ناداكَ ..عراق
ناديتكِ صمتا ياأنتِ
الواقفة على خط دموعي
كنتُ أمشط ذاكرتي ..في ضوء الشمس وأجلس
فوق بساط الأحزان..
ويسافر وجعي قمرا بين النخل الشاحب في الليل
ترتد الى كل شواطئ
أحلامي أصداف الدمع
أبكي وتنام بروحي..بغداد
متعبة تذهب لتصلي
في الكوفة مثل حمام الفجر
وتشيّع في البصرة عيدا
وتوزع آلاف الأعياد..
قومي ياذات الصبح
المكتوب على مئذنة المجد
فنهارك لاضوء يناغي
إن أنتِ رمتكِ
الأصفاد..
بغداد نبيذا عتقّه الحزن الصوفي..
يسكرني حين الناس نيام..
يطلق كل زخارف ألمي..
الساكن بمزار الروح..
بغداد امرأة تسكنني
بعباءتها السوداء..
فتسّبح ليلا بكهوفي
(مسبحة) الدمع الألفية..
بغداد بخوريطلع من..كتب التاريخ
ويعتّق بللور العصربنكهة مجد أزلية
في الأمس رأيتكِ في نومي
هودج برق فوق سنام الغيم يهدهد أحلامي
كان الحزن ينام معي
كنتُ أدثره بسعف الروح ليغفو
فأغط قليلا
وعيوني تذرف أسراب قطاها
الذاهب لبساتين الشوق..هناك ببغداد
آه كم يذبحني البعد
وضياعي درويشا يرقص..بين دفوف الأيام
فالنخل الواقف حول دمي
ناداك عراق..
وبنفسج شعري..
وخزامى الجرح..
كم يغتال مساءاتي وجع يهمس في قلبي
عراق..عراق
خذني فأنا من طين النخل
على دجلة أوقدت دمي..
عمري بُسرا يسّاقط
ودموعي رطبا..
وأنا لازلت أقلّب في روحي..بغداد
معتزأبوشقير