفرف في علم الخدر
معتزأبوشقير