|
أنتِ الوحيدةُ ليس غيرُكِ في غدي |
أنتِ التي سُمعت بصرخةِ مولدي |
دوَّنتُ سِرُّّكِ في الفؤادِ ولم أردْ |
يوماً أكونُ الغادر المُتمرِّدِ |
قد كُنتُ أُخفيكِ السنينَ كدرَّةٍ |
وإذا اليراعُ يشدُّ صمتكِ من يدي |
فبدأتُ أسمعُ في الوجودِ حكايتي |
أتلو صحائِفَ أُخفيت من مُسندي |
كُنّا سوياً مِثل هيكلِ آدمٍ |
حتى أنشققتِ عن الضلوعِ لتوجدي |
سرتِ الحياةُ إليكِ منّيَ لي أنا |
عادت بآمالِ الصِّراطِ الواحِدِ |
فلقد وجدتُكِ في المشاعِرِ قبلما |
تسعى الحياةُ لأن تُحدِّدَ مقصدي |
فيكِ أنصهرتُ وهام حُسنُكِ في دمي |
حوَّاءُ مسُّكِ من أفاقَ تودُّدي |
فخُلقتِ لي شاءَ الإلهُ لأن أكن |
سكناً وأنتِ السَّاكِنَ المُتسيِّدِ |
يانفحةً وهِبت إليَّ من السَّما |
فيها المحاسِنُ صُوِّرت بتفرُّدِ |
نزلت بروحٍ مثل رِقَّةِ زاهِدٍ |
وصفاءِ قلبٍ طاهرٍ كالمعبدِ |
في رسمةٍ صقلَ الإلهُ فتونها |
فبدت كينبوعِ الصَّبا المُتنهِّدِ |
جلبَ النَّسيمُ من الورودِ عطورها |
وأذابَ عِطراً في الصَّفاءِ الأملدِ |
فترى الشُّروقُ إذا استفاقَ بوجهها |
فاحت فربربَ خدَّها المتورِّدِ |
هيَ من عشقتُ من الوجودِ ولم أجد |
حُسناً يُعادِلُ حُسنها المُتعدِّدِ |
أنتِ النَّداوةُ والرَّحيقُ وما وما |
نظمَ الفؤادُ من القصيدِ فغرِّدي |
عِشتِ الوحيدةُ في العيونِ وليسَ لي |
إلاَّ المُقام بودِّكِ المُجدِّدِ |