اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن العطية مشاهدة المشاركة
خطرة :
سر السجود :
***
- طالما تساءلت بيني وبيني : لم هذا الاصرار العجيب من الله تعالى لخضوع عباده له وتذللهم عنده ؟؟!!
- من ناحية يأمرنا ربنا المتعال أن لا نخضع للعبيد أمثالنا .. ولا نسلم لهم قيادنا .. وأن نكون عزيزي انفس .. لا نخضع لشتى الاصنام من بشر أو حجر أو شهوة ..
- ومن ناحية ثانية : يامرنا بالسجود له وتعفير الجباه لعظمته !!
- فما فائدة أن اكون عزيزا عزيزا عزيزا .. وفي آخر المطاف يتحول ذاك العزيز الى عبد ذليل ؟؟!!
• وكنت سألت أستاذة لي لم أسألها قط إلا والقمتني حجرا .. سألتها في هذا الأمر .. وأجابتني جوابا رائعا إلا أنه لم يبرد غلتي ولم يبدد حيرتي ..
• وكان مما قالته : أن الله تعالى وضع السجود للعباد ليقطع من أنفسهم التكبر الذي ربما اصيبوا به لولا السجود ..
• وكما ترون هذا الجواب يذكر فائدة سلبية من فوائد السجود ..
• وفي اعتقادي أن الشؤون الإلهية أولا وبالذات جاءت لأمور إيجابية لا سلبية !!
• وهكذا بقيت أتساءل عن هذا الأمر بيني وبيني .. إلى أن وقعت على امر روى بعض غلتي .. وبدد بعض حيرتي ..
• وهو : الله تعالى أكبر طاقة في الكون .. هذه الطاقة أصدرت كل المخلوقات .. فمصدر المخلوقات جميعا الله تعالى .. كما يصدر الطفل الرضيع من أمه !!
• هذا أمر .. والأمر الآخر .. لابد ان يكون بين الطاقة وآثارها رابط ما .. سنخية ما .. طبيعة ما
• بين كل عمل ونتاجه طبيعة ما مشتركة .. بين كل أثر ومؤثره طبيعة مشتركة ..
• بين الشمس ونورها وحرارتها طبيعة مشتركة .. الحركة والطاقة التي تصدر منها طبيعة مشتركة .. بين الأم وجنينها طبيعة مشتركة .. بين الأرض وما يخرج منها من نباتات طبيعة مشتركة .. بين السحاب والمطر طبيعة مشتركة .. بين التفاحة وشجرتها طبيعة مشتركة ..
• لابد من وجود جامع ما بين هذه الأشياء وما يتعلق بها وإلا لما صدرت عنها وتولدت منها .. لهذا نحن نربط بين الأشياء التي يجمعها طبيعة واحدة ..
• هذا أمر ثاني .. والأمر الثالث هو : صلاح الاثر أن يكون اقرب ما يكون من مؤثره .. كلما اقترب منه كان أكثر صلاحا واستقامة .. وكلما ابتعدت الطاقة عن مصدرها لكما ابتعدت عن صلاحها واستقامتها ..
- فلاننا جميعا من الله تعالى فصلاحنا يكون بالقرب منه أكثر .. كلما كنا منه اقرب كلما كنا أصلح وأكثر استقامة وأقوى وأجمل و و و ... لان الله تعالى مصدر كل هذه الكمالات .. فلابد لنحوزها من القرب من مصدرها ..
• فالله تعالى حين يقول : اقرب ما يكون العبد لله وهو ساجد .. لا يامر بالسجود كي لا نتكبر مثلا .. بل لكي نكون أكثر قربا منه .. وحين نكون اكثر قربا نحوز الكمالات التي تنبع منه ..
• أمرنا بالسجود له والتذل لان المخلوق لا يصلحه إلا ذاك .. لا ان صلاح المخلوق يمكن أن يكون بالقرب وبالبعد الا انه اختار لنا القرب اعتباطا أو ليفرق بين الخالق والمخلوق أو كي لا نتكبر أو أو أو .. ليس الأمر كذلك .. بل امرنا بالسجود والتذلل لانه لا صلاح للمخلوق إلا بقربه للخالق .. لا صلاح للبذرة إلا بدسها في التربة .. لا صلاح للتفاحة إلا وهي متدلية على الشجرة .. لا صلاح للرضع إلا وهو ملتق نهد أمه ..
• أما حين نغير طبيعتنا .. ونقترب من أمور لم نصدر منها .. وليس بيننا وبينها طبيعة مشتركة ما فإننا نفسد طبيعتنا رويدا رويدا .. مثل الجنين .. صلاحه أن ينشأ على حليب الأم الذي ولدته .. وحين ينشأ على حليب امراة اخرى فإنه يبتعد بذلك عن طبيعته وعن صلاحه ..
• الأمر بالسجود ذو فوائد ايجابيه نحصدها كي تنمينا أصحاء طبيعيين متصالحين مع فطرتنا !!
أقرب ما يكون العبد لله وهو ساجد .. لا يأمر بالسجود كي لا نتكبر مثلا .. بل لكي نكون أكثر قربا منه .. وحين نكون أكثر قربا نحوز الكمالات التي تنبع منه ..
حرف حمل المعاني عميقة بإبداع وقدرة على التعبير وقلب نقي فوصل واوصل
تحياتي وتقديري.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي