المذكورُ أدْناهُ..
(إقرار)
(1)
أنا المذكورُ أدناهُ..
أُقِرُّ بُعيدَما خَدِّي
تَبَرَّأَ منْ تَوَرُّدِهِ
بأنْ تعويذةُ الماضي
شَرِبْنَا نَقْعَهَا في الكَأْسِ،
والمنقُوعُ عِفْنَاهُ.
وأنْ قِطْعُ الغَدِ المَنْقوصُ
أسْرَفَ في تَمَنُّعِهِ،
وبَالَغَ منْ تَمَنَّاهُ.
أَمِنَّا مَكْرَ ذِي عَيْبٍ
وأدْبَرْنَا،
كأنَّا مَا أَمِنَّاهُ.
وآخرُنا كأوَّلِنا
تمنُّوا أنْ يلوحَ بأُفْقِهمْ أَمَلٌ
فلَمّا لاحَ
ما سُرُّوا لِمَرْآهُ.
وَبُلِّغناَ
بشرْخِ عِظَام ِ(إلِْيَاءَ) التي ظلَّتْ
تُهَاتِفُنَا لِنُسْعِفَهَا
وما جئْنا
ولو جئنا لفُوجِئْنا
بأنَّ الشَّرْخَ مُلتَحِمٌ
وعَيْنُ اللّهِ تَرْعَاهُ.
فَعَيْبُ الأَمْسِ أنْ يُنْسَى
بُكَاءٌ جُلُّهُ أَرْسَى
عَلَى أهْدابِ أَعْيُنِهَا
وَأَزْبَدَ مُذْ نَسِينَاهُ.
(2)
أنا المذكورُ أدناهُ
أَرَى أنَّا بِفُرْقَتِنَا
كَعَبْدٍ سَاقَهُ رَبَّانِ
مُخْتَلَّانِ
سَرَّهُمَا بأنَّ العبدَ لا يَبْكِي
وَلَا يَشْكِي
وَلَا يَضْجُرْ.
وأَنَّ فُتُورَهُ فَحْلٌ
وأنَّ حِرَاكَهُ أَبْتَرْ.
وغرَّهُما
بأنّ حَمِيَّةَ الأشْرَافِ في دَمِهِ
مُعَطَّلَةٌ عنِ الإفْرَازِ
فَاحْتَجَزَا شَقِيقَتَهُ
الْـ أُرَجِّحُ أنَّها الأصْغَرْ.
وَذَاقَاهَا مُنَاوَبَةً
ولَمَّا أُشْبِعَا كَفَّا
وَزَجَّاهَا
لجوْفِ الحُجْرَةِ الأقْذَرْ.
وَعِيفَ البابُ مفتوحاً
ومكتوباً بِأَعْلاهُ:
" هُنا امرأةٌ بِلا ثَوْبٍ يُغَطِّيها،
مُسَلِّمَةٌ لمنْ عَزَّتْ مَطَامِعُهُ
ومنْ كَثُرَتْ خَطَاياهُ."
(3)
أنا المذكورُ أدناهُ.
أنا أنتُمْ
أنا الْعَبْدُ.
عَدَدْتُ سِيَاطَ منْ سِيقَتْ
لهُ عُنُقِي
عَلَى جَنْبَيَّ
مرَّاتٍ عَدِيدَاتٍ
ولمْ يتطابَقِ الْعَدُّ.
كَذَبْتُ بِمَطْلَعِ الِإقرَارِ
إذْ أخبرْتُ عن خدِّي:
" تَبَرَّأَ مِنْ تَوَرُّدِهِ"،
فَلَوْنُ الوجهِ وَرْدِيٌّ
ولمْ يَتَبَرَّأِ الخَدُّ.
ولكنَّ الغَدَ المرقوبَ
أسْرَفَ في تَمَنُّعِهِ
وأَرْهَقَ منْ تمنَّاهُ.
رَجَوْتُ عِنَاقَهُ أَمَداً
ولمْ ألْقَ الّذي أَرْجُو،
ولكنِّي... سَأَلْقَاهُ.