يصحو في الصباح أو قبل الظهيرة أو بعدها، المهم انه يصحو، يطقطق ظهره يمرّغ اصابعه في كمّ قميصهِ وربما يغسل وجهه أو قد لا يغسل.
يشعل عود كبريتٍ أو (ولاعة)، يدخنُ قبل الأكل أو بعده، يأتي المساء كيفما يأتي وهو يحاول بكلّ حماقة أن ينهي يومه بالعمل أو التسكع في الأسواق أو بالحديث عن هذا وتلك أو بالرد على كل من يكتب في المنتدى الذي لا يهمه سوى أن يرد على كل من تمتلك تاء تأنيث ساكنه أو حتى متحركة، ينتهي النهار، ينظر في ساعته الحاقدة عليهِ، توهمه بأن حان الوقت.
يذهب لشراء علبة مشروب روحي " قليل أو كثير الكحول" لا يهم ، وفي الطريق يرى فتاة تمشي وبيدها كيس من البلاستك.
يُعتقد أنه ممتلئ بالسكر، شعرها داكن وهي في الطرف الآخر من الشارع، ينتقل إلى الجزيرة الوسطية بين الشارعين، يتفحصها ، وهي تمشي دون أن تلتفت إليهِ " تلتفت أو لا تلتفت " لا يهم أيضاً، يرى سيارة شرطة، ويعود من حيث أتى.
إلى رصيفهِ المكسور وفي قلبهِ المغمور بالحزن على ما فقدهُ من حبّ على الرصيف الآخر، آهاتٌ وعقله يحلق بهِ عالياً مع الحب والليل في شعرها الداكن، والسكر الذي يُعتقد أنها تحملهُ في كيسها البلاستك.
يعود عشرة خطواتٍ بالضبط ، يقف ويتذكر أنه لم يرى وجهها، يرى سيارة الشرطة يلتفت مرة أخرى، يقول في نفسه انه لا داعي من ان يشاهد جمالها لأنه سوف يرتكب جريمة إذا لم يلحق بها ويتزوجها أو يخطفها على (جحش) لا يملكه في مدينة تعج بالاغنياء .
يكمل طريقهُ إلى البيت، يدخل دون أن يضع احترامه جانباً، يصرخ على كل من يراه، يتذكر أنه لم يشتري مشروبه الروحي، يبدأ في سبّ حظهِ ويخشى من التفكير بالعودة مرة أخرى كي لا تراه سيارة الشرطة تلك، يفكر في الفتاة صاحبة الكيس البلاستيكي ، يمسك ورقة وقلماً ويبدأ بالكتابة.
باختصار، هو أتفه مَن قد تقابله في حياتك اليومية، وأكثر مَن يرد عليهِ الأعضاء في المنتديات، بالرغم من انه اتعس من يكتب وأضلّ مَن يحمل قلماً.