وكلما زاد التطور العلمي زادت السيطرة وزاد الربح إنه أشبه بنظـام أخذ يتطور لخدمـــة القوى المهيمنـــة ويتركز بيدها رأس المال والعلماء والباحثين ومن خلالهم الهيمنـــــة على مقدرات هذا الكوكــب من ماديــة وبشرية وثروات طبيعية وأسواق .
وقسموا هذا الكوكب بشكل يوائم مصالح هذه القوى وآخر شيء اهتموا به هو مصالح هذه الشعوب ولذا كان التقسيم أثناء الاستعمار الاستيطاني وبعده ضد مصالح هذه الشعوب وكان طريقة التقسيم أكثر خبثـا وضررا من مجرد التقسيم لأنه كان تقسيم بين القوى المهيمنــة علـى أكثــر الأســس خبثا وتمييـعا وإجهاضا لمصالح هذه الأمم ولكي يكون ثمن مراجعة حساب هذه الأمم لنفسها ومحاولتها البناء في ذاتها وعلى أرضها من الخنوع والاستسلام والمهانة التي تعاني منها شعوب هذه الأمم أي أن الثمن في البناء أكبر بكثير من ثمن الهدم الذي على حكام وجلادي هذه الأمم القيام به.
وأكثر أشكال الهدم التي استحدثت لهذه الأمم هي فكرة الدولة والتي كانت من أكثر الأشكال قسوة على هـــذه الأمم والشعوب لأن ما فيها من سوء أضعاف ما فيها من خير بل نرى أن الدولة في الحقيقة هي ( أي مجموعة من المؤسسات والشركات الاقتصادية الكبيرة والعملاقة تضع ما يسمى بحكومات معينة تحـــت شعار الديمقراطية اليونانية، وتدعم هذه الشركات أشخاص تختـــارهم لتضعهم علــى رأس هذه العصــــــابة ويقومون هؤلاء تحت شعار ما يسمى بالحكومة بخدمة وحماية مصالح هذه الشركات التي تدعى بالإمبريالية على حساب مصالح شعوب العالم كما في أمريكا وبعض الدول الأوربية أما الدول التي تدعي بالاشتراكيـــة فلم تكن أقل سوءا من خلال رأسمالية الدولة ذلك بدل رأسمالية الشركات الديكتاتورية الأقسى .
أما بالنسبة لبقية بقاع العالم تشكلت على طريقة تناسب مصالح هذه الشركات العملاقة بحيث استحدثت أقزام دول العالم الثالث على رأس كل منها عصابة باسم حاكم وهذه العصابات تكون مكملة للعصابات الكـــبيرة ، ولعدم قدرة الشركات في الهيمنة على شعوب العالم وموارده شُكِّل ما يسمى بالدول وعلى رأس كــــــل منها جلادين لهذه الشعوب للتحكم بالعالم
وبالتالي بهذا الكوكب الذي تضاءل بسبب ثورة الاتصــالات وبات هــــم الفرد فيه أكبر بسبب المعرفة الأشمل لما يحدث على سطح هذا الكوكب ولن نسترسل أكثر في هذا المجـــال الواضح للعيان ونعود لنرى أسباب ما يسمى بهذه الصحوة الدينية وإلى أين .. ولكي نعرف إلى أين علينا أن ندرس الأسباب لهذه الظاهرة من أبعادها التاريخية والاجتماعية والنفسية لنعرف أهي الصحوة الــــتي تسبق الموت أم أنها استيقاظ نادى به المفكرون الأوائل ولا يزال،..لتعريف الحقوق بعد أن بهت معنى العدل بشكليه المطلق في لا وعي الفرد والنسبي من خلال تناقض المصالح والمفاهيم والقيم أو عدم تجانســـــها وإن كان الإنسان بطبيعته يخلد إلى الأمن والأمان وفي حال عدم الاستقــرار النفسي المنعكس عن عدم الاستقرار
الاجتماعي والمتأثر بعدم الاستقرار العالمي فإنه يفكر ويتأمل ..
ففي المراحل السابقة اندفع الإنسان غير المستفيد من النظام العالمي المفـــــروض على شعوب العالم للتفتيش عن وضع يرعـــــى فيه أمنــه ، مصالحــــه ، ومســتقبل أولاده .. فتكونت هناك غالبية عظمى تنادي بالفكر الاشتراكي الذي تطور منذ روبرت أوين وفور باخ حتى بريجينيف ...
وأرغب في تدويــــــن ملاحظــة هنا وهي أنه حينما يضع مفكر ما نظرية في مجال علم الاجتماع أو تكويـن إيديولوجية أو معتقد أو حل لظاهرة سلبية على الأمم فإن تطبيقها يأتي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي