{أدب في الحب}
أدبني حبها حتى صار لساني لا ينطق إلا فيها
أدبني حتى صرت أشهد أنها الأولى والآخرة وأنها الظاهرة و الباطنة
لقد آمنت بحبها رسولا يمحو الباطل وينشر الفضائل
طهرني حتى أني إذا أردت الصلاة توضأت بزمزم الحقيقة لأشهد ألا سواها وأقف في محراب عشقها وأقرأ وأرتل وأسبح وأخر ساجداً باكيا من خشيتها لا أدري أتقبلني أم أنا على جرف
أدبني لأخرج من صلاتي بسلام عليها لأخوض الدنيا وقلبي معلق فيها متى أعود إليها
أدبني حبها حتى صرت أتصدق بكل ما سواها قرباناً لها حتى نفسي التي بين جنبي فهي قربان من نوع آخر لأنها ملكها تسلط عليها ما تشاء وتريدني أن أحمل ما تشاء
أدبني حبها حتى تجردت عن صفاتي لأجلها ورميت شكوكي فهي والله {عرفات}لمن عرفها
آمنت بها قدرة واحدة تنسخ ما تشاء وتشرع وفي ذلك النسخ رأفة ورحمة
أدبني حبها فآمنت بها ملكاً يوحي إلي مرة فأسرع للكتابة كي لا أنس التشريع وملكاً في الحسن مرة أراه ولا أستطيع الوصول إليه
نعم أدبني الحب لأراها قرآناً أتلوه يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره العاذلون فإذا انتهيت من القراءة ولا ينتهى منه قبلتها فيه ورفعته ، ومع أني أحمله في صدري ولكن أشتاق لأقبله وأضمه
أدبني فصار كل ما تقوله قضاء مبرم علي وقدر محتم
ولقد أدبني حبها حتى أشتاق لقائها في الآخرة فهي آخرتي
لقد أدبني حبها فأحسن تأديبي
إنها الحضرة والحقيقة