أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: احتدام الجذوتين (ديوان شعر من ليبيا)

  1. #1
    الصورة الرمزية صلاح الغزال شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : 222لل
    العمر : 60
    المشاركات : 46
    المواضيع : 15
    الردود : 46
    المعدل اليومي : 0.01

    Post احتدام الجذوتين (ديوان شعر من ليبيا)

    صلاح الدين الغزال
    احتدام الجذوتين

    مجموعة شعرية



    الإهـداء

    إلى سفيان الزُّوَيِّ ... أُهديك اليوم ثمرة إجهـــاد الأمس وكلِّي أمـلٌ أنْ أرى من خِـلالـك ازدهــار الغد …
    ودمت لخالك

    صلاح الديـن
    1/1/2005م



    قراءة أوليّة:
    في هذه النّصوص يوجد شاعرٌ تغص ذاكرته بروائع التّراث وهذا مكسبٌ عظيمٌ وحضورٌ لشاعرٍ آخر أو سيطرته على مقاليد النّص ضرورة ـ كذلك رائحة فطاحل الشّعر العربي من القدامى حيث يلاحظ بوضوح زخم المفردات التّراثية وأيضا الإيقاع ـ لكن هذه المفردات بدأت تأخذ دلالات جديدة منذ العصر الأموي ـ وتم التخلص منها في ثورة الشعر في العصر العباسي على يد الحسن بن هانئ وأصحابه ـ وأخذت القصيدة تتشذب وترتقي وتبتعد عن مفردات الأعراب وهي وإن عادت للظهور مرة أخرى في القرون اللاحقة إلاّ أنها لم تنج من إهمال معاصريها ـ وعندما جاء عصر النهضة بالإيجاز ـ كان أول الخاسرين البارودي مثلاً ـ ولذلك كانت نصيحة بشّار جيدة عبر الأجيال ـ وتتلخص في النّسيان ـ وهو ما يعادل في عصرنا اختمار الأشياء وتفاعلها مع روح العصر وتطور الأدب. إنّ الشعر مخلوقٌ متطور والخصوصية ضرورة أنها البديل عن المحاكاة والقفز المحكم إلى الرؤيا الجديدة.
    والقارئ الجيد يجد هذه الدّعوة لدى قدامى فطاحل النّقد، وفي قصيدة ابن الشهيد لبدر شاكر السياب نجد الدراما المعاصرة تولد بمفردات منتقاة ونجدها لدى صلاح عبد الصبور في نص (شنق زهران) وفي مسرحية الحلاج الشعرية وفي الشعر الأوربي والآسيوي نجدها لدى إقبال وطاغور وكاسنتزاكيس وبريخت وهي أوضح ما تكون لدى عمر الخيام ـ أن اللغة جزء من النص ـ اللغة تخلق الصورة كما هو في الرسم ـ نحن بصدد علم جديد ـ يعني بالأبعاد الخاصة بتجانس الحروف لتنسيق ألوانها وظلالها ورائحتها لتجد طريقها لعالم الذات من ناحية وعالم الحواس من ناحية وعالم العقل الذي لم يعد مفرداً في المخلوق العاقل الواحد ـ هذا فضلا عن الصّدى الذي أصبح يشكّل عنصراً مهماً بين الفنان والمتلقي.
    إنّ معاناة الشّاعر المبدع شرسةٌ لا مع العالم فقط ـ بل مع المخزون ومع المتغيرات ولذلك تمت الاستعانة بالميثولوجيا كلغةٍ أُخرى ـ وبقراءةٍ بسيطةٍ لخليل حاوي نجد هذه الحقيقة بوضوح هكذا:
    (يعبرون الجسر في الصبح خفافاً)
    (أضلعـي امتدت لهم جسراً وطيد)
    السّياب نفسه نلمس لديه تطوراً حذِراً فالرّجل قرأ تطوّر الشّعر الإنجليزي ووقف طويلاً عند فرجينا وولف ولجأ إلى الإسقاط والتّوظيف من الأساطير العالمية ـ أساطير كلّ الحضارات وما قبل الحضارات المدوّنة ـ وهكذا نجد أنّ مهمّة الشّعر صعبةٌ وقد اكتشف الرّوائيون ذلك فلجأوا إلى لغة الشّعر ومخزون الشّعر والفن التّشكيلي ـ وكان على شاعر معاصر مثل نزار قباني أنْ يرسم بالكلمة بل وينحت ـ والقصائد الّتي لديّ ذات قيمةٍ عظيمة ـ لأنها جاءت من قلب التّراث وهي ستأخذ كالنّهر مجراها الجديد أي إلى خصوصيةٍ بحتةٍ والشّاعر مُطَالبٌ بأنْ يرفع السّقف إلى أعلى ـ وليس أفقياً ـ لقد انتهت المرحلة الأكاديميّة ومازالت هناك فضاءاتٌ يجب أن تطرقَ وهذه ليست نصائحَ بل هي أبجديات الإبداع تحاشياً للتّكديس وهو ما حدث لأمير الشّعراء ـ لقد أشرت إلى قراءة مبادئ العلوم وتاريخ الحضارات والسّيسيولوجيا فهناك يقبع الإبداع كجزئياتٍ على الشّاعر أن يكون منها فسيفساءه المنشودة.

    علي الفزاني
    شاعر وكاتب ليبي
    يناير 2000م

    كلمة عابرة
    أودُّ أن أُوضح أن ما كتبه الشّاعر علي الفزاني _ بخصوص ما عرضته عليه من أعمال ـ ليس بمقدمة ولكنّه مجرد قراءة أوليّة حول بعض النّصوص الّتي اطّلع عليها الشّاعر قبل رحيله بفترةٍ وجيزةٍ وإنّني إذ أنشرها هنا فغرضي من ذلك الاعتراف بالجميل لهذا الرجل الّذي لم يبخل على الشّباب في مدينته بنغازي بالعون والتّشجيع حتّى وفاته تاركاً في قلوبنا جرحاً لم يندمل حتّى الآن شاكرين له حسن تعاونه معنا، كما أقدّم جزيل الشّكر إلى كلّ من قدّم العون لي حتّى قيض لعملي المتواضع أنْ يرى النّور، متمنياً أنْ أكون خفيف الظّل على القارئ الكريم الّذي إن كنت قد عجزت أن أقدّم له شيئا جيداً يستحق اقتطاع جزءٍ ثمينٍ من وقته فإن عذري الوحيد أنّني لم أقدّم له سوى ما كتبته بدم قلبي ولم أحاول غشّه بالنّظم الزّائف وأنّ كلّ حرفٍ فيه هو سليل بركانٍ تفجّر داخلي أحاسيس ومشاعر كتبتني ولم أكتبها.
    * * *
    ((فَلَمَّا قَضَى مُوسَى اَلأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ءَانَسَ مِن جَانِبِ اِلطُّورِ نَاراً. قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُواْ إِنِّيَ ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِّىَ ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ))



    حَائِطُ الشَّجَـا
    مَالَتْ تُمَزِّقُ فَـوْقَ النَّعْـشِ أَكْفَـانِي
    مِنْ فَرْطِ مَا اقْتَرَفَ الآسِي بِجُثْمَـانِي
    تَرْجُو انْبِعَاثِي وَمَا لِي غَيْرُ حُرْقَتِهَـا
    نَفْسِي وَقَدْ أَوْعَـدَ الإِلْحَـادُ أَدْيَـانِي
    أَجَبْتُ ثَوْبُ الأَسَى فِي المَهْـدِ جلَّلَنِي
    والسَّيْرُ بَيْنَ ثَنَـايَا الجَمْـرِ أَضْنَانِي
    جُرِّعْتُ كَأْسَ الشَّجَـا مِمَّنْ أُنَادِمُهُمْ
    وَالنَّحْتُ عِنْدَ جِـدارِ اللَحْـدِ أَدْمَانِي
    طَـرَقْتُ أَبْوَابَ مَنْ عَـاثُوا بِنَسْمَتِنَا
    وَخُضْتُ حَرْباً ضَرُوساً دُونَ فُرْسَانِ
    فَمَا وَجَدْتُ لِنَيْـلِ الثَّـأْرِ خَاصِـرَةً
    تُزِيحُ عَنْ كَاهِلِي المَنْهُـوكِ أَحْزَانِي
    سَـوَاحِلُ الضَّيْـمِ أَدْنَتْنِي مَرَافِؤُهَـا
    وَاسْتَقْبَحَ الرَّسْفُ فِي الأَغْلاَلِ إِذْعَانِي
    أَنَا الأَبِـيُّ سَلِيـلُ المَجْـدِ آلَمَنِـي
    فُقْدَانُ حَتْفِـي وَمَكْثُ الرُّوحِ أَشْقَانِي
    أَرَى الحَيَـاةَ بِلاَ مَعْنَىً مُـذِ انْفَرَطَتْ
    قُيُـودُ عَزْلِي وَسَيرُ الجَـلْدِ أَقْصَانِي
    أَرَقْـتُ جَفْنِـي عَلَى دَمْـعٍ أُلاَزِمُـهُ
    قَدْ ظَنَّهُ النَّـاسُ بَحْراً دُونَ شُطْـآنِ
    وَخُضْتُ حَرْبـاً عَلَى طَيْـفٍ أُنَازِعُهُ
    نَبْذَ الهَـوَانِ وَلَكِـنْ حَـالَ إِيمَـانِي
    عَنْ وَضْـعِ حَـدٍّ لِعَيْـشٍ بِتُّ أَمْقُتُهُ
    وَزَجْرِ ضَيْمٍ ثَـوَى يَمْتَاحُ أَشْجَـانِي
    أَبْدَيْتُ جُرْحِـي إِلَى الآسِـي أُسَائِلُهُ
    مِنْ فَرْطِ غَيْظِي لِمَ التَّمْثِيلُ بِالفَـانِي
    أَنَا الشَّقِـيُّ رَدِيفُ النَّـزْفِ أَرَّقَنِـي
    زَمُّ العِنَانِ وَعُسْرُ الحَـالِ أَعْيَـانِي
    أَرَدْتُ ثَلْـمَ وَمِيـضٍ لِلنَّفَــاذِ بِـهِ
    فَالْتَاعَ زَنْدِي وَسَيْفُ الوَيْـلِ أَرْدَانِي
    فَصَارَ جِسْمِي عَدِيمَ الحِسِّ وَانْدَلَعَتْ
    نِيرَانُ شَجْوِي وَمَجَّ الدَّمْـعُ أَجْفَانِي
    حَتَّى انْتَهَيْـتُ بِلاَ حَتْـفٍ وَمَزَّقَنِـي
    يَأْسِي وَفَوْقَ جَحِـيمِ المَوْتِ أَحْيَانِي

    بنغازي 13/8/2002م
    نشرت بصحيفة الحقائق/لندن

    أَقْتَاتُ حُزْنِي
    رَأَبْتُ صَدْعِي وَخُضْتُ الغَيْمَ وَامْتَنَعَتْ
    مِنْ بَعْـدِ لَـوْكٍ عَلَـى هِنْـدٍ بَقَايَايَا
    أَيْقُونَةُ الغَـدْرِ مِنْ كَفَّـيَّ مَا انْتُزِعَتْ
    وَالنَّبْلُ ما أَخْطَأَتْ فِي الأَيْـكِ مَرْمَايَا
    مَاذَا يُرِيدُ الأُلَـى بِالأَمْـسِ قَدْ رَفَعُوا
    لِوَاءَ خِـزْيٍ وَأَضْنَوْا ضَـرْعَ مَنْفَايَا
    نَفْسِي وَقَدْ أُجْهِدَتْ مِمَّا ابْتَـلاَنِي بِهِ
    تَقْتِـيرُ مِيكَـالَ أَمْ نَوْحِـي وَشَكْوَايَا
    لَكَمْ رَثَيْتُ لِحَـالِي بَعْـدَمَا اجْتَـرَأَتْ
    رِيَـاحُ دَايَاتِهِـمْ عَنْ نَبْـشِ مَثْوَايَا
    فَأَخْرَجُونِـي رُفَـاتاً دُونَمَـا كَفَـنٍ
    وَقَـدْ نُهِيـتُ وَمَـلَّ الذُّعْـرُ مَرْآيَا
    عَنِ البُكَـاءِ وَإِنِّـي وَقْتَهَـا حَنِـقٌ
    أُحْصِي جِرَاحِي وَصَارَ الحُزْنُ مَأْوَايَا
    مَنْ يَلْتَقِينِي يَـرَى نَفْسـاً مُحَطَّمَـةً
    قَدْ سَامَهَا الضَّيْـمُ خَسْفـاً قَبْلَ لُقْيَايَا
    يَـرَى فُـؤَاداً كَئِيبــاً شَاقَـهُ أَرَقٌ
    وَقَـدْ تَحَلَّـى بِغَيْـرِ الحَمْـدِ مَسْرَايَا
    تِلْكُمْ مَآسِـيَّ لَوْ مِنْ غَيْظِهَا انْتَفَضَتْ
    لَـزَالَ مِـنْ وَيْلِهَـا الآنَــامُ إِلاَّيَا
    أَنَا الصَّبُـورُ وَقَلْبِي لَمْ يَكُـنْ فَزِعـاً
    مِمَّـا أَرَتْـهُ مِـنَ الأَهْـوَالِ عَيْنَايَا
    تَحْـتَ السِّيَـاطِ بِلاَ جِلْـدٍ أَفُـرُّ بِـهِ
    أَقْتَـاتُ حُزْنِي وَمَوْتِي مِثْـلُ مَحْيَايَا
    فَمَنْ سِـوَايَ يَلُـوكُ الصَّخْـرَ دَيْدَنُهُ
    حَشْدُ المَآسِي وَلَيْـلُ الخَوْفِ مَرْفَايَا

    بنغازي 31/5/2000م
    نشرت بجريدة الزمان/لندن

    احْتِدَامُ الجَذْوَتَيْن
    وَتَحَسَّسَتْ كَفِّي الْجِرَاحْ
    يَا لَلغُؤُورْ !!
    أَكُلُّ هَذَا فِيّ
    وَمَازِلْتُ ..
    كَمَا قَدْ كَانَ
    يَعْهَدُنِي الجَمِيعْ
    الصَّبْرُ أَفْيُونِي
    كَأَنِّي لِلجَزِيرَةِ
    خِدْنُ مَرْوَانٍ
    وَهَذَا الحُزْنُ جَيْشُ
    الهَاشِمِيِّينَ البَوَاسِلْ
    وَهُنَاكَ زَابٌ
    غَيْرُ هَاتِيكَ
    الَّتِي كَانَتْ
    وَلَكِنْ لاَ تَزَالْ
    مَعَارِكِي تَحْتَاجُنِي
    وَأَنَا السَّبِيلُ ..
    لِمِلْءِ هَذَا السَّأْمِ
    بِالوَقْتِ المُطَارَدْ
    فَأَتِيهُ فِي جُرْحِي
    وَأَسْتَلْقِي عَلَى تَرَحِي
    مَعَ السَّكَرَاتِ
    مُرْتَشِفـاً ..
    جَوَى الأَشْجَانْ
    .. وَفَوْقَ ذُرَاهُ أَبْنِي
    خَيْمَةَ الأَحْزَانْ
    مَأْسُوفـاً عَلَيَّ
    وَجِدَّ آسٍ
    ثُمَّ أَرْهَنُ ..
    عِنْدَ ضِيقِ الوَقْتِ
    قَبْلَ مُرُورِهِ
    سَرْجِي وَمِحْبَرَتِي
    وَحَقْلَ الأُمْنِيَاتْ
    فَهَلْ سَيَغُضُّ
    عَنِّي الطَّرْفَ ثَانِيَةً
    بُعَيْدَ السَّبْرِ لِلأَغْوَارْ
    .. أَخْشَى عَلَى أَهْلِي
    وَنَبْشَ قُبُورِهِمْ بَعْدَ الهَزِيمَهْ
    أَخْشَى عَلَى الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ
    حَمْلَهُمْ مَا لاَ يُطَاقْ
    أَخْشَى عَلَى نَخْلِ العِرَاقْ
    أَخْشَى عَلَى حُلُمِي ..
    بِلَمِّ الشَّمْلِ
    إنْ مَرَّتْ لِوَأْدِ النَّوْمِ
    عِنْدَ تَسَدُّلِ الأَجْفَانِ
    عَنْ عَيْنَيْهِ ..
    مُفْزِعَةً لِغَفْوَتِهِ
    بِكَابُوسِ الشِّقَاقْ
    أَخْشَى عَلَى بَلَلِ الجِدَارْ
    أَخْشَى عَلَى مَخْدَعِنَا العَرَبِيِّ
    مِنْ زَحْفِ التَّـتَارْ
    إِذْ لَمْ يَعُدْ قُطُزٌ هُنَالِكَ
    يَشْرَئِبُّ إِلَى الشِّجَارْ
    وَلِمَ التَّزَحْلُقُ
    حَيْثُ لاَ ثَلْجَ سَيَصْمُدُ
    رَغْمَ قُرْبِ الخَافِقَيْنْ
    شِتَاؤُنَا الصَّيْفِيُّ
    أَرْهَقَهُ الخَرِيفْ
    وَلاَ رَبِيعَ فِي الجِوَارْ
    الزَّهْرُ لَمْ نَشْتَمَّهُ
    إلاَّ لَدَى الشُّعَرَاءِ
    فِي نَزْفِ القَصَائِدْ
    حَيْثُ لاَ الآسُ ..
    وَلاَ النَّيْلُوفَرُ الوَسْنَانْ
    قَدْ عَبِقَا ..
    بِبُسْتَانِ ابْنِ زَيْدُونٍ
    وَلاَ وَلاَّدَةَ اليَوْمَ
    بِأَنْدَلُسِ الطَّوَائِفْ
    سَوْفَ تُذْكِي بِالتَّبَارِيحِ
    سِرَاجَ الشِّعْرْ
    إِذْ قَدْ صُودِرَتْ ..
    عِنْدَ احْتِدَامِ الجَذْوَتَيْنْ
    كُلَّ القَوَافِي
    وَتَنَاثَرَتْ فَوْقَ البُحُورِ
    بِحُجَّةِ الإِقْوَاءْ
    شُطْآنُ تَفْعِيلاَتِهَا
    الغُرُّ الفَرَائِدْ
    قَبْلَ انْبِلاَجِ ..
    الشَّمْسِ بِالأَوْزَانْ
    فَانْتَحَرَتْ عَلَى الأَسْتَارِ
    عِنْدَ الكَعْبَةِ
    مِمَّـا رَأَتْهُ
    مُلْصَقَاتُ العَرَبِ السَّبْعُ
    كَمَا افْتُرِشَتْ ..
    لِكَيْ يَعْبُرَ هُولاَكُو
    ضِفَافَ النَّهْرِ صَاغِرَةً
    وَنُكِّسَتِ المَحَابِرُ
    مِثْلَمَا الرَّايَاتِ ثَانِيَةً
    وَدُنِّسَتِ المَنَادِيلُ
    الَّتِي تَحْوِي
    عَلَى جَنَبَاتِهَا الغَرَّاءْ
    .. دِمَاءُ بَكَارَةِ النَّخَوَاتْ
    عِنْدَ سُجُوفِ سُوقِ عُكَاظْ
    وَفَوْقَ خِزَازَ هَائِمَةً
    إِلَى المَشْجَى بِلاَ قَائِدْ
    مِنَ الحَنَقِ
    عَلَى أَعْقَابِهَا ذُلاًّ
    وَحُوِّرَتِ الرُّؤَى غَبْنـاً
    وَلَمْ تَأَلُ ..
    وَمُزِّقَتِ القَصَائِدْ

