بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هذه المقالة مقسمة إلى خمسة أجزاء أرجو لمن يقرأها أن يكمل لكي تكتمل الفكرة عنده . متمنيا الفائدة للجميع .

لقد كثر الحديث عن صحوة إسلامية برزت في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين …
فلا بد لنا لمعرفة أي ظاهرة أن ندرس أسبابها وظروفها والظروف المحيطـــة بها لنعرف أهــــي صحـــوة المـوت-أي الصحوة التي تسبق الموت-أم أنها انبعاث حضاري يفتش عن موقع له على ظهر هذا الكوكـــب في هذا الزمن الذي كثر فيه العلم والمعرفة وتضائل حجمه بسبب ثورة الاتصالات ..أم بسبب تردي القـوى
الأخلاقية في المجتمعات .. أم بسبب ضياع الحقوق الشخصيـة كحـــق الامتـــلاك إثــر ما سمي بالثـــورات الاشتراكية،أو الحقــــوق الاعتبارية أو حقوق المواطنة وتفاوت هذه الحقوق وعدم شرعية الأنظمة الحـاكمة والتي بدت كعصابات اتخذت اسم دول وكل عصابــة أقوى تحكم العصابــة الأضعف من خـــلال منظومــة عالمية يبدأ ابتزاز أفراد العالم من خلال هذه المنظومة .
أم بسبب عدم وجود قاسم مشترك أو إيديولوجية شاملة يجتمع عليها الأفراد بعد عدم جدوى القومية وسقوط الشيوعية والخنوع والضعف الذي أصاب المجتمع فتقوقع فيه الفرد حول نفسه عائدا إلى ربه وخاصــــة أن الإنسان في الأوقات العصيبة التي تواجهه ويلوح له أن المستقبل بات مبهم يلوذ بربه .
أم أن كل هذه الأسباب مجتمعة وغيرها هي التي آلت بالإنسان إلى هذا الإحساس والتوجه إلى المساجد لتبدو أمامنا ظاهرة جديدة عُبِر عنها بالصحوة الإسلامية .
ولنبدأ أولاً بتلمس الواقع الاجتماعي والاقتصادي والفكري للفرد والمجتمع وهذا الإفلاس الذي بلغه فيحــاول أن يلج ربه بديلا يقوده الإحباط في كافة المستويات.
- إمكانات فكرية مخنوقة،-أمامه تطلع حضاري يائس ولا أمل في بلوغه،- فوقه أنظمة ديكتاتوريــــة قاســية وانتهازية لطخت يدها بدماء أغلبية الشرفاء من مواطنيها،- حولـــه شعب أغلبيتــــه يعاني التخـلف والجهــل والبطالة بل بحار من الجهل والتخلف تحيطه،- في داخله إرهاصات حادة على كل المستويات وتجاه أي أمل أو محاولة في التغيير لأنه لا يملك أدوات التغيير ولو كان يعرفها ...
لقد كان القرن العشرين من أسوأ القرون التي مرت على الأمة الإسلامية بما فيها العربية.
إذ أنه وقبل هذا القرن كان التأثير غير المباشر الذي يعكسه النظام العالمي ومراكز القوة المؤثرة فيه لم تكن بتلك الفاعلية والسرعة التي بدأت تلوح في القــرن العشــريـن وخاصة إثر سقوط ما كان يدعـــى بالسلطنــة العثمانية إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى وبعدها هيمنة القوى المنتصرة على سياسات العالم وهيمنة أساطيلها الحربية والتجارية على موانئ العالم والتطور العلمي والتكنولوجي الذي من خلاله كانت السيطرة
أقوى وأسرع وأقل كلفة ..