أعدنا لنبكي مزارك؟.. هدية عبدالناصر الجوهري للراحل أحمد الخضري

قصيدة شعر بقلم: عبدالناصر الجوهري-عضو اتحاد كُتاب مصر، مهداه إلى الشاعر الراحل/ أحمد الخضري-طيب الله ثراه؛ يقول الجوهري:

الذين وَشَوا بكَ عند أتون الهجيرِ...
ولم يستريحوا وضلّوا خطاكْ
حاصرونا ببطن المعاني؛
حتى تشعبّنا بقلب المدينةِ صرنا فرادى
ودغلُ المحّبة بارك هَلْكى استجاروا حماكْ
أخذونا بذنبٍ القوافي
وما عرفوا نبرة من أساكْ
انتسبنا إليك بآخر قافلةٍ للرواحِ..
وعدنا لنبكي مزاركْ..
والموتُ كيف على غرة
قد أتاكْ؟
واحتسبنا على الله يوماً
لحونا تُدثّرُ أكمامُها دمعةً
ذرفتها الشموسُ..
ففاضت بها مقلتاكْ
وارتحلنا لشطَّ النوارسِ.. يوماً
فضعنا هناكْ
وعلى الروضِ كنّا افتقدنا خطاكْ
ما لهاَ وردةٌ تتفتحُ..
ليس لها غير جرحٍ سواكْ
قلّب الحزنُ كل الدفاتر.. حتى اهتدى
للأراجيز كم هدهدت
بالخلاصِ يداكْ
ولأنك أحببت في المُنتهى
مرتين،
أَنَخْتَ شغافكَ كيما نراكْ
إن قناديلكَ ليلا تنير الأزقةَ..
كم يعتريها هوىً من هواكْ
للحبيبة.. ما قد أرحت الفؤادَ..
فهل أُلهما خافقاكْ؟
ثم كيف التقينا وضم فراقك أشرعةً
والبحورُ علاها صداكْ؟
شِعْركَ اليوم قد نزيّن أعطافَه
ربما بالسطور هنا قد مَضَتْ
راحتاكْ
إننا في الأساطير حين وجدنا لظلِكَ.. وكراً
يُذوّبُ فيه شجاكْ
فنثرنا بحضن التفاعيل دمعا؛
فأزهر منه رؤاكْ
لا طقوسَ الوداع أَظَلّت عيون الثُّرَّيا
ولا خضّبت في مداها مداكْ
مد يا صاحبي للصباحِ قرنفلةً أسقطتها
يداكْ
سنصافح حلما معا
في زمان البلادةِ..
كنا تركناه في السفحِ،،
يرنو فكيف أتاكْ؟
حين هاتفتني في المساءِ..
ورنَّ هنالك للوصل..
شوقٌ
أرحنا جسوراً
وأرضاً
وعزفاً يعاود من مُنتهاكْ
ونشيّد حامية للبراءةِ..
كي يستريحَ..مُناكْ
شيّعتكَ العصافيرُ في سرْبها
سندبادُكَ بين الحواديتِ هلاّ نعاكْ؟
ربّما من خباءِ القصيدةِ..
يولد نهرٌ ليسقى الجداولَ؛
لو أن أطيارنا لم تجاوزْ ثراكْ
هل تسامحُ عِيْرَ الرفاقِ؟
فنحن أضعنا حروفا
بكلَّ العشيّاتِ..
لم ننتبه بأنَّ المماتَ اعتراكْ!!