    بنغازي 12/2/2001م
    نشرت بجريدة الزمان/لندن

    رَحِيلُ رَجَاء
    لَقَدِ اسْتَرَحْتِ ..
    يَا ابْنَةَ العُرْبِ
    المَيَامِينِ الأَشَاوِسْ
    مِنْ مُعَانَاةِ السِّنِينْ
    نِمْتِ فَنَامَتْ مُهْجَةٌ
    بَيْنَ بَقَايَاكِ دَفِينَهْ
    لَمْ تَذْرِفِي دَمْعَ الطُّفُولَةِ
    فِي أَزِقَّتِنَا الحَزِينَهْ
    بَكَتِ الأَرَامِلُ وَالعَذَارَى وَالإِمَاءْ
    حُزْنـاً لِمَوْتِكِ يَا رَجَاءْ
    نُودِيتِ لَبَّيْتِ النِّدَاءْ
    وَدُونَ ذَنْبٍ أَوْ خَطِيئَهْ
    لَمْ تَأْثَمِي
    لَمْ تَرْتَجِي خُبْزاً ..
    مُسَجَّىً بِالدَّمِ
    تَتَسَاءَلِينَ لِمَ المَجِيءُ ..
    إِلَى الحَيَاةْ
    وَهَلْ أَتِيتُ لِكَيْ أَمُوتْ
    قُولُوا لأُمِّي كَفْكِفِي
    عَنْكِ الدُّمُوعْ
    فَقَدِ اسْتَرَحْتُ مِنَ العَنَاءْ
    وَلاَ أُرِيدُ مِنَ العُرُوبَةِ
    غَيْرَ شِبْرٍ أَوْ ذِرَاعْ
    آوِي إِلَى أَحْضَانِهِ
    خَوْفَ التَّيَتُّمِ وَالضَّيَاعْ
    وَحَفْنَتِينِ مِنَ التُّرَابْ
    أَبَتِ الْحَبِيبْ
    وَأَنْتِ يَا أُمِّي الحَبِيبَهْ
    أَخَوَيَّ مَا جَدْوَى البَقَاءْ
    وَطَنِي الَّذِي أَحْبَبْتُهُ
    سَيُذِيقُنِي كَأْسَ الشَّقَاءْ
    فَلَوْ بَقِيتُ فَسَوْفَ أَسْمَعُ
    قَبْلَ إِسْدَالِ الزَّوَالْ
    صَوْتَ الرَّصَاصِ
    وَهْوَ يَحْصُدُ ..
    فِي المَيَادِينِ الرِّجَالْ
    وَخَرِيرَ أَنْهَارِ الدِّمَاءْ
    يَنْثَالُ كَالطُّوفَانِ ..
    يَجْرِفُ لِلَّظَى جُلَّ البُيُوتْ
    أَطْفَالُ يَعْرُبَ يَسْتَغِيثُونَ
    اللِئَامَ بِدُونِ قُوتْ
    وَالأُمَّهَاتْ !!!
    جَفَّتْ يَنَابِيعُ المَحَبَّةِ
    لَمْ يَظَلَّ سِوَى المَغِيرْ
    يَصْرُخْنَ مُعْتَصِمـاً
    بِلاَ جَدْوَى
    فَمَا لَبَّى النِّدَاءْ
    قَدْ شَدَّ أَشْنَاسُ
    مَعَ الفَجْرِ وَثَاقَهْ
    وَلَسَوْفَ يَبْنِي مَا تَحَطَّمَ
    أَمْسِ إِبَّانَ غَزَاتِهْ
    وَالأُمَّهَاتْ !!!
    وَقَدْ نَعَاهُنَّ النَّعِيبْ
    شُقَّتْ حَنَاجِرُهُنَّ تَصْرُخُ
    وَالخَلِيفَةُ لاَ يُجِيبْ
    وَفِي صَحَارِي يَعْرُبٍ
    لَمْ تُبْصِرِ الزَّرْقَاءُ
    عَنْ قُرْبٍ وَلَمْ تَسْمَعْ
    سِوَى الصَّمْتِ المُرِيبْ
    نَامَ الرِّجَالُ وَهُنَّ يَسْهَرْنَ ..
    انْتِظَاراً لِلرِّجَالْ
    صَارَتْ فَلِسْطِينُ القَرِيبَةُ
    مِنْ مَآقِينَا .. بَعِيدَهْ
    بُهْتَانُهُمْ مِنْ بَعْدِ غَزَّةَ
    فِي الخَلِيلِ تَفَيَّـؤُوهْ
    وَرَمَوْا كُؤُوسَ خُمُورِهِمْ
    فَوْقَ الجَلِيلْ
    (مِنْ كُلِّ حَدْبٍ يَنْسِلُونْ)
    أُمَمٌ وَهَيْئَاتٌ (وَفِيتُو)
    يَتَسَاءَلُ الأَطْفَالُ
    يَا آبَاءَنَا مَاذَا جَنَيْتُمْ
    أَوْدَعْتُمُونَا بَذْرَةً
    مِنْ دُونِ مَاءْ !!!
    أَلاَ انْتَهَيْتُمْ
    يَا لَيْتَهُ العُقْمُ الَّذِي
    مِنْهُ نَفَرْتُمْ يَلْتَقِيكُمْ
    إِنِّي سَأَرْحَلُ ..
    عَنْ رُبَى وَطَنِي الحَبِيبْ
    فَارْفَعُوا عَنِّي أَكُفَّكَمُ الأَثِيمَهْ
    وَلَسَوْفَ أَغْفُو فِي ثَرَاهْ
    مِنْ قَبْلِ أَنْ تُجْتَثَّ ..
    مِنْ جَسَدِي المَشِيمَهْ
    مَاتَتْ رَجَاءْ
    وَمَاتَ مَا تَرْجُو الجُمُوعْ
    وَدُمُوعُنَا انْهَمَرَتْ لِتَبْكِيهَا
    وَمَا جَدْوَى البُكَاءَ
    يَا أَنْتِ يَا أَحْلَى صَغِيرَهْ
    يَا قَطْرَةً مِنْ دَمِ أُخْتِي
    لِمَ ارْتَحَلْتِ بِلاَ وَدَاعٍ
    يَا غَرِيرَهْ ؟
    لَمْ تَمْكُثِي فَوْقَ ثَرَانَا
    غَيْرَ سَاعَاتٍ قَصِيرَهْ
    مُتِّ فَمَاتَ رَجَاؤُنَا
    إِذْ مُتِّ يَا أَبْهَى رَجَاءْ
    يَا دَمْعَةً حَرَّى تَلاَشَى
    مِنْ مَآقِينَا الضِّيَاءْ
    وَضَمَّكِ القَبْرُ الكَئِيبْ
    أَفَلاَ يَضُمُّ الخَانِعِينَ
    السَّاجِدِينَ بِلاَ إِلَهْ !!
    العَازِفِينَ عَنِ الحَيَاهْ !!
    المُسْدِلِينَ عَلَى مَآقِيهِمْ سِتَارا !!
    عَنْهُمْ رَحَلْتِ
    وَنَحْنُ ضَمَّخَنَا الشَّنَارْ
    الكَأْسُ مُتْرَعَةٌ سُقِينَاهَا
    فَأَثْمَلَنَا صَدَاهَا
    أَنْتِ اسْتَرَحْتِ ..
    وَنَحْنُ بَعْدُ
    سَنَحْتَسِيهَا لِلثَّمَالَهْ
    مَكَثَ الجَمِيعُ سِوَاكِ أَنْتِ
    فَأَنْتِ قَرَّرْتِ الرَّحِيلْ
    وَحَزَمْتِ بِالحُزْنِ الحَقَائِبْ
    دَمْعـاً ذَرَفْنَاهُ سَخِيّـاً
    مِنْ مَآقِينَا العِجَافْ
    أَوَتَتْرُكِينَا لِلضَّيَاعِ وَتَذْهَبِينْ !!
    وَلاَ يَزَالُ هُنَاكَ
    فِي سَهْلِ الأَنِينْ
    أَتْرَابُكِ ..
    رَغْمَ الأَسَى
    بِبَقَائِهِمْ مُتَشَبِّثِينْ
    شُقَّتْ حَنَاجِرُهُمْ
    وَهُمْ يَسْتَصْرِخُونَ الغَابِرِينْ
    مُعْتَصِمَاهُ قُمْ أَغِثْنَا
    آهِ وَا مُعْتَصِمَـاهْ
    قَدْ شَدَّ أَشْنَاسُ
    مَعَ الْفَجْرِ وَثَاقَهْ
    وَرَاحَتَا إِيتَاخِ وَالأَفْشِينِ
    أَسْدَلَتَا رِوَاقَهْ
    وَبَابُكُ الْخَرَمِيُّ دَاسَتْ
    خَيْلُهُ كُلَّ الدِّيَارْ
    مَنَعُوا جَمِيعُهُمُ الرَّبِيعَ
    غَدَاةَ حَلَّوْا الازْدِهَارَ
    ظَلَّوْا وَظَلَّتْ مُزْدَكِيَّتُهُ
    عَلَى مَضَضٍ شِعَارا
    وَأَتَى الحَمَامُ حَامِلاً
    نَبَأَ الهَزِيمَهْ
    فَارْفَعُوا عَنِّي
    أَكُفَّكُمُ الأَثِيمَهْ
    إِنِّي سَأرْحَلُ عَنْكُمُ
    وَبِلاَ وَدَاعٍ أَوْ دُمُوعْ
    إِلَى ظَلاَمٍ دَامِسٍ
    فِي القَبْرِ مِنْ غَيْرِ شُمُوعْ
    وَسَوْفَ أَرْجُو ..
    أَنْ أَكُونَ مَعَ السِّنِينْ
    مِسْكـاً بِأَرْضِكُمُ يَفُوحُ
    بِالمَحَبَّةِ وَالحَنِينْ

    بنغازي 0/0/1996م
    نشرت بصحيفة الحقائق/لندن

  2. #2
    الصورة الرمزية صلاح الغزال شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : 222لل
    العمر : 60
    المشاركات : 46
    المواضيع : 15
    الردود : 46
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    لَظَى غَيْظِي
    سِنُو عُمْرِي تَدَاعَتْ بِاعْتِزَالِي
    حَيَاتَكُـمُ لِكَيْ أَشْقَـى وَحِيدا
    أُقَاسِـي أَنَّـةً أَدْمَـتْ فُؤَادِي
    وَأَرْتَشِفُ الجَوَى هَمّـاً جَدِيدا
    لَقَـدْ جُشِّمْتُ أَهْوَالاً ضِخَامـاً
    وَأَوْدَعْتُ الشَّجَـا جَفْنِي وَلِيدا
    جَنَـاحِي عِنْدَمَا أَفْرَدْتُ مَالَتْ
    بِـيَ الدُّنِيَـا وَأَلْقَتْنِـي بَعِيدا
    أَنَا لَمْ أَكْتُـبِ التَّـارِيخَ عَنِّي
    وَلَمْ أُظْهِرْ خُنُوعـاً أَوْ سُجُودا
    أَنَا وَالشِّعْـرُ أَمْشَاجـاً وُلِدْنَا
    وَأُرْضِعْنَـا وَئِيدَيْـنِ الصَّدِيدا
    بَنَانِي وَاليَـرَاعُ وَصَوْتُ نَايِي
    عَلَى مَضَضٍ تَبَادَلْنَـا القُيُودا
    دُرُوبِي أُقْفِرَتْ وَالضَّيْمُ أَضْنَى
    فُـؤَاداً مَا بَـدَا يَوْمـاً سَعِيدا
    لَقَدْ نُكِئَتْ جِرَاحِـي يَوْمَ بُنْتُمْ
    وَرَغْمَ النَّزْفِ أَبْدَيْتُ الصُّمُودا
    لَعَلِّي بِالْهَوَى لَوْ بُحْتُ يَوْماً
    حَظَيْتُ بِمَوْئِـلٍ يُثْرِي القَصِيدا
    إِذِ ارْتَحَلتْ وَلَمْ تَتْرُكْ بَصِيصاً
    نُؤَمَّلُـهُ وَلَـمْ تُخْـلِفْ عُهُودا
    وَإِنِّي مُنْـذُ أَنْ عَنِّي تَنَـاءَتْ
    لَظَـى غَيْظِـي أُجَرَّعُهُ قَعِيدا
    يُقَاسِمُنِي الأَسَى جَوْراً مَنَالِي
    وَلِلنِّيـرَانِ يَقْذِفُنِـي وَقُـودا
    كَأَنِّي نُـدْبُ سَيْـفٍ لَـمْ يُثَلَّمْ
    وَإِنْ بِالقَـرْعِ قَدْ فَـلَّ الحَدِيدا

