في غمار تلك الحرب
في دواخل كل منا دار تستمد النور و دفء الحياة من مصباح علق
في وسطها .هذا المصباح ما كلَّ لحظة ولا تعب من إرسال مدده
الذي يزيد حينًا و ينقص حينًا إلى تلك اللوامة أملًا في أن تسود
المطمئنة و يقضى على جحافل الخناس و حليفته الأمارة .قَرح و
جراح ودماء , ألم وبكاء ..حرب ضروس تدور في الأعماق أشعل
فتيلها الشيطان و زج فيها القلب و الروح و زرع حولهما ألغامه و
شراكه و أجلب عليهما بخيله و رجله...هجمات متتابعة ترمي إلى
اجتثاث الشجرة الطيبة و حرق ثمارها كي تصير الأرض إلى
خراب و يباب .
و وسط هذا الصراع وما حوى من قصف و تفجير و جعجعة و
حطام يقف العقل منتصبًا يعنف النفس : ماذا أرى ؟! أظهر الهوى
تمتطين وإلى واد سحيق تسرعين ؟ وعلى خطى العدو تسيرين؟إلى
أين تذهبين ؟ارجعي و أنيبي ..عن سلاحك لا تغفلي وعن المحجة
البيضاء لا تزيغي .
أما الضمير وما أدراك ما الضمير فما فتىء يوبخ النفس على الظلم
و الجهل والخطأ و العمد:لم قلت هذا ؟ لم فعلت هذا ؟لم غضبت ؟
لم جرحت فلانًا واغتبت فلانًا؟...أما كان خيرًا لك أن ....؟..لا
تغلقي الباب ...لا تحاولي ..فعين الله تراك ....وخز و تـأنيب ,أمر
ونهي وعتاب .. أي واعظ هذا!!....
لا حرمنا الله منه فبسماع صوته نعلم أنا لسنا في عداد
الأموات .
إنه الجهاد الذي ما تحدثت به الصحف و ما تناقلت أخباره وكالات
الأنباء إنه الدفاع عن أرض حياتها تقود إلى نعيم وازدهار أبدي و
موتها شقاء سرمدي .
قال تعالى :" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ ."