خلف مقود السيارة جلست بهدوء، يدها تعبث بأزرار الهاتف، نظراتها تبحث في الفراغ عن هو الجالس بجوارها، يبعد الفراغ بينهما برغم قربه منها ،بكلمات فرنسية تجيب بين الحين والحين على مكالمة هاتفية، تنهيها بطقطقة من أصابعها النحيلة في الفراغ ،يرمقها بنظرات متفحصة، تبتسم له، يقبلها سرا في خياله تبادله القبلة سرا ،تهديه رائحة عطر من قميص اشتراه لها أخر ،يمسك بطرفه بين يده ،يعبث به، يتنفس رائحة العطر، يتذكر ذلك الأخر، يسألها بهمس :متى سيأتي؟
تجيب بذات الهمس، غدا .
يفزعه ردها، وتفزعها ملامح الغضب المرتسمة على وجهه،تكمل همسها وسيرحل ليلا..
يسألها:هل..
تقاطع سؤاله بالقول: اتفقنا قبلا أنه جزء من حياتي، وأنت حياتي الباقية
يمسك بيدها يطبع قبلة عليها ويقول:أريد أن أكون كل حياتك.
تجيبه بصوت حزين، لن تستطيع ذلك، فكل يوم سيكون هناك أخر ،وسيكون عليك أن تتجاوز وجود ذلك الأخر في حياتي.
ابتسم بالقول:وماذا ترينني فاعل..فلا املك غير تجاوزهم، بيقين أن في قلبك واحد وهو أنا .
تبسمت بالرد ،وفي قلبك واحدة وهي أنا ..