    بنغازي 5/1/2001م
    نشرت بصحيفة الحقائق/لندن

    وَجِيبُ اللَوْذ
    وَكَأَنَّنِي ظِلٌّ ثَقِيلْ
    دَاسَنِي نَعْلُ التَّوَاكُلِ
    قَبْلَ أَنْ أُولَدَ مَهْمُومـاً
    وَمَنْهُوكَ العَوِيلْ
    تُهْتُ عَنِ الدَّرْبِ
    الَّذِي لَنْ أُدْرِكَهْ
    .. وَآلَمَنِي افْتِقَادُ المَوْتْ
    فَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ
    أَلْقَتْ بِكَاهِلِهَا
    عَلَى ظَهْرِي الأَسَى الأَيَّامْ
    وَلَكِنَّي وَرَغْمَ تَبَاعُدِ ..
    الأَمْوَاتِ ..
    مِنِّي
    قَبْلَ إِرْسَالِي ..
    سَفِيراً غَيْرَ مَرْغُوبٍ
    بِهِ يَوْمـاً إِلَى الأَحْيَاءْ
    قَدْ جَذَّ السُّدَى أَمَدِي
    .. وَلَيْسَ هُنَاكَ غَيْرُ الفَاقَةِ
    وَالفَجُّ مَحْظُورٌ
    عَلَى المُتَلَحِّفِينَ
    كَدَأْبِ أَمْثَالِي
    بِثَوْبِ الفَقْرْ
    مُحْدَوْدَبـاً ..
    مِنْ غَيْرِ رَاحِلَةٍ
    وَدَرْبِي نَحْوَ بَيْتِ اللهِ
    يَرْجُونِي لِكَيْ ..
    لاَ آلُوِ الجُهْدَ ..
    السَّنَدْ
    .. وَلَسْتُ بِسَابِحٍ بَارِعْ
    وَأَخْشَى نَكْبَةَ الإِدْلاَجْ
    وَغَدْرَ مُهَوِّلاَتِ البَحْرْ
    وَنَبْضُ الطَّقْسِ يَا أُمِّي
    كَمَا قَدْ قَالَ
    عَرَّافُ اليَمَامَةِ
    إنَّهُ مِثْلِي تَمَامـاً
    تَحْتَ نَعْلِ الصِّفْرْ
    وَلَسْتُ بِصَانِعٍ مَاهِرْ
    كَنُوحٍ وَالمَسَامِيرُ اكْتَوَتْ
    بِتَصَحُّـرٍ قَاحِلْ
    وَتَأْبَى أَنْ تُطِيعَ ..
    أَوَامِرِي الأَيَّامْ
    وَلَيْسَ بِحَوْزَتِي
    سَرْجٌ وَلاَ هَوْدَجْ
    أُهَدْهِدُهُ عَلَى ضَامِرْ
    وَنَاقَةُ جَارَتِي دَخَلَتْ
    إِلَى المَحْظُورِ غَافِلَةً
    فَجَالَ هُنَاكَ فِي الأَعْمَاقِ
    سَهْمُ الغَدْرِ تِلْوَ السَّهْمْ
    وَرَاحِلَتِي حِذَائِي المُهْتَرِئْ
    .. وَالجَوْرَبُ المَخْرُومُ بِالإِبْهَامْ
    مُتَمَنِّيـاً أَنْ يَنْشُدَ الحَادِي
    وَتَقْذِفُنَا الأَهَازِيجُ مَعـاً
    مِنْ دُونِ قَافِلَةٍ هُنَاكْ
    فَنَطُوفُ فِي المُقْبِلِ
    حَوْلَ الكَعْبَةِ
    وَنَجُولُ فِي المُدْبِرِ
    سَبْعـاً أُخْرَيَاتْ
    دُونَمَا كَلَلٍ
    لَعَلِّي يَحْتَوِينِي ..
    عِنْدَ بَابِ اللهِ
    إِنْ نُودِيتُ يَا أُمِّي
    رِدَاءُ الاِغْتِفَارْ
    .. وَلَكِنْ لاَ سَبِيلَ
    يَشْرَئِبُّ لِكُلِّ ذَاكْ
    فَأَزْوِدَتِي ..
    شَظَافُ العَيْشِ
    بِالإِمْلاَقِ أَقْفَرَهَا
    وَزَاوِيَتِي الَّتِي بِالشِّعْرِ
    مُخْتَالاً أُحَبِّرُهَا
    غَدَتْ كُمّـاً ..
    يَجُوسُ بِهِ التَّـنَاصْ
    لِذَلِكَ مَلَّنِي القُرَّاءْ
    وَاسْتَهْجَنِّيَ الغَاوُونْ
    وَمَا عَادَتْ رِيَاحُ الصَّحْوِ
    تَغْزُلُ بُرْدَةَ الأَنْوَاءْ
    لِيَسْتَشْرِي وَجِيبُ اللَوْذْ
    إِلَى رُزْنَامَتِي .. أَرِقـاً
    وَحِيداً مُحْبَطَ العَزْمِ
    عَنِينـاً ..
    أَمْتَطِي وَجَمِي
    مُدَلَّهَهُ
    سَفِيرَ الغَوْثِ
    جَوَّابَ العَنَاءْ
    لَقَدْ رَحَلَتْ وَمَا وَدَّعْتُهَا
    واشْتَطَّ فِي السَّفْحِ الجَوَادْ
    .. مُتَحَسِّسـاً جُرْحـاً
    تُنَاوِشُهُ ..
    السُّوَيْعَاتُ الشِّدَادْ
    وَاسْتَأْتُ إِذْ حَالَ السِّيَاجْ
    وَلَمْ يَعُدْ مِنْ دُونِكِ
    يَا أُمُّ يُثْمِلُنِي
    سِوَى هَذَا الشَّجَنْ
    مِنْ نَبْعِ ثَدْيِّ الحُزْنِ
    مَمْزُوجـاً بِمِلْعَقَةِ المِحَنْ
    وَأَنَا الفَتَى المَوْعُودُ
    غَبْنـاً بِالنَّحِيبْ
    أَحْفِرُ فِي ذَاكِرَتِي
    بِمَعَاوِلِ الزَّمَنِ الرَّهِيبْ
    لأَرَى طُفُولَتِيَ الكَئِيبَهْ
    يَا حَسْرَتِي ذَهَبَتْ
    وَمَا قَبَّلْتُ كَفَّيْهَا
    وَقَدْ حَالَ اللِجَامْ
    خَبَبٌ عَجُولْ
    لِحَوَافِرِ الخَيْلِ الكَسُولَهْ
    وَغِنَاءُ حَادِي الافْتِرَاقْ
    قَدْ جَرَّنِي مِمَّا أُلاَقِيهِ
    لِفُرْنِ الاِحْتِرَاقْ
    بِلاَ اضْطِرَامْ
    سَأَسِيرُ ..
    فِي دَرْبِ الجُنُونْ
    وَإِنْ نَأَى حَتَّى السَّوَاءْ
    وَمِنْ وَرَاءِ ..
    الحُجُبِ الشَّفَّـافَةِ
    رَغْمَ الأَسَى أَلْمَحُهَـا
    وَالنَّاسُ كُلُّهُمُ لِمَا أُبْدِي
    مِنَ اللَوْعَةِ عِنْدَ الفُرْقَةِ
    يَتَهَامَسُونْ
    .. وَحَتَّى فِي عُبَابِ البَحْرْ
    عَصَايَ عِنْدَمَا أَلْقَيْتُ
    يَا أُمَّاهُ خَانَتْنِي
    وَأَخْشَى زَحْمَةَ الفُرَّارِ
    خَوْفَ المَوْتِ عِنْدَ الكَرّ
    وَلَسْتُ بِرَبِّ أَغْنَامٍ
    أَهُشُّ بِهَا عَلَيْهَا
    وَحَالَ اليَمُّ دُونَ الفَرّ
    وَكَفِّي مِنْ بَيَاضِ الجَيْبِ
    إِذْ أَخْرَجْتُهَا ..
    غَسَقـاً يُجَلِّلُهُ السَّوَادْ
    وَلَيْسَ هُنَاكَ مِنْ بُدٍّ
    لإِدْرَاكِ النَّجَاةْ
    فَأَوْجَسْتُ المَخَاوِفَ ..
    فِي وُجُوهِ القَوْمْ
    وَلاَحَ الغَدْرُ مِنْ أَلْحَاظِهِمْ
    لَمَّا التَقَى الجَمْعَانْ
    وَانْبَجَسَتْ لِتَغْمُرَنِي ..
    بِحَارُ الدَّمّ
    وَلَيْسَ بِحَوْزَتِي زَوْرَقْ
    وَأَحْلاَمِي طَوَتْهَا ..
    سَاعَةَ الإِغْرَاقْ
    بُعَيْدَ الدَّحْرِ وَالإِحْرَاقْ
    فِي أَعْقَابِ نَزْعِ الحَادِثَاتْ
    وَتَمْزِيقِي وَزَجْرِي
    صَافِنَاتُ الهَمّ
    وَأَيُّ مَآرِبَ اليَوْمَ
    كَمَا مُوسَى تُلَبِّي
    يَا عَصَايَ لِي
    رَجُوتُ ..
    لِقَلْبِ هَذَا الكَوْنْ
    أَنَّي كُنْتُ قَيْسِيّـاً
    أُزِيحُ مَوَاكِبَ التَّارِيخِ
    وَالتَّأْرِيقِ عَنْ سَاحِي
    وَأَمْسَحُ دُونَمَا أَجْثُو
    أَنِينِي قَبْلَ إِخْضَاعِي
    لَعَلِّي عِنْدَهَا أُقْصِي
    جِرَاحَاتِي ..
    الَّتِي اجْتَاحَتْ مَلاَذِي
    قَبْلَ تَدْوِينِي
    شَهِيدَ الوَاجِبِ المُخْتَلّ
    ثُمَّ يَتُمُّ يَا أُمَّاهْ
    عَلَى الأَلْغَامِ تَأْبِينِي
    كَغَيْرِي فِي ثَرَى الشُّعَرَاءْ
    .. فَأَعُودُ فِي بُرْدَيَّ ثَانِيَةً
    قَبْلَ الأُلَى سَبَقُوا لِيَرْثُونِي
    مِنْ عَالَمِ الأَرْجَاسِ مُنْتَزِعـاً
    وَالنَّعْشُ فِي أَثَرِي
    لِيُثْنِيَنِي
    بِالسَّيْفِ قَبْراً
    دُونَ شَاهِدَةٍ
    قَهْـراً ..
    وَفَوْقَ رُفَاتِ الصَّبْرِ
    أَبْكِينِـي
    بنغازي 16/2/2001م
    نشرت بصحيفة العرب/لندن

    لَدَى لَيْلَى
    قَلْبِي وَعَقْـلِي لَدَى لَيْـلَى أَسِيرَانِ
    وَالمَوْتُ وَالعَيْشُ بَعْدَ البَيْنِ صِنْوَانِ
    قَدْ أَدْبَرَ اللَيْـلُ وَالأَحْـزَانُ تَغْمُرُنِي
    وَالصُّبْـحُ فِـي تَرَحٍ آتٍ فَأَشْجَانِي
    مَا خِلْتُهُ أَبَـداً قَلْبِـي يَهِيـمُ بِهَـا
    حَتَّى يُوَارِي الثَّرَى وَالقَبْـرُ جُثْمَانِي
    أَحْبَبْتُهَـا حُبَّ قَيْـسٍ قَدْ يَنُـوءُ بِهِ
    هَذَا النُّحُـولُ وَدَمْعِـي شَاهِـدٌ ثَانِ
    مَا مِثْلُهَـا وَلَدَتْ حَـوَّاءُ أَوْ سَمِعَتْ
    فَوْقَ البَسَيطَـةِ مِنْ قَـاصٍ وَلاَ دَانِ
    كَصَوْتِهَـا أُذُنِي إِذْ عِنْدَمَـا نَطَقَـتْ
    قَدْ خِلْتُهَـا مَلَكـاً فِي ثَـوْبِ إِنْسَانِ
    مِنْ بَعْدِمَا رَحَلَتْ مَلَّ الكَـرَى هُدُبِي
    وَزَلْزَلَ الْبَوْحُ فِي الأَعْمَـاقِ كِتْمَانِي
    مَا عَـادَ يُطْرِبُنِي لَحْـنٌ وَلاَ هَـدَأَتْ
    نَفْسِي وَلاَ خَمَدَتْ فِي الصَّدْرِ نِيرَانِي
    أَسْتَنْجِدُ الصَّبْـرَ عَلَّ الصَّبْرَ يَمْنَحُنِي
    بَعْضَ السُّلُـوِّ فَمَا لاَقَيْـتُ أَعْيَـانِي
    قَدْ كِدْتُ أَزْهَـقُ عِنْدَ البَيْنِ مِنْ كَمَدٍ
    وَكَلَّ مِنْ أَسَـفٍ صَبْـرِي وَسُلْوَانِي
    وَلاَمَنِـي سَفَهـاً قَوْمِـي إِذِ انْتَحَبَتْ
    يَوْمَ النَّـوَى مُقْلَتِي وَالذَّرْفُ أَعْمَانِي
    وَلاَ قَمِيـصَ سَيُلْقِيهِ البَشِـيرُ غَـداً
    مِنْ بَعْدِ يَأْسٍ فَيُجْلِـي بَعْضَ أَحْزَانِي
    أَمَّا الَّذِينَ هَوَوْا قَبْلِـي فَقَدْ عَلِمُـوا
    أَنِّي بِهَـا كَلِـفٌ وَالوَجْـدُ أَضْنَانِي
    لاَنُـوا لِعِلْمِهِمُ حَـالِي وَقَدْ هَمَسُـوا
    مِمَّا أُقَاسِي وَشَـوْقِي طَـيُّ وِجْدَانِي
    ذَاكَ المُعَنَّى بِهَـا مِنْ فَرْطِ لَوْعَتِـهِ
    أَضْحَى كَـأَنَّ بِـهِ مَسَّـاً مِنَ الجَانِ

    بنغازي 7/5/1998م
    نشرت بجريدة الحرية/تونس

    لَدَى نَجْلاَء
    إِلَـى الجَحِيـمِ فِدَاكُـمْ كُـلُّ نَاكِثَـةٍ
    لِلعَهْـدِ عُـذْراً أَيَا نَجْـلاَءُ فَابْتَعِدِي
    عَنِّي فَوَاللهِ لَمْ يَصْـدُرْ بِكُـمْ وَلَهـاً
    مِنْ بَعْدِ غَدْرِكُـمُ شِعْـرِي وَلَمْ يَرِدِ
    لَقَدْ نَسِيـتُمْ وَكَانَ القُبْـحُ شِيمَتَكُـمْ
    أَنَّ الجَمَالَ جَمَـالُ الرُّوحِ لاَ الجَسَدِ
    كَمْ مِنْ نَجِيبٍ جَلَبْتُـمْ دُونَمَا رَسَـنٍ
    فِي غَفْلَـةٍ مِنْهُ مَسْلُوبـاً بِـلاَ رَشَدِ
    وَعَـادَ وَهْوَ كَلِيـمُ النَّفْسِ مُكْتَئِبـاً
    يَجُـرُّ أَقْدَامَـهُ الحَيْرَى بِـلاَ جَـلَدِ
    مَهْمَا انْتَعَلْتُـمْ فَمَا كَانَـتْ أَنَامِلُكُـمْ
    سِوَى بَرَاثِـنِ عَنْقَـاءٍ عَلَـى وَتَـدِ
    أَوْ أَنْصُـلٍ ذَاتِ حَـدٍّ فَاتِـكٍ عَبَرَتْ
    ظُلْماً عَلَى جَدَثِي وَاسْتَأْصَلَتْ خَلَدِي
    وَجِئْتُ أَسْعَـى بِنَحْسٍ لاَ يُفَارِقُنِـي
    إِلَى حِمَاكُمْ وَبُؤْسِي مُمْسِكـاً بِيَدِي
    فَلَمْ أُلاَقِ سِـوَى هُدْبٍ عَلَى حَـدَقٍ
    تَسِيـرُ بِاللُجَّـةِ الظَّلْمَـاءِ فِي رَمَدِ
    وَلَمْ أُوَافِ سِـوَى زَيْـفٍ وَمُعْضِلَتِي
    أَنِّـي أُصَـدِّقُ حُمْقـاً كُـلَّ ذِي إِدَدِ
    يَا رَبَّةَ البَيْتِ لَوْ تَدْرِي الرَّبَـابُ بِنَا
    لأَغْرَقَتْنَـا بِزَيْـتِ الخَـلِّ فِـي كَمَدِ
    مَا كُنْتِ يَوْمـاً فَتَـاتِي غَيْـرَ أَنَّ لَنَا
    عَقْـلاً بِهِ خَبَـلٌ يَهْفُـو إِلَـى الوَلَدِ
    إِنَّ الثَّـرَاءَ سَيَأْتِي رَغْمَ مَنْ قَفَلُـوا
    كُوَى ارْتِزَاقِي وَأَوْدَوْا بِالسُّدَى أَمَدِي
    وَرَغْمَ عُسْرِي فَحُلْمِـي لَنْ تُكَبِّلَـهُ
    هَذِي الجَنَـازِيرُ يَا نَجْـلاَءُ فَاتَّئِدِي
    لِتَسْمَعِينِـي قُبَيْـلَ العَادِيَـاتِ غَـداً
    ضَبْحـاً لِتَجْتَـثَّ آلاَمِــي وَلِلأَبَـدِ
    إِنِّـي ذَكَرْتُكِ يَا نَجْـلاَءُ لَيْسَ هَوَىً
    بَلِ امْتِعَاضـاً لِمَـا لاَقَيْـتُ مِنْ كَبَدِ
    وَرَغْمَ بُؤْسِـي فَلِي نَفْسٌ بِهَا أَنَـفٌ
    لَوْ شِئْتِ مِثْلِي بِهَذَا الكَوْنِ لَنْ تَجِدِي

