قصة للصغار
بقلم:
تيسير الغصين
خالد وسميرة والجدة العجوز
جلست الجدة العجوز تحتسي قهوتها عندما سمعت صوت شجار أحفادها الصغار وسرعان ما أقبل خالد راكضاً ليحتمي بجدته قبل أن تدركه شقيقته سميرة لتضربه .
صاحت الأم بابنتها بالكف عن هذا الضجيج ، لكن سميرة ، كانت حزينة جداً ، لأن خالداً كسر قلمها الذي أعارته إياه ، فنادتها الجدة وربتت على كتفها قائلة : " لا تحزني يا بنيتي " وأعطتها نقوداً لتشتري قلماً جديداً..
جففت سميرة دموعها راضية ، ثم هتف خالد : " احكي لنا حكاية يا جدتي " ، وصاحت سميرة فرحة : نعم يا جدتي احكي لنا حكاية .
ابتسمت الجدة وقالت : إذن استمعا إليّ جيداً ..
يُحكى أن راعيًّا خرج ذات يوم إلى طرف المدينة يرعى غنمه ، ولما انتصف النهار واشتد لهيب الشمس شعر بالعطش الشديد ، فقصد بئراً على الطريق شرب منه حتى ارتوى ، وكان بالقرب من البئر حجر كبير ، جلس عليه ليستريح من عناء الطريق ، وحين هم بالعودة إلى بلدته ظن أنه لم يعد بحاجة للماء ، فألقى بالحجر إلى جوف البئر فأحدث ارتطامه بالقاع صوتاً أعجب صاحبنا الذي مضى مع أغنامه إلى البلدة ينشد الأغاني مسروراً .
ومرت الأيام فعزم الراعي على السفر إلى إحدى القرى البعيدة لتسويق ما ادخره طوال أيام من زبد ولبنٍ وجبنٍ ، وفي طريق عودته حدث أن هبت ريح شديدة الحر فنفذ ما معه من ماء لكثرة ما شرب، ثم استبد به العطش وحماره ، فأسرع يحث الخطى نحو البئر حتى بلغه وقد أصابه الاعياء ، وحين أدلى دلوه في البئر اصطدم بحجر صلب استحال معه لمس الماء ، وهنا تذكر الحجر الذي ألقاه فيه منذ أيام ، فلطم وجهه وهو يبكي حماره الذي سقط على الأرض من شدة الإعياء والعطش ، ثم قال في نفسه : " إن من يشرب من البئر لا يلقي فيه حجراً " .
ضحك خالد طويلاً وقال للجدة :
- حقاً إنه راعٍ غبي ..!!
سألته الجدة :
- ولِمَ ..؟؟
قال خالد: كيف يلقي الحجر في البئر الذي يشرب منه ..؟؟
ضحكت سميرة قائلة:
- هل فهمت القصة يا خالد؟
ابتسمت الجدة وهتف خالد قائلاً:
- لن أكسر قلماً بعد اليوم …