بين يـدّي سـاحـر
لاَ، فهم من أرسلوني إليكَ بعد أن تقطعّت بي السبل و ضاقت عليّ الأرض بما رحبت، علّني أجدُ في وشوشتكَ و طقوسك و حرزك الخلاص من الشقاء.هُم من استغلوا ضعفي و قلّة حيلتي لأمثلَ بين يديكَ النجستين و لأسمع ترهاتك يا سيد المكان و الفناء.هُم من وصفوكَ عندي بمخلص الحيارى ، و المصدومين ، و مانح الحب و البنين ، و الخارق الذي لا تعجزهُ المطالب , من يمنح الدواء دون تشخيص الداء .
أتيتكَ عن جهل مرغمةً أجثو الخطى نحوك ، و أفترشُ الأحلام بمخيلتي ، و كأنك أنت من تحقق ما يأتي بعد لـيت !! أتيتكَ و العلّةُ تُعجزُني كما أعجزت الأطباء و الحكماء ، و كلّي أمل في أن تمنحني تعويذتك السحرية لتخلصني من هذا العناء. فقد أقسمَ قاسم ألاّ يصبر على جفاء رحمي ، و أن يأتي بمذكار تمنحهُ الولد ، و أن يرمي بي و بناتي عند أول منعرج دون مشقة أو كَبد.فهاتِ ما عندكَ و أرسم تعاويذك على قميصه ، فقد جئتكَ برائحة عرقه ، و خصلات من شعره ،و قلامة من أظفاره .
أيها الساحر ما يمكنكَ أن تفعل لكلّ هؤلاء الناس المصطفون خلفَ بابك، حالهم حالُ طوابير الجياع المتصارعة في أن تفتكَ قطعة خبز من يد بيضاء، جاءت لتمثل المسيح، و تجعلَ من السود أتباعا لعقيدة رسخها الجوع لديهم بدل العقل !!.
ماذا أنت فاعل،و سحركَ لم يمنح زوجكَ الولد !!فكيفَ ستمنحهُ لامرأة و هي البعيدة عن دروبكَ الرافضة لخطوبك, ماذا ستفعلُ و سحركَ عجز أن يشفي أحفادكَ من البرص ، و الجنون ، و التيه ،و المجون.
ماذا أنت فاعل ،و سحركَ لم يمنع عنكَ الصلع ، فَمدَّ يدكَ أقرأ خطوطها لعلي آتيك بيقين ، فأنا لم أتعلم الطلاسم ، و لكن أحفظُ ما يجيرني منك و أمثالك ،و أؤمن بقدرة الخالق على خذلانك.
أ تعلمُ ما أتى بي عندك اليوم، إنه طلب واحد، و هو أن تعودَ إلى رشدك قبل أن يفوتك الأوان، أو تصحو فتجدَ لحمكَ قد كستهُ الديدان.
أيّها الساحر من أنت ،و من أي عالم أتيت، أانسلختَ عن البشر ،أم جاءتكَ دونهم ملكات أُخر، فصرتَ متفوقا على الطبيعة بتمتمتكَ المريبة ،و عينيكَ المتعبتين الغائرتين في كهف الخوف و العذاب, أم أنكَ كفرتَ فاستوت عندكَ المتون ، و غرّتك الدنيا فأعمت بصرك ،و بصيرتك عن الحق الذي تعلمهُ، و لكنّ نفسك المريضة ترفضه !!.
أيمكنكَ أن تسمعَ حكمة امرأة لم تتعلم السحر ،و لكنّ الدنيا هانت بعينيها بعد أن عرفتها حق المعرفة ،و تواردت عليها التجربة بعد التجربة ،فأيقنت ما أنتَ عليه ،و أيّ مهلكِ رميتَ نفسك به , فحاول أن تبصرَ بعض النور خارج هذا البيت المظلم ،و ارحل ببصركَ مع ضوء الضحى ، فلعلكَ تستفيق من جرمكَ ،و تعود إلى رشدك ، فأنتَ هالك لا محالة ، فأنقذ نفسكَ قبل أن تُلقى في نار تكتوي فيها حتى الثمالة !!.
هشام 2006