    بنغازي 26/9/2004م
    نشرت بجريدة الحقائق/لندن

    اسْتِغَاثَةُ اليَمَامَة
    لِثَأْرِكَ يَا كُلَيْـبُ لَقْـدْ نَهَضْنَـا
    وَخُضْنَـا الأَرْبَعِيـنَ وَلَـمْ نُبَالِ
    وَهَـذَا اليَـوْمَ دُرَّتُنَــا قَتِيـلٌ
    وَلَـمْ أَلْمَـحْ أَبَا لَيْـلَى قِبَـالِي
    لَقَدْ بَاءَ الصَّغِـيرُ وَمَا جَزِعْنَـا
    بِشِسْعِ النَّعَـلِ مِنْ بَيْنِ الرِّجَالِ
    وَلَمْ نَقْرَعْ لأَجْلِ الحَـرْبِ طَبْـلاً
    وَأَسْلَسْنَـا القِيَـادَ إِلَى المَوَالِي
    وَصِرْنَا وَالخَنَـا فَرَسِي رِهَـانٍ
    نَهَابُ المَـوْتَ مِنْ قَبْـلِ النِّزَالِ
    غَدَا جَسَّـاسُ سَيِّدَنَـا جَمِيعـاً
    وَحَالَ الخَوْفُ عَنْ خَوْضِ القِتَالِ
    فَزِعْنَـا وَالسَّنَــابِكُ تَعْتَلِينَـا
    إِلَى القَلَـمِ المُذَهَّـبِ لاَ النِّبَـالِ
    تَمَرَّغْنَـا تُرَابَ الخِـزْيِ دَهْراً
    وَأَشْعَـبُ أَمَّنَـا عِنْـدَ النَّـوَالِ
    نَعُبُّ الخَـوْفَ مِنْ بَعْدِ اعْتِدَادٍ
    بِمِـلْءِ أَكُفِّنَـا تَحْـتَ النِّعَـالِ
    وَنِلْنَـا بِالسُّيُـوفِ وَقَدْ تَدَاعَتْ
    عَلَـى الأَغْمَـادِ دَرْبـاً لِلزَّوَالِ
    فَسُحْقـاً لِلمَـلاَذِ أَدَاةَ حَـرْبٍ
    وَبُورِكَتِ الحِجَارَةُ فِي الوِصَالِ
    صَرَخْنَاكَ المُهَلْهِـلُ قُـمْ أَغِثْنَا
    فَقَتْلُ صَغِـيرِنَا (بِالشِّسْعِ غَالِ)
    وَدَعْ عَنْـكَ انْفِعَـالاَتِي وَسَلْنِي
    عَنِ الحَـقِّ المُضَيَّـعِ بِالجِدَالِ
    يَضِيقُ الجِـلْدُ بِي مِمَّا أُلاَقِـي
    وَأَفْقَدَنِي صَدَى الصَّمْتِ احْتِمَالِي
    فَبَابُ الفَجْرِ لاَ بِالطَّـرْقِ يُرْجَى
    وَلَكِـنْ دُونَـهُ شَبَـقُ اللَيَـالِي
    وَهَذِي القُدْسُ تَصْرُخُكُمْ جَمِيعاً
    وَمَسْجِدُهَا المُزَرْكَـشُ بِالنِّصَالِ
    لَقَدْ أَضْحَى الحِمَى نَهْباً مُضَاعاً
    وَأَحْوَجَنِـي الكَـلاَمُ إِلَى الفِعَالِ
    يَمُـوتُ صِغَـارُنَا غَدْراً وَتَبْقَى
    غِمَـارُ الحَـرْبِ جَامِدَةً حِيَالِي
    أَتَرْضَوْنَ الحَضِيضَ اليَوْمَ نُزْلاً
    بُعَيْـدَ بُلُوغِكُمْ قِمَـمِ الجِبَـالِ
    دِمَاءُ كُلَيْبِكُـمْ ضَـاعَتْ هَبَـاءً
    وَحَيُّكُـمُ مِـنَ الأَبْطَـالِ خَـالِ
    وَلَكِنْ قَدْ يَكُـونُ هُنَـاكَ حَمْـلٌ
    بِأَحْشَـاءِ الجَلِيـلَةِ فِي اكْتِمَالِ
    سَيَنْهَضُ رَغْمَ رَيْنِ الخَوْفِ فِينَا
    وَيَكْشِفُ خَوْرَ أَصْحَابِ المَعَالِي
    فَلاَ يُبْقِي لَدَى الأَسْبَـاطِ كَيْـلاً
    وَيَمْسَحُ دَمْـعَ رَبَّـاتِ الحِجَالِ

    بنغازي 29/12/2000م
    نشرت بجريدة الصباح/فلسطين
    وصحيفة القاهرة/مصر

    أَشْجَانُ قَلْبِـي
    دَعِي القَلْبَ يَنْفُضُ عَنْهُ الغُبَارَ
    فَلَنْ يَنْشُدَ الوُدَّ رَغْمَ انْدِحَارِهْ
    بِرَغْمِ السُّهَادْ
    بِرَغْمِ الأَسَى وَافْتِرَاشِ القَتَادْ
    بِرَغْمِ مُرُورِ اللَيَالِي الشِّدَادْ
    سَأُبْعِدُ عَنْ كَاهِلِي ..
    عِبْءَ هَذَا الشَّجَنْ
    وَإِنْ حَاوَلَ الدَّمْعُ مِنِّي انْهِمَارا
    سَأَفْقَأُ عَيْنَيَّ قَبْلَ انْحِدَارَهْ
    وَلَنْ أَنْثَنِي
    أَدُوسُ عَلَى القَلْبِ حَتَّى يَئِنْ
    وَلَنْ أَنْحَنِي
    فَمَا كُنْتِ أَوَّلَ إِنْسَيَّةٍ
    قَدْ سَرَتْ فِي دَمِي
    فَقَبْلَكِ يَا قُرَّةَ العَيْنِ
    قَاسَى كَثِيرا
    وَلَكِنَّ مِثْلَكِ لَمْ تَكْتَنِفْهُ
    وَلاَ أَرَّقَتْهُ لَيَالٍ طَوِيلَهْ
    لِمَاذَا ؟
    لأَنَّ دِيَارَكِ لَيْسَتْ دِيَارِي
    وَسُورُ العَقِيدَةِ سَدٌّ مَنِيعٌ
    يَحُولُ ..
    إِذَا مَا اشْتَهَيْتُ التَّلاَقِي
    لِذَلِكَ أَصْبَحْتُ فِي نَاظِرَيْكِ ..
    عَدُوّاً يُنَاوِئْ
    لَقَدْ صَادَرُوا ..
    الشَّمْسَ قَبْلَ الشُّرُوقْ
    وَحَتَّى السَّحَابَ الكَثِيفَ انْدَثَرْ
    تَسَاءَلْتُ أَيْنَ أَرِيجُ الزُّهُورْ ؟
    وَأَيْنَ الضِّيَاءُ وَأَيْنَ الأَمَلْ ؟
    وَأَيْنَ صُدَاحُ البَلاَبِلِ فِي الأُفْقِ ؟
    بَلْ أَيْنَ حَتَّى حَفِيفُ الشَّجَرْ ؟
    إِذَا مَا عَبَسْتِ ..
    يَسُوءُ السَّمَرْ
    وَأَشْعُرُ أَنَّ الدُّرُوبَ الرِّحَابْ
    مِنَ الضِّيقِ بَزَّتْ ثُقُوبَ الإِبَرْ
    وَأَنَّ المِيَاهَ العِذَابَ النَّقِيَّهْ
    صَارَتْ أُجَاجـاً
    كَأَنِّي حَيَاتِي الَّذِي قَدْ جَنَيْتُ
    وَأَنْتِ الضَّحِيَّهْ
    رُوَيْداً سَأَسْلُو وَلَوْ بَعْدَ حِينْ
    بِرَغْمِ السِّهَامِ الَّتِي تَقْذِفِينْ
    لِتُصْبِحَ ..
    أَشْجَانُ قَلْبِي الحَزِينْ
    مَعَ الصَّبْرِ ذِكْرَى
    وَيُصْبِحَ ..
    كُلُّ الَّذِي قِيلَ عَنْكِ
    مِنَ الشِّعْرِ
    رَغْمَ التَّفَاعِيلِ
    نَظْماً مَقِيتاً وَنَثْرا

    بنغازي 18/7/2000م

  3. #3
    الصورة الرمزية صلاح الغزال شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : 222لل
    العمر : 60
    المشاركات : 46
    المواضيع : 15
    الردود : 46
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    حُلْمُ أُمَّـة
    هَلاَّ انْتَفَضْتِ كَمَا قَدْ كُنْتِ فِي القِـدَمِ
    أَمَا مَلَلْـتِ مِـنَ الأَغْـلاَلِ وَاللُجُـمِ
    إِنَّ الأُلَى غَدَرُوا بِالأَمْـسِ قَدْ قُـبِرُوا
    وَأَصْبَحَ الصُّبْـحُ بَعْدَ النَّزْفِ وَالأَلَـمِ
    قَدْ نِمْتِ دَهْـراً طَوِيلاً كَـادَ يَجْرِفُنَـا
    سَـيْلُ الطُّغَاةِ إِلَى القِيعَانِ وَالحِمَـمِ
    يَا أُمَّتِي حُلُمِي فِي الصَّحْـوِ مُشْرِقَةً
    حَتَّى أَرَاكِ بِهَذَا العَصْـرِ فِي شَمَـمِ
    أَرَى الحِـدَادَ الَّذِي قَدْ كَـانَ جَلَّلَنَـا
    بِثَوْبِ حُـزْنٍ تَرَدَّى دُونَمَـا وَصَـمِ
    يَا تُحْفَةَ الشَّرْقِ كَمْ غَنَّـتْ حَنَاجِرُنَـا
    أُهْزُوجَةَ النَّصْرِ فَارْتَاعَتْ دُنَى العَجَمِ
    يَا لَلآلِـئِ .. هَـلْ خَيْـطٌ يُنَضِّدُهَـا
    خَـوْفَ التَّشَتُّتِ وَالتَّشْرِيـدِ وَالظُّلَـمِ
    إِنَّ المَقَـادِيرَ قَـدْ مَالَـتْ لِتَرْفَعَنَـا
    مِنْ بَعْدِ إِجْحَافِهَا رَدْحـاً إِلَى القِمَـمِ
    لَكَـمْ تَرَدَّتْ وَكَـمْ مَالَـتْ بِهَامَتِهَـا
    تَرْجُو اللِئَـامَ وَتَشْكُو عُقْدَةَ الصَّمَـمِ
    لاَ البَحْرُ أَفْضَى بِسِرِّ البَوْحِ أَوْ سَلِمَتْ
    مِنْ رِبْقَةِ الأَسْـرِ وَالأَحْدَاقُ لَمْ تَنَـمِ
    فِي لُجَّـةِ الجَهْلِ بِالأَحْقَـادِ تَرْمُقُهَـا
    تَرْجُو انْقِضَاضاً عَلَى الأَخْلاَقِ وَالقِيَمِ
    لَكِنَّهُ الصَّحْـوُ قَدْ جَـاءَتْ بَشَائِـرُهُ
    مِنْ بَعْدِ لأْيٍ مَعَ الإِصْبَـاحِ بِالدِّيَـمِ
    فَابْتَـلَّ مِنْهَا وَكَـادَ الجَـدْبُ يَغْمُرُنَا
    سَهْلُ اليَبَابِ وَأَوْهَتْ قَبْضَةَ السَّقَـمِ
    وَاهْتَزَّتِ العِيـسُ فِي إِقْبَالِهَـا طَرَباً
    وَاجْتَازَتِ البِيدَ رَغْمَ الحَظْـرِ بِالهِمَمِ

    بنغازي 24/9/1999م
    نشرت بصحيفة الوطن/السعودية
    وصحيفة الراية/قطر

    أَسَى السَّـنَوَات
    أَذَاكُمْ آهِ مَا أَقْسَاهْ
    فَمَاذَا تَبْتَغُونْ ؟!
    فُؤَادِي مِنْ دَمٍ خَالٍ
    وَنَبْعِي ظَامِئٌ لِلمَاءْ
    وَصَخْرَتُكُمْ وَقَدْ أَلْقَى
    بِهَا سِيزِيفُ إِعْيَاءً
    سَأَحْمِلُهَـا بَدِيلاً عَنْهْ
    لاَ حَطَّتْ نُسُورُكُمُ
    عَلَى كَبِدِي
    أَغِيثُونِي ..
    فَلاَ أَحْدَاقَ فِي الحَيِّ
    سِوَى أَحْدَاقِ
    ذُؤْبَانِ العَشِيرَةِ
    وَهْيَ تَسْتَعْدِي
    وَتَبْحَثُ عَنْ بَقَايَايَ
    كَأَنَّ مَنَابِتَ الزَّيْتُونِ
    قَدْ عَقِمَتْ
    وَلَمْ تَتْرُكْ ..
    عَلَى صَهْوَاتِهَا أَحَداً
    تُظَلِّلُهُ هُمُومُ الكَوْنْ
    وَالأَحْزَانُ إِلاَّيَ
    أَنَا نَبْعُ الخَطَايَا
    رُبَّمَا قَدْ كَانَ
    إِبْلِيسٌ سَلِيلِي
    .. فَاحْذَرِينِي
    قَبْلَ أَنْ تَتَّقِدِي
    أَيَّتُهَا الرَّقْطَاءُ
    وَلْتُصْغِي مَلِيّـا
    فَأَنَا وَالحُبُّ خِلاَّنِ
    وَأَغْلَى مَا لَدَيَّ
    لَوْ تَقَصَّيْتِ ..
    شُمُوخِي
    كِبْرِيَائِي
    رَايَةُ المَجْدِ
    إِذَا مَا أُلْقِيَتْ ..
    ذَاتَ يَوْمٍ
    فِي الوَغَى خَوْفـاً
    لَشُدَّتْ بِيَدَيَّ
    أَسْهُمُ الذُّلِّ تَكَبَّدْتُ جَنِينـاً
    مِنْكِ مِنْ فِيكِ المُشَاكِسْ
    قَبْلَ مِيلاَدِي
    وَبَعْدَ المَوْتِ لَمْ يَسْلَمْ
    مِنَ النَّبْشِ رُفَاتِي
    قَدْ حَبَاكِ اللهُ سَيْفـاً
    مِنْ لِسَانٍ فِي فَمٍ
    سُمُّهُ يُفْنِي قَبِيلَهْ
    يَكْسِرُ العَظْمَ وَيُجْلِي
    نَسْمَةَ الصُّبْحِ العَلِيلَهْ
    كَمْ عَجِبْنَا ..
    إِذْ أَبَى اللَيْلُ انْتِحَارا
    عِنْدَمَا مَرَّ عَلَى
    بَيْتِكُمُ بَعْدَ الغُرُوبْ
    وَتَسَاءَلْتُ ..
    كَمَا النَّاسِ جَمِيعـاً
    كَيْفَ مِنْ بَعْدِ ..
    تَنَائِيهِ يَؤُوبْ !!
    رُبَّمَا قَدْ ظَنَّكِ مُتِّ ..
    كَمَا مَاتَ سِوَاكْ
    حَيْثُ أَنِّي مِثْلُهُ
    لَمَّا أَعُدْ
    أَيَّتُهَا الرَّقْطَاءُ
    أَسْتَجْدِي لِقَاكْ
    فَارْفَعِي عَنِّي يَدَيْكِ
    وَانْبُذِينِي ..
    كَيْ أَسُدَّ الأُذُنَيْنْ
    قَبْلَ نَبْسٍ مِنْ شِفَاهٍ
    ضَمَّهَا الحِقْدُ الدَّفِينْ
    وَاحْذَرِي ..
    مِنْ وَثْبَةِ التِّنِّينِ
    مِنْ قَلْبِي المُدَمَّى ..
    بِالوَعِيدْ
    آهِ لَوْ يَنْفَكُّ ..
    مِمَّا سَامَنِي
    مِنْكِ إِسَارُهْ
    .. لِيُلْقِيَ مِنْ عَلَى كَتِفِي
    أَسَى السَّنَوَاتْ
    وَيُقْصِيكِ ..
    بَعَيداً دُونَمَا إِشْفَاقْ
    عَنِ البَيْتِ الَّذِي
    لَمْ تَذْكُرِي اللهَ
    عَلَى عَتَبَاتِهِ يَوْمـاً
    مِنَ الأَيَّـامِ
    أَوْ تَرْعَيْ جِوَارَهْ

    بنغازي 16/4/2000م
    نشرت بصحيفة الحقائق/لندن

    رِيحُ الأَرْبَعِين
    مَنْ ذَا بِحَدِّ السَّيْـفِ يُحْيِّ مُهْجَةً
    قَاسَتْ مِنَ الأَهْوَالِ مَا لاَ يُحْصَرُ
    رَبَّـاهُ فَلْتَمْضِ المَنِيَّـةُ بِالأَسَـى
    وَيَكُونُ غَبْنِـي مُبْعَـداً لاَ يُذْكَرُ
    فَاللَيْـلُ وَيْحَ اللَيْـلِ كَمْ نَادَمْتُـهُ
    وَامْتَاحَ دَمْعِي جَـاحِداً لاَ يَشْكُرُ
    لأَفِـيقَ مَذْعُوراً يُنَاوِشُنِي الرَّدَى
    بِرِمَاحِهِ وَالبَغْيُ نَحْـوِي يَخْطُرُ
    ظَنَّ الأُلَى سَـاءُوا بِأَنِّي مِنْهُـمُ
    مَا أَخْطَأَتْ أَلْحَاظُهُمْ إِذْ أَبْصَرُوا
    وَجْهـاً تُؤَرِّقُهُ المَـآسِي شَاحِباً
    وَيَكَـادُ مِمَّا سِيمَ خَسْفـاً يُشْطَرُ
    أَنْصَافَ أَنْصَافٍ وَلاَ يَرْجُو سِوَى
    يَـوْمٍ يَمُـرُّ بِدُونِ غِـلٍّ يُدْبِـرُ
    غَابَ الرِّفَاقُ المُخْلِصُونَ فَلَمْ يَعُدْ
    فِي الحَـيِّ إِلاَّ ذُو لِقَـاءٍ يُضْجِرُ
    إِنْ غُصْتَ فِي أَعْمَاقِهِمْ مُتَـأَمِّلاً
    سَتَرَى قُلُوبـاً أُقْفِرَتْ لاَ تُبْصِرُ
    وَالسُّوءُ قَدْ مَلأَ الدُّرُوبَ فَمُرِّغَتْ
    آنَافُنَــا وَتَلَقَّفَتْنَـا الأَعْصُـرُ
    يَا أَيُّهَا الحُـزْنُ اعْتَزِلْنِي جَانِبـاً
    وَكَفَـاكَ مَـا أَبْدَيْتَ مِمَّا تُضْمِرُ
    أَشْتَـمُّ رِيحَ الأَرْبَعِـينَ وَلَمْ أَجِدْ
    فِي العُمْرِ يَوْمـاً مُفْرِحاً يُسْتَذْكَرُ
    رَبَّاهُ أَنْتَ العَـدْلُ فَامْنَحْ رَحْمَـةً
    وَدَعِ السَّمَاءَ عَلَى قِفَارِي تُمْطِرُ
    أُنْهِكْتُ مِنْ قِبَلِ الزَّمَـانِ كَأَنَّمَـا
    هَوَسَ الضَّغِينَةِ فِي دُجَاهُ يُذْخِرُ
    يَتَسَابَقُ الصَّحْبُ الكِـرَامُ لِمَقْتَلِي
    وَسِيُوفُهُـمْ بِدَمِي المُفَرَّقِ تَقْطُرُ
    لَكِنَّنِـي بِالرَّغْـمِ مِمَّـا نَابَنِـي
    سَيَظَلُّ أَنْفِـي شَامِخـاً لاَ يُدْحَرُ
    وَإِذَا اللَيَالِـي أَفْزَعَـتْ أَلْبَابَنَـا
    وَاسْتَاءَ مِنْ غَدْرِ الرِّفَاقِ الخِنْجَرُ
    لاَ بُدَّ لِلشَّمْسِ الَّتِي حَجَبَ الدُّجَى
    مِنْ نَزْعِ هَاتِيكَ السُّدُولِ وَتَظْهَرُ

