رندة غازي ، فتاة عربية في عمر الزهور، استطاعت بحسها ان تظهر الام الشعب الفلسطيني للقارئ الغربي . كما استطاعت ان تفند كل الدعايات الاسرائيلية ، و طمسهم للواقع. حيث الّفت كتابا بعنوان (فلسطين.. أحلام بين جبهتين)، كتاب تسعى من خلاله الى هز مشاعر القراء عموماً والشباب منهم خصوصاً كي لا يظهروا غير مبالين بالصراع العربي الاسرائيلي. ولقد ولد قرار تأليف هذا الكتاب بعد مشاهدة جريمة قتل الصغير الفلسطيني «ابراهيم» على يد جندي اسرائيلي. ولقد اثار الموضوع اهتماما بالغا الى درجة انه بيع من الكتاب في ايطاليا وحدها اكثر من 15 الف نسخة حتى الآن . وقد ترجم الكتاب الى الالمانية و الفرنسية . كما سينتشر الكتاب في اسبانيا باللغتين الكتالونية والاسبانية معاً.
أحدثت مشاهد مقتل ابراهيم ووالده بطلقات جنود اسرائيليين انقلاباً في العالم. وقررت رندة غازي كتابة روايتها يوم شاهدتها. وتحولت هذه الفتاة الفلسطينية على الرغم من حداثة سنها الذي لم يتجاوز الـ 16 عاماً، الى احدى الحالات الواعدة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.
وأربكت النظرة الثابتة وردودها القاطعة وسائل الاعلام الغربية و الاوروبية التي بدت متبلدة بأسئلتها. وامام الصحافيين الذين اخذوا عليها عدم فعل الشيء نفسه مع ضحايا وأسموه بـ «الارهاب الفلسطيني»، حافظت رندة على رباطة جأشها قائلة: لم اكتب كتابا من اجل محاكمة اليهود، وانما من اجل محاولة الفهم. فأنا اعرف انه مع عملي هذا لن يصل السلام، لكن من الممكن ان يكون احد الطرق لبلوغه لانه يقدم معلومات حول شيء يجهله الكثيرون. وبخاصة الشباب...
وتعترف المؤلفة ـ التي تبدو انضج بكثير من عمرها ـ بأن مؤلفها ما هو الا «كتاب عاطفي»، وتريد به «محاربة برودة الناس من ابناء جيلي. ذلك انه بعد الحادي عشر من سبتمبر، لا يتحدث الشباب كثيرا عن ما يحدث في النزاعات بين العالم العربي والغربي لانه يبدو لهم انه شيء من الماضي. واذا كانت رندة غازي تريد شيئا ما فذلك الشيء هو «ايقاظ مشاعر الرحمة».
هكذا استطاعت هذه الصغيرة العملاقة ان توصل القضية الفلسطينية الى الفرد الغربي بعد ان عجز رجال (الاعلام العربي) و كتّاب العرب (الكبار) ، الذين كان همهم الجري وراء مدح الحكّام و تلميع صفحة الطواغيت امام العالم. حتى ان بعض وسائل الاعلام العربية من ( صحف ، و اذاعات ، و محطات فضائية) صارت تمجد الاعمال (الخيرية) التي يقمن بها زوجات الرؤساء و زوجات الملوك و الامراء...فهذا يصف هذه بـ(السيدة الفاضلة) و (سيدة......الاولى) و الاخر...
و لم يفكروا عن كيفية ابلاغ الطرف الآخر بقضية العرب و المسلمين العادلة.
اما انا فأقف اجلالا و احتراما لرندة غازي ، التي استطاعت ان تفعل ما عجز عنه بعض هؤلاء الحكّام الطواغيت ، و الكتّاب الاقزام.