لـي قِطّـة مؤانسَـهْ مزعِجـةٌ مشاكسَـهْ أسكنتُهـا فـي دَاري من خَوف ذاكَ الفَارِ لعـلَّـهـا تـنـهَـاهُ فـنـتــقِــي أذَاهُ لكنَـهـا اللئـيـمَـهْ واللؤمُ فيهَـا شيمَـهْ لم تـرضَ بالوظيفَـهْ والمهنَـةِ الشرِيفَـهْ فأنشـأَتْ تـصُـولُ في الدارِ أو تجـولُ تهيـمُ فـي الـرواقِ سيـئَـةَ الأخــلاَقِ فتكـثـرُ الـمـواءَ والقَفـزَ، والغـنـاءَ تطـارد الخيُـوطَـا وتصعـدُ الحُيُـوطَـا لا تعـرفُ المَـلاَلاَ ولا تَـرى الـكَـلاَلا فجسمُهـا صغـيـرُ وجُرمُهـا كَبـيـرُ كم مرةً فـي البيـتِ قد سيَّحَتْ مِنْ زَيْـتِ وأزعجَت مـن نائـمِ وأوقعَت مِـنْ قَائِـمِ تُغـافِـلُ العُيـونَـا فتكسِـر الصُّحُـونَـا وتَحطِـم الأكـوابَـا فتُفـقِـد ُالصَّـوابَـا وحينَها فـي مكـرِ، نحو السقوفِ تجرِي تلبـثُ عنـدَ الجَـارِ فِي رحلَةِ اضطـرارِ تفِـرُّ فِـي الصَّبـاحِ لغـايَـةِ الــرَّواحِ وعنـدَهَـا تـعُـودُ وشـرهَـا يـزيــدُ وربـمَـا تـراهَــا تُحَـرِّكُ الشفـاهَـا: تقـولُ: "أطعِمُونِـي يا سادَتِي واسقُونِـي أريدُ لحْـم الضـانِ، وأعْـذب َالألـبـانِ ومـا زكَـا وطابـاَ ولذ لـي شرابَـا .. وإن رأَتْ تجـاهُـلاَ أو قِيلَ ألْـفُ لا ولاَ تـمـدُّ لـلأطـفـالِ كفَّـيـنِ للـسّـؤالِ أو تلتجِـي للحيـلـهْ فـي خِفّـةٍ رذيلَـهْ فتسْـرِقْ الطعـامَـا لتُحـسِـنَ انتقـامَـا وهـكـذَا تـفِــرُّ، وعينُـهَـا تـقَــرُّ فالقلـبُ منهـا بـاقِ يعيشُ فـي اختنـاقِ يكـادُ مـن أذاهَــا يَـودُّ لـو شـواهَـا لكـنـهُ بالـعـفْـوِ يمـنُّ حيـنَ تـأوِي بـذَا تعـودُ ريـمـهْ للـعـادة القديـمَـهْ فتستعـيـدُ قطَّـتِـي ما قد مَضَى من شِقوةِ ويـرجِـعُ الفـسـادُ والشـرُّ والعـنَـادُ.