    بنغازي 19/12/2000م
    نشرت بجريدة القدس العربي/لندن

    جَمْرُ الجَلِيد
    قَدْ جِئْتُ أَرْسِفُ بِالأَصْفَـادِ يَحْمِلُنِي
    بُؤْسِي وَقَدْ أَوْهَنَ الإِيصَـادُ أَنَّاتِي
    فَلَـمْ أُلاَقِ لَـدَى الإِيمَـاضِ بَارِقَةً
    يَلُوحُ مِنْهَا بَصِيصٌ عِنْـدَ إِنْصَاتِي
    عَلَى النَّحِيبِ بِجُـرْحٍ لَنْ أُضَمِّـدَهُ
    أَوْجَزْتُ بِالنَّزْفِ لِلحَـادِي حِكَايَاتِي
    بَنَيْتُ عَرْشاً مِنَ الأَوْهَامِ مُخْتَرِقـاً
    جَمْرَ الجَلِيـدِ عَلَى أَشْـلاَءِ أَمْوَاتِي
    وَجِزْتُ دَرْباً مَدَاهُ الخَوْفُ مُلْتَحِفـاً
    ثَوْبَ الهُمُومِ عَلَى نَعْشِ المُسَـاوَاةِ
    فَرَرْتُ بِالجِلْدِ لَكِـنْ دُونَ شَـاهِدَةٍ
    مُذْ هَـيَّجَ الزَّجُّ باِلأَحْيَـاءِ آهَـاتِي
    وَصِرْتُ فِيـهِ أَسِيّـاً أَقْتَفِي شَجَنِي
    مُحَطَّمَ النَّفْسِ مِنْ هَـوْلِ المُعَـانَاةِ
    وَنِلْتُ بَعْدَ نَفَـادِ الصَّبْـرِ مُغْتَرِبـاً
    جَوَازَ عُسْرٍ بِهِ جُـبْتُ المَتَـاهَاتِ
    أَضَعْتُ مَأْوَايَ عِنْدَ النَّبْشِ مُهْتَرِئـاً
    وَالجَدْبُ أَوْهَنَ قَبْلَ الدَّفْـنِ أَقْوَاتِي
    فَصِرْتُ أَرْكُضُ بَعْدَ البَعْثِ مُقْتَحِمـاً
    ثَلْـجَ الجَحِيـمِ لإِخْمَـادِ احْتِرَاقَاتِي
    أَنَا الغَرِيقُ بِشِبْـرِ المَـاءِ مُعْتَكِفـاً
    عَلَى المَرَاثِي تَلُوكُ الغَـيْظَ مَأْسَاتِي
    اللَـيْلُ يَعْلَـمُ أَنِّـي ابْـنٌ لِبَجْدَتِـهِ
    خُضْنَـا الدَّهَـالِيزَ مُذْ حَبْوِ البِدايَاتِ
    عَلَى الكَفَـافِ أُقَاسِي دُونَمَا عَمَـلٍ
    أَرْعَى التَّبَطُّـلَ فِي قَفْـرِ المَنَاحَاتِ
    بَحْرَ الأَكَاذِيبِ أَطْوِي لَيْسَ لِي أَمَلٌ
    أُسَامُ خَسْفـاً وَلَمْ يُعْـثَرْ عَلَى ذَاتِي
    أَعُودُ مِنِّي إِلَى الإِرْهَـاقِ مُكْتَئِبـاً
    وَالدَّهْرُ يَعْـدُو وَرَائِي بِالمَشَقَّـاتِ
    أَعِيشُ بِالبَيْـضِ فِي خُـمٍّ أَلُوذُ بِهِ
    بَعْدَ العَـرِينِ وَقَدْ شَاخَتْ دَجَاجَاتِي
    كَدِيكِ جِنٍّ قَبِيحِ الصَّـوْتِ أُفْزِعُهُمْ
    فِي كُلِّ صُبْـحٍ وَمَا أَجْدَتْ نِدَاءَاتِي
    لاَ طِفْـلَ يَهْتِفُ بِـي بَابَا فَيُطْرِبَنِي
    وَلاَ خَلِـيلَ أُنَـادِي فِي المُلِمَّـاتِ
    وَصِرْتُ أَحْيَـا أَسِيرَ النَّحْسِ بَيْنَهُمُ
    لاَ دَمْعَ تَحْبُـو بِـهِ لِلبَـثِّ ثَارَاتِي
    أَشْهَرْتُ سَيْفِي مُغِيراً بَعْدَمَا اكْتَهَلَتْ
    تَحْتِي الجِيَـادُ وَلَمْ تُغْفَرْ إِسَـاءَاتِي
    عِشْرُونَ عَامَاً بِجُبِّ الضَّنْكِ مُنْتَظِراً
    بِأَنْ أُشَيَّعَ فِي إحْـدَى الجَنَـازَاتِ
    كَمْ مِنْ هَجِـينٍ غَزِيرِ الرَّوْثِ أَمَّلَنِي
    عِنْدَ النِّـزَالِ وَلَمْ تُجْـدِ اسْتِغَاثَاتِي
    أَذْوِي وَقَدْ زَفَرَ الدَّيْجُورُ مُمْتَعِضـاً
    مُنْذُ اسْتَلَمْتُمْ مَلَفِّي فِي المَمَـرَّاتِ
    مَا كُنْتُ أَحْسِبُ بِالخِـذْلاَنِ نُصْرَتَهُمْ
    مَنْ بَيَّتُوا النَّكْثَ لِي عِنْدَ المُـلاَقَاةِ
    فَإِنْ نَسِيتُـمْ فِإنِّـي لَـنْ أُذَكِّـرَكُمْ
    تَذْكِيرَ مُنْتَكِسٍ مِـنْ دُونِ رَايَـاتِ
    وَلَـمْ أَلُمْكُـمْ لأَنَّ المَـاءَ مَقْـدِمُهُ
    يُلْغِي التَّيَمُّـمَ رَغْمـاً عَنْ حَمَاقَاتِي
    وَذَاكَ صَوْتِي لَعَـلَّ الأَرْضَ تَرْفَعُهُ
    عَنِّي إِلى اللهِ فِي أَعْلَى السَّمَـاوَاتِ
    إِلَيْكَ أَشْكُو هُطُولَ الجَدْبِ فِي عَدَنٍ
    وَطُولَ نَحْبِي عَلَى بَـابِ المُحَابَـاةِ
    فَجُدْ عَلَـيَّ بِبَعْضِ الغَيْـثِ يَنْشُلُنِي
    مِمَّا أُلاَقِي لَـدَى طَـيِّ المَفَـازَاتِ
    حَتَّى أُزِيلَ فُلُولَ النَّـزْفِ عَنْ بَدَنِي
    مِنْ بعْدِمَا نَكَـأَ الآسِـي جِرَاحَاتِي
    وَمَنْ سِوَاهُ إِذَا مَا اللَـيْلُ دَاهَمَنَـا
    أَرْدَاهُ بِالصُّبْحِ وَاجْتَثَّ الأَسَى العَاتِي
    بنغازي 3/7/2003م
    نشرت بمجلة الصدى/الإمارات

    بُكَائِيَّةُ المَخْذُول
    تَدَاعَتْ سُيُولُ الدَّمْعِ تَحْبُو عَلَى خَـدِّي
    وَخَيْلُ الأَسَى وَالمَقْتِ قَدْ أَزْمَعَتْ رَصْدِي
    وَهَذَا اجْتِيَاحُ العَسْفِ مَا انْفَـكَّ شَاهِراً
    عَلَى اللَحْـظِ أَسْيَافـاً مِنَ الهَمِّ وَالسُّهْدِ
    رَثَيْتُ لِحَـالِي مُـنْذُ أَنْ كُنْـتُ مُضْغَةً
    بِرَحْمِ التَّـلاَشِي أَحْتَسِي حُرْقَـةَ الفَقْدِ
    أَرَى كُلَّ آمَـالِي عَلَى النَّزْفِ أُجْهِضَتْ
    وَلَمْ يَبْقَ غَيْرُ الذَّرْفِ أَلْهُـو بِهِ وَحْدِي
    عَلَى الجَمْرِ مَخْـذُولاً أَسِـيرُ بِفَاقَتِـي
    أَجُوبُ وِهَـادَ الرَّسْفِ مُسْتَسْهِلاً بُعْدِي
    لَجَـأْتُ إِلَـى إِيقَـادِ نَهْجِـي لَعَلَّنِـي
    أُزِيلُ فُلُولَ اليَـأْسِ عَنْ أَوْجُـهِ الحَشْدِ
    وَأَدْلَجْتُ بِالأَصْفَـادِ فِي البِيـدِ وَالِجـاً
    فِجَاجـاً أَذَاقَتْنِـي المَـذلَّةَ فِـي المَهْدِ
    رَدِيفَ المَآسِي بَائِسـاً مُنْهَـكَ القُوَى
    سَفِيرَ المَـرَاثِي مُعْدِمـاً بِـزَّتِي جِلْدِي
    أَضُنُّ بِنَفْسِي أَنْ أُرَى اليَـوْمَ مَانِحـاً
    وَمِيضِي لِمَنْ خَـانَتْ دَمَاثَتُهُـمْ عَهْدِي
    سَبَـانِي لَدَى الإِيصَـادِ غِـلٌّ مُؤَمَّـلاً
    قُبَيْـلَ تَدَاعِيهِ عَلَى الرِّسْـغِ أَنْ يُرْدِي
    وَسَالَتْ دِمَـائِي فَـوْقَ نَعْشِي وَمَلَّنِـي
    مَقَامِي مَعَ الأَحْيَـاءِ مُسْتَصْحِبـاً لَحْدِي
    نَبَشْـتُ رُفَـاتِي دُونَ إِذْنِـي مُجَابِهـاً
    سِيُوفـاً أَرَاقَتْنِـي وَمَا أُغْمِـدَتْ بَعْدِي
    لأَشْقَى كَسِـيرَ النَّفْـسِ أَعْـدُو بِلَوْعَةٍ
    أَثِـيراً لَدَى الإِعْيَـاءِ مُسْتَعْذِبـاً وَأْدِي
    وَمَنَّانِيَ السَّيْـرُ الحَثِيثُ عَلَى الطَّـوَى
    إِلَى أَهْلِنَـا فِي مَـرْوَ إِنْ جِئْتُ بِالشَّهْدِ
    فَعُدْتُ أَسِـيرَ الغَيْـظِ يَصْفَعُنِي النَّـوَى
    بِخُفَّـيْ حُنَـيْنٍ وَاجِمـاً دَامِـيَ الخَـدِّ
    نَحِيبِـي عَلَى نَجْـلَيَّ قَدْ جَـذَّ مُقْلَتِـي
    وَكَمْ حَـاوَلَ الإِدْلاَجُ تَدْلِيسَ مَا أُبْـدِي
    لِهَـذَا قَصِيدِي أَجْهَـدَ الجَفْـنَ ذَارِفـاً
    عَلَى الشَّجْوِ أَنْهَاراً مِنَ الدَّمْعِ لاَ تُجْدِي
    وَلاَ شَيْءَ غَيْرَ المَـوْتِ يَجْتَثُّ مَاجِـداً
    سَبَتْهُ سِيَـاطُ الجَـدْبِ لِلغَيْثِ يَسْتَجْدِي

    بنغازي 13/7/2003م
    نشرت بمجلة الصدى/الإمارات

    أَحْزَانُ قَافِلَتِي
    قَدْ صَارَ قَلْبِي مُحْبَطـاً
    يَذْوِي بِلاَ مَعْنَى
    شَيْءٌ يُؤَرِّقُنِي ..
    وَيَسْتَشْرِي كَمَا النَّارِ
    وَيَقْذِفُنِي اضْطِرَامَا
    سَنَابِلِي العَطْشَى
    يُمَزِّقُهَا الأُوَامْ
    لاَ مَالَ لِي
    لاَ لَيْلَ لِي
    إِلاَّ مَآسِيَّ العِظَامْ
    دَمْعِي تَحَجَّرَ
    بَعْدَمَا رَحَلَ الحَبِيبْ
    وَبَقِيتُ مُنْتَجِعـاً لَظَايْ
    شَمْسِي الَّتِي ..
    كَانَتْ مُرَفَّهَةً
    تَدَاعَتْ
    وَتَسَلَّلَ اللَيْلُ ..
    إِلَى أَقْبِيَتِي
    حَلَّ الصَّقِيعُ بِمَرْفَئِي
    وَتَصَدَّعَ الجَسَدُ النَّحِيلْ
    نَحْنُ الحُفَاةُ المُسْنَتُونْ
    إِلاَمَ نُصْغِي لِلسُّكُونْ
    أَيْنَ المَعَاصِرُ
    كَيْفَ لاَ تَطْفُو
    عَلَى السَّطْحِ الشُّجُونْ
    أَحْزَانُ قَافِلَتِي
    يُجَمِّدُهَا الصَّقِيعْ
    لاَ ضَرْعَ يَحْلِبُهُ ..
    الصِّغَارْ
    لاَ حَلْمَةَ اليَوْمَ تَلُوحُ
    فِي خِضَمِّ الزَّمْهَرِيرْ
    إِلاَّ تَنَسَّمَهَا المَغِيرْ
    نَخِيلُنَا الزَّاهِي
    طَوَاعِيَةً يُكَبِّلُهُ الرُّكُوعْ
    صَدْرِي المُعرَّى لِلرَّصَاصْ
    قَدْ صَارَ كَالغِرْبَالِ
    لَكِنَّ الحَيَاةْ ..
    بِالرَّغْمِ مِمَّا نَابَنِي
    مَا فَارَقَتْ جَسَدِي
    أَسْمُو إِلَى يَوْمٍ جَدِيدْ
    يُزِيلُ آلاَمِي
    وَيُزِيحُ أَحْزَانـاً نَمَتْ ..
    مُنْذُ الصِّبَا
    بِأَصِيصِ أَيَّامِي
    هَمْسِي بِلاَ مَعْنَى
    صَمْتِي بِلاَ مَعْنَى
    لَكِنَّنِي مَازِلْتُ مُنْتَظِراً
    يَوْمـاً يَكُونُ بِهِ
    بَعْدَ انْكِسَارَاتِي
    وَتَحَطُّمِي ..
    مَعْنَى

    بنغازي 21/11/2000م
    نشرت مرتين بجريدة الزمان/لندن

    عَبَاءَةُ الجَمْر
    عِشْرُونَ عَامـاً مَلَفِّي حَامِلاً عَبَثـاً
    أَسْعَـى بِلاَ أَمَـلٍ مِنْ أَجْـلِ تَعْيِينِي
    لاَ زَادَ يَسْنِـدُنِـي مِمَّـا أُكَـابِـدُهُ
    أَطْوِي المَدَى ظَمِئـاً وَالبِيدُ تُقْصِينِي
    مُمَزَّقَ الجِسْمِ مَنْهُوكَ الخُطَى وَجِـلاً
    لاَ إِنْسَ يَسْمَعُنِـي أَوْ ظِـلَّ يَأْوِينِي
    حَتَّى بَلَغْـتُ زَعِيـمَ الجَـانِ مُعْتَقِداً
    أنِّي سَأَبْلُـغُ شَيْطَانـاً مِـنَ الطِّينِ
    وَكَانَ كَالمَوْتِ فِي الجَدْبَاءِ مُلْتَحِفـاً
    عَبَاءَةَ الجَمْرِ مَدْسُوسـاً عَلَى الدِّينِ
    فَأَوْصَدُوا بَابَـهُ دُونِي وَمَا عَلِمُـوا
    أَنِّي عَلَى اللهِ رِزْقِـي وَهْـوَ يَكْفِينِي
    قَدْ هَدَّنِي الجُـوعُ وَالإِنْهَـاكُ لاَئِمَتِي
    وَاسْتَلَّنِي السُّهْـدُ حَتَّى كَـادَ يُرْدِينِي
    لاَ دَخْـلَ يَعْرِفُ لِي بَابـاً فَيَطْـرِقَهُ
    وَلاَ حَلِيـفَ مِـدَادٍ سَـائِدَ الجِـينِ
    جَأَرْتُ خَوْفاً لَدَى الإِزْهَاقِ مُرْتَجِفـاً
    وَمَنْ سِـوَى اللهِ إِنْ نَادَيْتُ يُنْجِينِي
    سَيَّـانَ عِنْدِي حَيَـاةٌ دُونَمَا عَمَـلٍ
    وَالمَـوْتُ فَتْكـاً بِبِـطْءٍ دُونَمَا لِينِ
    ضَرْبٌ مِنَ العَظْمِ قَدْ أَوْهَمْتُ أَعْيَنُهُمْ
    لَمَّا اقْتَفُـوا مَأْتَمِـي شُعْثـاً لِتَأْبِينِي
    قَدْ عِشْـتُ بَيْنَهُمُ لاَ ثَـوْبَ يَسْتُرُنِي
    وَبَعْدَ مَوْتِي أَتَـوْا رَكْضـاً لِتَكْفِينِي
    رَبَّـاهُ أَدْعُـوكَ أَنْ تَجْتَثَّهُـمْ إِرَبـاً
    مَنْ بِالأَسَى سَحَلُوا رُوحِي وَتُحْيِينِي

    بنغازي 19/12/2004م
    نشرت بجريدة الصباح/فلسطين

    الفَلُّوجَة
    أَسِيرُ عَلَى جُثَثِ النَّازِحِينَ
    أَمَامَي الشَّتَاتُ
    وَتَعْدُو وَرَائِي المِحَنْ
    لأَدْفِنَ أَشْلاَءَ ..
    أَبْنَائِيَ المُجْهَضِينْ
    وَمَا أَذِنَ العَسْفُ ..
    لِي بِالعُبُورِ إِلَى الهَاوِيَهْ
    تَلاَشَتْ بَقَايَا الصُّوَرْ
    جَرِيحاً وَأَعْزَلَ
    فِي بَيْتِ رَبِّي
    تَرَاتِيلُ حُزْنِي ..
    تَجُوبُ السَّدِيمْ
    أَمَا مِنْ مُغِيثٍ
    سِوَى ذَلِكَ المُسْتَلِبْ
    سَمِعْتُمْ صَدَى صَيْحَتِي
    فَهَلْ مِنْ مُجِيبْ
    عَلاَمَ أَرَاكُمْ ..
    تَهِيمُونَ فِي الصَّمْتِ
    وَلاَ تُسْعِفُونَ جَرِيحاً
    يُنَازِعُ بَيْنَ الجَثَامِينَ
    حَيْثُ الرَّصَاصُ الوَرِيفْ
    يُخَلِّصُنَا مِنْ بَقَايَا الرَّمَقْ
    بُعَيْدَ التَّحَرُّرِ مِنْ كُلِّ شَيْءْ
    مِنَ المَالِ وَالعِرْضِ
    وَالكِبْرِيَاءْ
    رَأَيْتُمْ بِلاَدِي
    وَقَدْ سَلَبَ المُتْخَمُونَ ..
    مِدَادِي
    وَلَمْ يَتْرِكُوا لِيَ حَتَّى الدُّمُوعْ
    عَلاَمَ البُكَاءُ مَثِيلَ الثَّكَالَى
    تَسَاءَلَ نِمْرُودَهُمْ
    وَأَنَّكَ لاَ تَرْسِمُ الحُبَّ ..
    إِلاَّ بِرِيشَةِ خَوْفِكْ
    وَمِمَّا يَرَاعُكَ مُحْدَوْدَباً
    وَهَلْ أَثْقَلَ القَيْدُ وَالصَّاعِقَاتْ
    قُوَى سَاعِدَيْكَ لَدَى الفَتْكِ
    أَمْ لَمْ يَزَلْ
    عَلِمْنَا بِأَنَّكَ ..
    لاَ تَرْتَجِي لِلعُتَاةِ
    بُعَيْدَ التَّجَرُّدِ
    غَيْرَ الهَلاَكْ
    فَبُؤْ فِي النَّزِيفِ بِِإِثْمِكْ
    فَخَلْفَ العُتَاةِ طَوَاغِيتَ ..
    لَمْ يُولَدُوا بَعْدْ
    سَيَلْتَهِمُونَ رُفَاتَ بَنِيكَ
    وَأَحْفَادَ أَحْفَادِهِمْ بَعْدَهُمْ
    فَبِالأَمْسِ نَعْلَمُ أَنَّكَ
    مُذْ شَاهَدَتْ مُقْلَتَاكَ ..
    جَرِيحاً تُؤَرِّقُهُ الرُّوحُ
    فَمَا مَاتَ فِيهِ سِوَى وَاحِدٍ
    وَمَا حَرَّكَتْ أُمَّةُ الذُّلِّ
    حَتَّى بَقَايَا الحَنَاجِرْ
    وَلاَ أَوْلَمَتْ دُمْيَةً لِلَّهَبْ
    فَأَحْسَسْتَ إِذْ ذَاكَ
    أَنَّ الَّذِي مَاتَ ..
    يَا صَاحِبِي
    هُوَ العُنْفُوَانْ
    وَمَالَتْ بِكَ الأَرْضُ
    وَاسْتَوْقَفَتْكَ المَنَايَا
    تَسَاءَلْتَ فِي النَّازِحِينَ
    لِمَاذَا أَبَاحُوا دَمِي
    وَكَمْ عَدَدُ المُثْخَنِينَ
    الأُلَى أَجْهَزَتْ ..
    لأَجْلِ التَّحَرُّرِ
    فُوهَاتُ ذَاكَ الزَّنَادِ
    عَلَيْهِمْ
    وَحَتَّى مَتَى نَرْتَجِي ..
    فَتْوَةً مِنْ مُهَادِنْ
    يَرَى ذَبْحَنَا ..
    فِي النَّهَارِ حَلاَلا
    وَأَمَّا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ
    تَلَكَّأَ مُسْتَوْقِداً نَارَهُ
    وَقَدْ أَمَّهُ الخَانِعُونَ
    وَمَا ظَنَّ يَوْماً بِأَنَّ
    الضِّيَاءْ
    سَيَجْلِبُهُ الصُّبْحُ
    لِلرَّافِدَيْنْ
    فَلاَ اللَيْلُ بَاقٍ
    وَلاَ ذَا العَنَاءْ
    لِيَنْزَاحَ عَنَّا
    عَذَابُ السِّنِينْ

    بنغازي 17/11/2004م
    نشرت بجريدة الصباح/فلسطين

  4. #4
    الصورة الرمزية صلاح الغزال شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : 222لل
    العمر : 60
    المشاركات : 46
    المواضيع : 15
    الردود : 46
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    عَوْدَةُ الجَوَاد
    عَـادَ الجَـوَادُ وَقَـدْ قَضَى خَيَّـالُهُ
    لِلسَّفْـحِ يَسْبِقُ ظِلَّهُ خَوْفـاً أَسَـاهْ
    وَدِمَـاءُ صَاحِبِـهِ تُغَطِّـي ظَهْـرَهُ
    وَالهُجْنُ تَسْتَعْـدِي المَـوَالِيَ لاِقْتِفَاهْ
    أَيْنَ الفَتَى القَيْسِـيُّ هَلْ مَـاتَ الَّذِي
    قَدْ طَالَمَـا دَكَّـتْ حُصُونـاً سَاعِدَاهْ
    وَتَيَقَّـنَ الجَمْــعُ الغَفِــيرُ بِأَنَّـهُ
    قَدْ فَارَقَتْ بِالنَّـزْفِ مُهْجَتُـهُ الحَيَاهْ
    فَرَجَوْتُ أَنِّي قَدْ قَضَيْـتُ وَلَمْ تَفُـهْ
    بِوَفَاتِهِ يَوْمـاً عَلَى الرُّكْـحِ الشِّفَاهْ
    قَدْ كَانَ كَالأَسَـدِ المُزَمْجِرِ كَاشِحـاً
    كَمْ أَرْعَبَتْ أَنْيَـابُهُ أَعْتَـى الطُّغَـاهْ
    وَازْدَانَ غَيْثِـيُّ الطِّبَـاعِ مُجَازِفـاً
    لَمْ يَلْمَحُـوا أَبَداً وَمِيضـاً مِنْ سَنَاهْ
    بِضْعٌ مِنَ النُّوقِ العِجَـافِ لِمَنْ أَتَى
    بِزَئِيــرِهِ أَوْ شَاهَدَتْــهُ مُقْلَتَـاهْ
    قَطَعُوا المَسَـالِكَ وَالرَّوَابِيَ وَاقْتَفَوْا
    آثَــارَهُ عَبَثـاً فَمَـا أَحَــدٌ رَآهْ
    فَتَرَبَّصَ الأَوْغَـادُ قُـرْبَ عَـرِينِهِ
    لِلسَّمْعِ مُسْتَرِقِـينَ يَخْنُقُهُمْ صَـدَاهْ
    وَافْتَـضَّ جَيْشُهُـمُ شَظَايَـا حَيَّـةً
    فِي السَّبْتِ مَقْرَبَةً وَمَا خَارَتْ قُـوَاهْ
    فَمَضَى إِلَى أَعْلَـى الجِنَـانِ مُخَلَّداً
    فَوَدِدْتُ كُلَّ النَّـاسِ قَدْ مَاتُـوا فِدَاهْ
    هُوَ جَـذْوَةٌ فِـي كُلِّ تَـلٍّ سُعِّـرَتْ
    بِالحِبْـرِ مُمْتَزِجـاً بِسَـيْلٍ مِنْ دِمَاهْ
    يَا أُمَّتِي جُـودِي بِدَمْـعٍ وَانْحُبِـي
    مَوْتَ الَّذِي بِالخَوْفِ لَمْ تُعْرَفْ خُطَاهْ
    قَـدْ كَـانَ نِبْرَاسـاً يُشِـعُّ هِـدَايَةً
    لِمُضَيَّعِي دَرْبـاً عَلَـى أَعْلَـى رُبَاهْ
    يَا لَلعُرُوبَـةِ مَنْ سَيَمْسَـحُ دَمْعَهَـا
    أَمَّـنْ سَيَفْتَـحُ بَعْـدَ هَـذَا الذُّلِ فَاهْ
    مَا كُنْتُ أَحْسِـبُ أَنَّ مَوْتـاً ضَمَّـهُ
    غَـدْرًا إِلَيْـهِ وَأَنَّ قَبْـراً قَـدْ حَوَاهْ
    وَبِأَنَّ جِـرْذَانَ الرَّذِيلَـةِ قَدْ شَـدَتْ
    جَذْلَـى فَكَـمْ أَعْيَاهُـمُ حُـرّاً بَقَـاهْ
    وَبِمَوْتِـهِ الأُرْدُنُّ أَضْحَـى وَاجِمـاً
    وَالمَسْجِدُ الأَقْصَى يَمُوجُ بِمَا اعْتَرَاهْ
    نَـاحَ الرَّبِيـعُ لِفَقْـدِهِ فِـي رَبْـوَةٍ
    مَحْفُوفَـةٍ بِالوَجْـدِ أَثْمَلَهَـا شَـذَاهْ
    وَتَقَيَّـأَ الجَبَــلُ الغُنَيْمِـيُّ اللَظَـى
    وَكَأَنَّـهُ لَـمْ يَفْتَقِـدْ أَحَـداً سِـوَاهْ
    وَاللَيْـلُ قَدْ أَرْخَـى سِتَـاراً مِنْ دَمٍ
    وَتَمَيَّـزَتْ غَيْظـاً تَجَـاعِيدُ الجِبَاهْ
    صَاحَتْ حُلُـوقُ القَـوْمِ تَنْدُبُهُ أَسَىً
    لَمَّـا أَتَاهَـا نَعْيُــهُ وَا أَحْمَـدَاهْ
    بَطَلٌ حَدِيدِيُّ الفُـؤَادِ لَـهُ صَـدَىً
    لَمْ يَسْبُرِ الأَوْغَـادُ غَـوْراً مِنْ مَدَاهْ
    مَـا جَـزَّ نَاصِيَـةً لَـهُ أَحَـدٌ وَلَنْ
    يَقْفُوا جَـوَادَ المَجْدِ مِنْ بَعْدِ انْتِهَاهْ

    بنغازي 0/0/1996م
    نشرت بجريدة الصباح/فلسطين

    خَيْلُ الزَّيْف
    بَاقٍ عَلَى مَضَضٍ
    أُحْصِي جِرَاحَاتِي ..
    الَّتِي لَمْ تَنْدَمِلْ بَعْدُ
    وَأَطْوِي شَجَنِي
    بِدَاخِلِي خَبَّأْتُ حُزْنِي
    وَتَظَاهَرْتُ ..
    بِأَنِّي لاَ أُعِيرُ
    كُلَّ هَذِي الحَسَرَاتْ
    سَادَتِي أَيَّ اهْتِمَامٍ
    مِثْلَ غَيْرِي
    غَيْرَ أَنِّي ..
    تَتَلَظَّى دَاخِلِي
    أَحْزَانُ أُمَّهْ
    .. أُمَّةٌ وَحْدِي وَلَكِنْ
    لَيْسَ دِينـاً هَذِهِ المَرَّةَ
    أَوَّاهٌ مُنِيبٌ
    مِثْلُ إِبْرَاهِيمْ
    إِنَّهُ حُزْنِي القَدِيمْ
    رَانَ فَوْقَ القَلْبِ
    مُذْ صَارَ ..
    لِخَيْلِ الزَّيْفِ مِضْمَارا
    فَلاَ الشَّوْقُ ..
    لِمَنْ يَهْوَى يُعَانِيهِ
    كَمَا قَدْ خَالَهُ
    بَعْضٌ مِنَ الدَّهْمَاءْ
    .. وَلَكِنَّ الَّذِي فِيهِ
    مِنَ التَّنْغِيصِ يَكْفِيهِ
    فَوَا أَسَفَا !!!
    عَلَى عُمْرِي الَّذِي ضَيَّعْتُهُ
    أَوْ رُبَّمَا قَدْ ضَاعَ ..
    مِنِّي عَنْوَةً
    وَالنَّزْفُ ..
    يَخْتَرِقُ الجَوَارِحَ
    صَاهِلاً
    وَيَشُقُّ أَوْرِدَتِي
    .. وَيَجُولُ مُخْتَالاً
    بِأَرْوِقَتِي
    يَا لَلسَّمَاءْ !!!
    هَاتِي كُؤُوسَ الصَّبْرِ
    وَاسْقِينِي
    يَكَادُ اليَوْمَ ..
    يَقْتُلُنِي الأُوَامْ
    وَارْفَعِي ..
    عَنِّي شِوَاظَكِ
    وَانْصُرِينِي
    إِنَّ مَا فِي دَاخِلِي
    مِنْ حُرْقَةٍ
    بَعْدَ انْهِزَامَاتِي
    فِي أَوَّلِ المِشْوَارْ
    تَاللهِ يَكْفِينِي

    بنغازي 3/1/2001م
    نشرت بمجلة الشاهد/قبرص

    نَشِيجُ الخِضَمّ
    أَرَى كُلَّ خِـلاَّنِي وَقَدْ زَالَ خَوْفُهُمْ
    يَغُطُّونَ فِي النَّـوْمِ العَمِيقِ سِوَايَا
    أَهِيمُ فأُحْصِي أَنْجُـمَ الظُّهْرِ مُبْحِراً
    وَقَدْ تَاهَ فِي الأُفْقِ الرَّحِـيبِ صَدَايَا
    لَكَمْ أَرَّقَتْ دَمْعِي الجُفُـونُ وَمَزَّقَتْ
    أَسَارِيـرَ قَلْبِـي بِالنَّشِـيجِ شَظَايَا
    لَقَدْ أَثْخَنُونِي بِالجِـرَاحِ وَأَسْرَفُوا
    وَلَمْ يَتْرُكُوا الآسِـي يُزِيـحُ أَسَايَا
    أَنَا لَسْـتُ أَفَّاقـاً أُذَلِّلُ عُسْرَهُـمْ
    وِإنْ أَثْقَـلَ الغِـلُّ القَـدِيمُ خُطَايَا
    أَضَعْتُ المَرَاسِي بِالخِضَمِّ وَلَمْ أَجِدْ
    لَهُنَّ عَلَى سَطْـحِ الخِضَـمِّ بَقَايَا
    سَأَدْنُو لِنَزْعِ المَوْتِ مِنْ فِيهِ عَنْوَةً
    وَتَذْلِيـلِ مَا تَصْبُـو إِلَيْـهِ رُؤَايَا
    بِنَكْئِي لِقَرْحٍ أَذْهَلَ النَّـزْفَ جَاثِماً
    عَلَى الجُـرْحِ ظَنَّتْهُ السِّهَامُ مَدَايَا
    وَإِقْصَاءِ ضَيْمٍ أَجْهَدَ النَّفْسَ حَانِقاً
    لأُخْمِـدَ فِي قَـاعِ الجَحِـيمِ لَظَايَا
    بنغازي 3/3/2003م
    نشرت بصحيفة العرب/لندن

    حَسْنَاءُ المَنَامَة
    خُـذُونِي لِلمَنَامَـةِ يَـا رِفَاقِـي
    فَبِـي شَـوْقٌ لِظَبْـيٍ بِالمَنَـامَهْ
    أَرَاهُ مِـنْ عَلَـى بُعْـدٍ قَرِيبــاً
    إِلَى القَلْـبِ الَّذِي قَاسَـى هُيَامَهْ
    تُنَاصِرُنَــا أَنَامِلُــهُ وَيُبْـدِي
    بِأَحْرُفِـهِ الَّتِـي تَسْبِـي كَـلاَمَهْ
    وَلَـمْ نُبْصِـرْ لَـهُ وَجْهـاً وَلَكِنْ
    عَلَى الحَاسُوبِ لاَ نُحْصِي سِهَامَهْ
    سَآتِيـهِ وَلَـوْ حَبْـواً وَأُفْضِـي
    بِأَشْــوَاقٍ أُعَانِيهَــا أَمَـامَهْ
    لَعَلِّـي وَقْتَهَـا أَحْظَـى بِوَصْـلٍ
    يُلاَزِمُنِـي إِلَـى يَـوْمِ القِيَـامَهْ

    بنغازي 11/12/2001م
    نشرت بصحيفة العرب/لندن

    الابْتِسَامَة
    دَعِينِي أَرَاكِ
    فَقَطْ لاَ أُرِيدُ
    سِوَى لَحْظَةٍ
    أُمَتِّعُ فِيهَا
    فَؤَادِي المُحِبَّ
    بِطِيبِ شَذَاكِ
    فَمَنْ ذَا يَلُومُ
    وَقَدْ مَزَّقَتْ ..
    جِسْمِيَ النَّكَبَاتْ
    فَصِرْتُ وَقَلْبِي
    يَجُوبُ الحَقِيقَهْ
    وَيَبْحَثُ عَنْكِ
    وَقَدْ حَالَ مَا بَيْنَنَا ..
    أَلْفُ سُورٍ
    وَبَابٌ كَبِيرٌ
    وَقُفْلٌ مُطِيعٌ
    لِمَنْ لَنْ أُطِيقَهْ
    كَمَنْ بَعْدَ عَسْفِ اللَيَالِي ..
    تَبَارَوْا لِيُوهُوا بَرِيقَهْ
    هُوَ الحُبُّ
    يَا بَسْمَةً فِي حَيَاتِي
    فَهَاتِي يَدَيْكِ
    وَلاَ تَتْرُكِينِي
    أُعَانِي دَقِيقَهْ
    جَنَيْتِ وَقَدْ كَانَ
    خِطْئـاً جَسِيمـا
    لِمَاذَا ابْتَسَمْتِ
    وَصَرْحَ الهَوَى
    فِي فُؤَادِي أَقَمْتِ
    وَكَيْفَ أُشَبِّهُكِ بِالزُّهُورْ
    وِتِلْكَ تُسَالِمْ
    وَعَيْنَاكِ رَغْمَ الجُمُوحِ
    تَصِيدُ القُلُوبَ
    كَفِعْلِ التَّمَائِمْ
    وَتَقْذِفُ ..
    بَيْنَ الحُنِيِّ لَهِيبـاً
    يُذِيبُ الحَدِيدَ
    وَيَمْحُو المَعَالِمْ
    أُحِبُّكِ إِنِّي أُقِرُّ بِهَذَا
    فَمَنْ ذَا يَلُومْ
    كَأَنِّي وَقَدْ كُنْتِ ..
    جَنْبِي وَحِيدا
    أُوَجِّهُ خَطْوِي
    إِلَيْكِ وَئِيدا
    فَتَقْبِضُ كَفِّيّ
    عَلَى شَوْكِكِ
    وَيَرْحَلُ عَنِّي
    شَذَاكِ بَعِيدا
    فَأَلْعَنُ حَظِّي التَّعِيسَ
    وَأَمْضِي ..
    أُمْزِّقُ نَفْسِي
    وَقَدْ حِرْتُ ..
    مِنْ بَعْدِمَا غُصْتُ ..
    فِي بَحْرِ عَيْنَيْكِ
    كَيْفَ سَأَرْسُو
    إِلَيْكِ سَأَهْمِسُ بِالوَجْدِ
    لَسْتُ أُبَالِي
    سُيُوفَ العَشِيرَهْ
    سَأَسْبَحُ ..
    فِي مُقْلَتَيْكِ عَقِيرا
    وَأَغْسِلُ ..
    مِنْ نَبْعِهِنَّ ذُنُوبِي
    وَإِنْ عُدْتُ ..
    فَلْيَعْلَمِ العَاذِلُونَ
    بِأَنِّي مُعَنَّىً ..
    بِتِلْكَ الصَّغِيرَهْ
    فَهَلْ سَيُلاَمُ مُحِبٌّ
    مَضَى ..
    عُمْرُهُ السُّنْدُسِيُّ
    عَلَى بَابِ دَارٍ
    حَوَى خَيْرَ ظَبْيٍ
    وَأَنْقَى سَرِيرَهْ ؟؟؟
    وَهَلْ سَوْفَ يَرْجُمُنِي ..
    العَازِفُونَ
    عَنِ الحُبِّ ظَنّـاً
    بِأَنِّي أَتَيْتُ ..
    لَدَيْهُمْ كَبِيرَهْ ؟
    وَهَلْ سَوْفَ تُصْغِي
    لِهَمْسِي العَصَافِيرُ
    بِأَوْكَارِهَا فِي الظَّهِيرَهْ ؟
    إِلَيْكِ بُعَيْدَ السُّهَادْ
    وَأَنْتِ تَنَامِينَ ..
    نَوْمـاً قَرِيرا
    تُوَسْوِسُ فِي أُذُنَيْكِ
    بِأَنِّي سَأَبْقَى ..
    وَرَغْمَ السُّدُودِ
    أَسِيراً لَدَيْكِ
    وَيَكْفِي بِأَنِّي
    نَظَرْتُ مَلِيّـاً
    وَرَغْمَ المَهَالِكِ
    يَوْمـاً إِلَيْكِ
    فَمَنْ عَلَّمَ الحُورَ ..
    رَمْيَ السِّهَامِ
    سِوَى مُقْلَتَيْكِ
    فَآهٍ فَقَدْ حَانَ
    وَقْتُ الفِرَاقْ
    بِدُونِ وَدَاعٍ
    وَدُونِ عِنَاقْ
    وَأَعْلَمُ أَنِّي
    سَأَحْمِلُ ..
    بَعْدَ رَحِيلِكِ عَنِّي
    مِنَ الحُزْنِ مَا لاَ يُطَاقْ
    مِنَ الحُزْنِ مَا لاَ يُطَاقْ

    بنغازي 20/10/1999م

    اكْتِظَاظُ الحَيِّز
    وآخِرُهُنَّ قَدْ كَانَتْ
    كَطُوفَانٍ بِلاَ مَاءٍ
    يَنُوبُ الرُّعْبُ
    عَنْ أَلْفَاظِهَا
    وَالرَّسْفُ بِالأَصْفَادْ
    مُخَادِعَةٌ لَعُوبٌ مُومِسٌ
    أَلْقَتْ بِوَابِلِهَا ..
    عَلَى حَتْفِي فَأَرْدَتْهُ
    وَأَرْدَتْ كُلَّ آمَالِي
    وَمَالَتْ تَزْرَعُ الأَشْوَاكَ
    فِي حِلِّي وَتِرْحَالِي
    ظَنَنْتُ بِأَنَّهَا بَشَرٌ
    كَكُلِّ النَّاسْ
    لَكِنْ خَابَ إِحْسَاسِي
    فَمَا كَانَتْ سِوَى سَيْلٍ
    مِنَ الآهَاتْ
    فِي زَمَنٍ تَوَسَّدَتِ المَآسِي
    هَمَّنَا المُلْقَى عَلَى الأَكْتَافْ
    وَاسْتَوْلَتْ عَلَى الأَقْوَاتْ
    بَنَانٌ يَحْسِبُ الحُذَّاقُ
    أَنَّ الأَمْنَ مَرْتَعُهُ
    وَحَتَّى الشَّرُّ قَدْ سُكِبَتْ
    لَدَى لُقْيَاهُ أَدْمُعُهُ
    هُنَالِكَ كَادَنَا الحُسَّادُ
    وَاقْتَطَفَتْ أَيَادِيهُمْ ثِمَاراً
    رُبَّمَا كَانَتْ ..
    أَشَدَّ مَضَاضَةً ..
    وَأَمَرَّ فِي الجَوْفِ
    مِنَ الحَنْظَلْ
    كَقَلْبٍ قُدَّ مِنْ فُولاَذْ
    خَانَتْنِي وَوَلَّتْ غَيْرَ آبِهَةٍ
    وَمَا افْتَقَدَتْ سِوَى
    رَقْمٍ مِنَ الأَرْقَامْ
    لاَ يُجْدِي تَتَبُّعُهُ
    وَأَلْقَتْ بِي كَمَأْفُونٍ أُلاَحِقُهُ
    كَأَنَّ غِمَارَ هَذَا البَحْرِ
    مِنْ جَفْنِي مَسَارِبُهُ
    تَمَازَجْنَا كَكُلِّ النَّاسِ
    فِي الأَوْهَامْ
    وَاسْتَاءَ الأَسَى لَمَّا
    رَآنَا نَنْسُجُ الأَحْلاَمْ
    لَقَدْ خُيِّلْتُ مَخْلَبَهَا
    بَنَانـاً يَزْجِرُ الآلاَمْ
    كَمَا قَدْ خَالَهُ
    غَيْرِي مِنَ الحُذَّاقْ
    فِي أُفْقٍ يُضَعْضِعُهُ
    أَنِينُ الحَيِّزِ المُكْتَظِّ بِالإِخْفَاقْ
    وَخِلْتُ السَّاعَةَ الإِزْهَاقْ
    أَنْفَاسِي تَلاَشَتْ
    غَيْرَ أَنَّ نَجَاتَنَا فِيهَا
    وَمَا هَذَا البَقَاءُ الأَجْوَفُ
    .. وَغِنَاءُ حَادِيهَا
    عَلَى قَارِعَةِ الإِبْقَاءْ
    إِلاَّ نَغْمَةٌ أَشْجَى مَآقِيهَا
    صَدَى الإِغْضَاءْ
    فِي بَحْرٍ تُسَجِّرُهُ
    أَنَامِلُهَا الَّتِي تَبْدُو ..
    كَمَا الأَظْلاَفْ
    فِي زَمَنِ الخُشُونَةِ
    بَعْدَمَا اجْتَاحَ اللِيُونَةَ
    صَوْتُكِ المَشْبُوبُ بِالإِجْحَافْ
    .. وَحَتَّى الهَاتِفُ المَحْمُولُ
    مِنْ يَدِكِ تَدَاعَى
    بَعْدَمَا ارْتَاعَتْ ..
    لَدَى الأُكْذُوبَةِ الكُبْرَى
    فَرَائِصُهُ
    وَلَيْتَ البَيْنَ ..
    كَانَ الحَاجِزَ الأَوَّلْ
    فَلاَ رَحَلَتْ رَسَائِلُنَا
    لِبَحْرٍ مَا لَهُ سَاحِلْ
    وَلاَ ضَمَّتْ ..
    مَوَاخِيرُ المَلاَمَةِ
    مِثْلَكِ أَشْلاَء
    مُبَعْثَرَةَ النَّوَاهِدِ
    لاَ وَمِيضُ النُّورِ
    فِي العَيْنَيْنِ يُنْبِئُ بِالوَفَاءْ
    وَنَخَّاسُ الرَّذِيلَةِ مَلَّهُ الإِعِيَاءْ
    فَاسْتَدْعَى عَصَا الإِقْصَاءِ
    وَاسْتَاقَ الإِمَاءْ
    .. مِنْ دُونِ أَنْ يَصْحَبَكِ
    أَيَّتُهُا اللاَهِثَةُ
    خَلْفَ المَدَى المُفْضِي
    إِلَى المَجْهُولِ
    فِي غَيْرِ اتِّجَاهْ
    بنغازي 27/2/2002م
    نشرت بمجلة الشاهد/قبرص

    فَجْرُ المَشَارِط
    جُرِّدْتُ مِنْ أَوْسِمَتِي
    وَدَاسَتْنِي بِلاَ رِفْقٍ
    بِمَنْسَمِهَا الحَيَاةْ
    أَحْمِلُ الهَزَائِمَ الثَّقِيلَةَ
    بِلاَ مُعِينٍ .. وَحِيداً
    عَلَى كَاهِلِي المُتْعَبِ
    أَحْلُمُ بِشَيْءٍ يُسَمَّى الأَمَانْ
    أَنَاشِيدِي الحَزِينَةُ
    تَبْحَثُ فِي الأُفْقِ
    عَنْ أُذُنٍ تَعُبُّهَا
    لاَ شَيْءَ غَيْرَ الأَمَانِي
    بِظِلِّ جِدَارٍ
    يَقِي القَيْظَ مِنِّي
    بِقَلِيلٍ مِنَ المَاءِ الآسِنْ
    وَبَعْضَ الطَّعَامِ المُسَنَّهْ
    بِهَيْكَلٍ تُبَثُّ فِيهِ الحَيَاةْ
    بِعُزَيْرٍ آخَرْ
    يُؤْمِنُ أَنَّ قَرْيَتَهُ
    الَّتِي دَبَّ فِيهَا المَوَاتْ
    سَتَحْيَا مِنْ جَدِيدْ
    يَحْلُمُ بِأُمَّةٍ
    تُمُزِّقُ عَنْهَا أَغْلاَلَهَا
    يَحْلُمُ بِانْبِلاَجِ فَجْرِ المَشَارِطْ
    وَهْيَ تَسْتَأْصِلُ بِلاَ هَوَادَةٍ
    تَغَلْغُلَ (الغَنْغَرِينَا)
    عَنْ بَقَايَا أَوْصَالِهَا
    بَعْدَ اقْتِفَاءٍ وَجَسٍّ أَلِيمْ
    لِيَسْتَشْرِيَ الانْتِعَاشْ
    بَيْنَ ثَنَايَا جَسَدِهَا الَّذِي
    تَتَشَبَّثُ ..
    بَرَاثِنُ الرُّوحِ بِأَسْمَالِهِ
    كَذَرِيعَةٍ لِلبَقَاءْ
    رَغْمَ التَّرَهُّلِ وَالاهْتِرَاءْ
    حَائِلَةً دُونَ اتِّخَاذِ ..
    شَاهِدِ الْقَبْرِ
    مِنْ بَقَايَا رُفَاتِهَا رَكِيزَةً
    يَحْلُمُ بِانْقِشَاعِ
    ضَيْمِ الأَزَلْ
    بِالشَّمُوسِ الآفِلَهْ
    بِالضِّيَاءِ وَالأَمَلْ
    ثَمَّةَ هُوَّةٌ سَحِيقَةٌ
    إِنَّهَا تُحِيطُ بِكُلِّ شَيْءْ
    بِالفَجْرِ الَّذِي طَالَ انْتِظَارُهْ
    بِالصَّهِيلِ الَّذِي أُزِيحَ
    عَنْوَةً عَنْ مَسَارِهْ
    يَحْلُمُ بِحَبَّةِ قَمْحٍ
    آهٍ لَوْ لَمْ تُبْصِرْ
    أَطْرَافَهَا المَنَاقِيرْ
    تَنْبُتُ فِي الأَرْضِ الَّتِي
    بَلَغَتْ سِنَّ اليَأْسْ
    فِي غَفْلَةٍ عَنِ الأَحْذِيهْ
    فَتَجْعَلُنَا نُؤْمِنُ أَنَّ هُنَالِكَ
    فِي مَعَاجِمِنَا المُتْخَمَهْ
    شَيْئـاً يَحْتَكِرُهُ المُتْرَفُونْ
    لَمْ يَلْتَقِ بِسَحْنَتِهِ المُسْلَبُونْ
    بَعْدَ جُهْدٍ جَهِيدْ
    وَحَتَّى هَذَا المَسَاءْ
    وَقَبْلَ اكْتِهَالِ المَنَاجِلْ
    يَرُوقُ لَدَى المُسْنَتِينْ
    بُعَيْدَ التَّشَبُّثِ بِالاصْطِبَارْ
    شَيْئـاً يُسَمَّى النُّضَارْ
    شَيْئـاً يُسَمَّى النُّضَارْ
    بنغازي 5/1/2001م
    نشرت بمجلة الشاهد/قبرص

  5. #5
    الصورة الرمزية صلاح الغزال شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : 222لل
    العمر : 60
    المشاركات : 46
    المواضيع : 15
    الردود : 46
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    فِرَاخُ النُّسُور
    (مهداة إلى أطفال الإيدز في بنغازي)
    أُرِيدُ رِثَـاءً لِطِفْلِـي الصَّغِـيرِ
    يُخَفِّفُ عَنِّي هُمُومِـي الضِّخَامْ
    وَيَمْسَحُ بِالشِّعْـرِ عَنِّي الأَسَـى
    وَيَقْشَـعُ عَنْ مُقْلَتَـيَّ الظَّـلاَمْ
    فَقَدْ مَاتَ مِنْ وَخْزَةٍ فِي الوَرِيدِ
    تَفُلُّ الحَدِيـدَ كَفِعْـلِ الحُسَـامْ
    وَلَيْـسَ هُنَـالِكَ ذَنْـبٌ جَنَـاهُ
    وَمَا جَاوَزَتْ سِنُّهُ غَـيْرَ عَـامْ
    أَتَانِـي عَلَـى كِبَــرٍ بَعْدَمَـا
    مَضَى العُمْرُ بالقَبْوِ تَحْتَ الرُّكَامْ
    وَكَـانَ كَمِسْبَحَـةٍ فِـي يَـدِي
    طَوَاهُ الرَّدَى دُونَ سِـنِّ الفِطَامْ
    وَوَلَّى إِلَـى حَيْـثُ لاَ رَجْعَـةٍ
    وَفِي ظُلْمَةِ اللَحْـدِ دُونِي يَنَـامْ
    فَصَارَ بِمَوْتِكَ بَيْتِـي الرَّحِـيبُ
    خَـوَاءً بِرَغْمِ ازْدِحَـامِ الأَنَـامْ
    أَعَـدْلاً تَمُـوتُ وَأَنْتَ الغَـرِيرُ
    وَيَهْنَـأُ بِالمُوبِقَــاتِ العِظَـامْ
    لَقَدْ مَزَّقَ الحُـزْنُ قَلْبِي الكَسِيرَ
    وَأَثْقَلَنِـي بِالهُمُـومِ الجِسَـامْ
    بِإِحْـدَى لَيَالِي الشِّتَـاءِ الرَّتِيبِ
    أُصِيبَ بِرَشْـحٍ شَبِيهِ الزُّكَـامْ
    نَقَلْنَــاهُ لَكِـنْ إِلَـى حَتْفِـهِ
    فَقَدْ دُسَّ فِي الشَّهْـدِ سُمٌّ زُؤَامْ
    تَسَـاءَلْتُ وَهْـوَ أَمَامِـي أَرَاهُ
    يُكَابِدُ أَقْسَى صُنُـوفَ السَّقَـامْ
    لِمَاذَا تَمُـوتُ فِـرَاخُ النُّسُـورِ
    وَخَسْفُ الرَّوَابِي عَلَيْهَـا تُسَامْ
    أيُؤْذَى صَغِـيرِي وَلَمْ يَقْتَـرِفْ
    مِنَ الإِثْـمِ شَيْئـاً وَرَبِّي حَرَامْ
    دَعُـونِي فَفَـي دَاخِلِـي حُرْقَةٌ
    فَهَلْ حِـينَ أَذْرِفُ دَمْعِـي أُلاَمْ
    عَلَى خَـيْرِ طِفْـلٍ حُبِـيتُ بِهِ
    وَمَا كُنْـتُ أَرْجُـو لَهُ أَنْ يُضَامْ

    بنغازي 4/11/1999م

    بَيْتُ الصِّبَا
    كَهْـلاً وَقَفْتُ بِظِـلِّ بَيْـتٍ ضَمَّنِي
    طِفْـلاً صَغِيـراً وَاحْتَوَانِي حَابِيا
    فَسَأَلْتُـهُ مَـاذَا أَلَـمَّ بِنَــا مَعـاً
    لأَرَاكَ مِـنْ بَعْـدِ اتِّقَــادٍ وَاهِيا
    فَأَجَابَنِي جَـوْرُ الزَّمَـانِ وَأَهْلِـهِ
    وَاجْتَـرَّ عَبْـرَتَهُ وَأَجْهَـشَ بَاكِيا
    فَمَسَحْتُ مِنْ أَسَـفٍ أُوَاسِـي خَدَّهُ
    وَأُزِيـحُ أنَّتَــهُ فَأَوْمَـأَ شَـاكِيا
    مِنْ هَـوْلِ مَا عَانَـاهُ مُنْـذُ تَرَكْتُهُ
    بِالرَّغْـمِ مِنِّـي وَاهِنـاً مُتَـدَاعِيا
    وَرَجَعْتُ وَالحُـزْنُ العَمِيـقُ يَلُفُّنِي
    وَالدَّمْـعُ فِي عَيْنَيَّ أَضْحَـى بَادِيا
    أَطْوِي دُرُوبَ الشَّوْكِ يَلْفَحُنِي الأَسَى
    وَيَفُتُّ فِي عَضُـدِي وَحِيـداً حَافِيا
    مُتَأَمِّـلاً تِلْكَ الرُّسُـومَ وَقَـدْ رَثَتْ
    حُزْناً عَلَى طَـيْفِي كَسِيراً جَـاثِيا

    بنغازي 9/3/2000م

    سَنَا الأَيَّـام
    ثَلاَثَتُهُنَّ كَابُوسٌ
    جَثَا ظُلْماً عَلَى صَدْرِي
    فَأُولاَهُنَّ كَانَتْ
    حُبِّيَ الأَوَّلْ
    ظَنَنْتُ بِأَنَّهَا مِثْلِي
    تُكِنُّ لِيَ المَحَبَّةَ وَالوَفَاءْ
    كَمَا الأَيَّامُ خَانَتْنِي
    فَخَابَتْ كُلُّ آمَالِي
    وَعُدْتُ مُثْخَنـاً بِالحُزْنْ
    فَمَا قَدْ خُلْتُنِي مِمَّنْ
    يَظُنُّ بِأَنَّ بَسْمَتَهَا
    لَدَى الْلُقْيَا مُزَيَّفَةٌ
    وَأَنْ لاَ غُنْجَ
    فِي تِلْكَ المَآقِي
    كَانَ يَبْدُو وَالشِّفَاهْ
    مَضَتْ عَشْرٌ ..
    مِنَ السَّنَوَاتِ
    لَمْ أَسْطِعْ تَنَاسِيهَا
    تَلاَقَيْنَا مُصَادَفَةً
    بِلاَ مَوْعِدْ
    فَسَالَتْ دَمْعَةٌ حَرَّى
    عَلَى خَـدٍّ أَسِيلٍ
    آهِ مَا جَدْوَى تَبَاكِيهَا
    كَرِهْتُ الحُورَ
    لَوْلاَ تِلْكُمُ الشَّـقْرَاءْ
    إِذْ لاَحَتْ مَآقِيهَا
    فَأَنْسَتْنِي الَّتِي بِالأَمْسِ
    بَعْدَ عُهُودِهَا غَدَرَتْ
    وَزَالَ الحُزْنُ وَانْدَثَرَتْ
    هُمُومٌ كُنْتُ أُخْفِيهَا
    وَلَكِنْ سَطْوَةُ الأَيَّـامِ
    لاَكَتْنِي بِفَكَّيْهَا
    وَأَلْقَتْنِي ..
    فَقِيراً مُعْدِمـاً
    لاَ مَالَ يَسْنِدُنِي
    وَقَادَتْهَا البَهَارِجُ
    وَهْيَ تَسْتَجْلِي ..
    بِأُخْتَيْهَا
    إِلَى أَعْتَابِ صَرْحٍ
    ظَنَّتَا يَحْوِي أَمَانِيهَا
    مَضَتْ لَكِنَّنِي
    مَا لُمْتُهَا يَوْماً
    فَعُسْرِي كَانَ ..
    كَالإِعْصَارِ
    لَمْ يَتْرُكْ لَنَا
    شَيْئـاً بِهِ نَغْتَرّ
    لِذَا مَازِلْتُ مُلْتَمِساً
    لَهَا مِنْ دُونِهِنَّ العُذْرْ
    إِذِ اسْوَدَّتْ ..
    مَعَ الآهَاتِ أَحْلاَمِي
    وَلَكِنْ بَعْدَ طُولِ اليَأْسِ
    زَالَتْ كُلُّ آلاَمِي
    وَثَالِثَةُ الأَثَافِي
    رَبَّةُ الخِدْرِ
    مَنَعَّمَةٌ فَكَمْ رَفَلَتْ
    بِثَوْبٍ مِنْ نَسِيجِ الخَزّ
    وَلَمْ تَأْبَهْ لأَنَّاتِي
    وَدَاسَتْ دُونَ إِشْفَاقٍ
    عَلَى قَلْبٍ طَوَى
    لَمَّا رَآهَا
    كُلَّ هَذَا الوُدّ
    وَخَاتِمَةُ المَآسِي
    مِثْلُ نُورِ الفَجْرِ
    لَمْ تَدْخُلْ ..
    حِمَى المَحْظُورِ بَعْدْ
    وَمَنْ يَدْرِي لَعَلِّي
    ذَاتَ يَوْمٍ سَوْفَ أَلْقَاهَا
    فَآهٍ يَا سَنَا الأَيَّـامْ
    أَسِيلِي الرَّاحَ
    فِي كَفَّيَّ ثَانِيةً
    وَمِيدِي ..
    مِثْلَ غُصْنِ البَانْ
    فِي أَيْكٍ مِنَ الأَحْلاَمْ
    وَاتَّئِدِي لِتَسْقِينِي ..
    قَلِيلاً مِنْ تَسَالِيكِ
    لأَنْسَى تِلْكُمُ الأَحْزَانْ
    وَكُلَّ الْحُبِّ أُهْدِيكِ
    وَأَنْأَى أَنْفُضُ الأَدْرَانَ
    عَنْ قَلْبِي
    وَبَعْدَ الرَّوْحِ ..
    بِالرَّيْحَانْ
    عِنْدَ قُدُومِكِ نَحْوِي
    أُلاَقِيكِ

    بنغازي 0/0/1998م

    الشَّهْد
    ذَاتُ دَلٍّ وَذَكَــاءٍ ذَائِــعِ
    قَدْ أَقَضَّتْ بِرَحِـيلٍ مَضْجَعِي
    مُنْذُ أَنْ فَارَقْتُهَـا لَمَّـا أَزَلْ
    مُخْفِيـاً مِمَّا أُلاَقِـي أَدْمُعِي
    كَبَّلَتْنِـي وَمَضَتْ فِي غَيِّهَـا
    دُونَمَا تَدْرِي بِمَا يَجْرِي مَعِي
    كَمْ زَجَرْتُ القَلْبَ عَنْهَا فَأَبَى
    وَمَضَى عَنِّي عَصِيّاً لاَ يَعِي
    كَأْسُ جَمْرٍ قَدْ سَبَانِي وُدُّهَـا
    فَلَظَاهَـا جَـاثِمٌ فِي أَضْلُعِي
    كُلَّمَا النِّسْيَـانَ أَعْدَدْتُ لَهَـا
    كِدْتُ أَنْ أَلْقَى أَسِيّاً مَصْرَعِي
    خِلْتُ نَفْسِي لُوَّمـاً أَوْدَعْتُهُمْ
    مُقْلَتِـي حَتَّى يَرَوْا مَا أَدَّعِي
    هِيَ بِالأَزْرَقِ بَحْرٌ مِنْ شَـذاً
    أَوْ كَنَجْمٍ فِي فَضَـاءٍ سَاطِعِ
    وَهْيَ بِالأَحْمَـرِ شَهْـدٌ نَحْلُهُ
    قَدْ رَعَى زَهْـراً بِوَادٍ مُرْبِعِ
    بنغازي 24/5/1999م
    نشرت بمجلة الصدى/الإمارات

    سَفِيرُ الشَّجَن
    (مهداة إلى أيمن الأعتر سوبر ستار العرب)
    هَـذَا الَّذِي ثَمِـلَ الشَّـذَا بِأرِيجِهِ
    وَارْتَجَّ مِنْهُ الكَوْنُ وَاخْتَلَّ السُّكُونْ
    وَتَسَلَّقَ الجَوْزَاءَ نَجْمـاً سَاطِعـاً
    وَأَعَادَ رُشْدَ الفَنِّ مِنْ بَعْدِ الجُنُونْ
    وَاجْتَاحَ بِالطَّـرِبِ المَوَانِئَ بَعْدَمَا
    نَعَبَتْ بِهَا الغِرْبَانُ زُوراً وَالمُجُونْ
    وَبِشَدْوِهِ احْتَشَدَتْ لِنُصْرَتِهِ الدُّنَى
    وَتَدَافَعَ الثَّقَـلاَنِ مِنْ بَيْنِ اللُحُونْ
    كَالنَّيْزَكِ اخْتَرَقَ المَسَـامِعَ عَنْوَةً
    وَاسْتَلَّنَا بِالوَهْجِ مِنْ جَوْفِ الأَتُونْ
    وَاجْتَازَ فِي وَلَهٍ إِلى مُقَـلِ المُنَى
    أَمَـداً بِلاَ كَبَـدٍ وَنَاجَتْـهُ الجُفُونْ
    مِنْ بَعْدِمَـا أَوْدَى بِنَسْمَتِنَا الدُّجَى
    دَهْراً وَلاَكَتْ دَمْعَ مُهْجَتِنَا السُّنُونْ
    أَلْهَبْتَ خَيْـلَ السُّهْـدِ فَرْداً دُونَمَا
    سَرْجٍ عَلَى وَتَرٍ وَدَاعَبْتَ الشُّجُونْ
    أَطْرَبْتَنَـا يَا صَـاحِ حَتَّى أَجْمَعَتْ
    آلاَمُنَـا التَّصْوِيتَ تَرْجُو أَنْ تَكُونْ
    وَظَفِـرْتَ بِاللَقَبِ العَظِيـمِ وَزِدْتَهُ
    أَلَقـاً عَلَى أَلَـقٍ وَأَبْهَجْتَ العُيُونْ
    لِتَلُـوحَ نَجْمـاً فِي سَمَـاءٍ أَيْقَنَتْ
    أَنْ لاَ فَتَـىً إِلاَّكَ يَحْلُـو لِلفُنُـونْ

    بنغازي 18/8/2004م
    نشرت بجريدة القدس العربي/لندن

    زَيْفُ الشَّذَا
    أَدْنِي كُؤُوسَ الأَسَى وَانْعِي أَمَانِينَا
    وَلاَ تُبَـالِي بِلَـوْمِ الصَّبْـرِ وَابْكِينَا
    مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ الْبُعْـدَ يَا أَمَلِي
    مِنْ بَعْدِ طُولِ انْتِظَـارٍ سَوْفَ يُدْنِينَا
    طَوَيْتُ خَلْفِـي عُقُـوداً أَرْبَعاً عَبَثاً
    لَمْ أُغْمِضِ الجَفْـنَ فِيهَا مُذْ تَنَائِينَا
    الفَـرْقُ لَيْـسَ كَبِيـراً كَيْ تُمَزِّقَنَا
    سِهَـامُ صَـدِّ أَبٍ قَـاسٍ يُعَـادِينَا
    قَدْ كُنْتُ أَعْلَـمُ أَنَّ الدَّهْـرَ يَرْمُقُنَا
    شَـزْراً كَعَـادَتِهِ مُـذْ دَاسَ وَادِينَا
    وَيْحَ الصَّبَابَةِ لَيْتَ العُمْرَ مَا انْزَلَقَتْ
    تَحْتَ المَهَالِكِ سَـاقٌ بِالهَـوَى فِينَا
    أَنَا المُتَيَّـمُ فِي ضَنْـكٍ أَرَى عَوَزِي
    أَشْجَى بِزَيْفِ الشَّـذَا عَمْـداً مَآقِينَا
    وَاسْتَأْثَرَ اليَأْسُ بِالإِخْفَاقِ مُذْ رَحَلَتْ
    عَنِّي مَعَ النَّـزِفِ أَنْفَـاسِي لِيُلْقِينَا
    إِلَى سُفُوحِ النَّـوَى مِنْ فَوْقِ رَابِيَةٍ
    كَانَتْ تَـذُودُ بِنَـا دَوْمـاً وَتَحْمِينَا
    أَبْدَى أَسَاهُ الرَّدَى حُزْنـاً وَأَجْهَشَهُ
    عِنْدَ الفِـرَاقِ بِـلاَ وَصْـلٍ تَجَافِينَا
    وَأَوْهَنَ السُّهْـدُ أَلْحَاظَـاً بِلاَ أَلَـقٍ
    وَأَبْعَدَ الجَهْدُ كَيْ نَشْقَـى أَرَاضِينَا
    نِسْيَانَكُمْ كَمْ أَرَدْنَا مِثْـلَ مَنْ عَبَرُوا
    مِنْ بَعْدِ يَأْسٍ فَلَمْ تُقْبَـلْ مَسَاعِينَا

    بنغازي 20/8/2003م
    نشرت بصحيفة الصدى/الإمارات

    بَابُ المَسَامِير
    وَقَفْتُ عَلَى بَابِكُمْ
    وَالمَسَامِيرُ دُقَّتْ ..
    عَلَى النَّعْشِ
    وَالمَوْتُ قَدْ حَدَّقَتْ
    مُقْلَتَاهُ إِلَى مُهْجَتِي
    وَكَانَ الأَرِيجُ ..
    كَرِيهـاً إِلَى النَّفْسِ
    مُنْذُ تَعَطَّرَ هَذَا القَمِيءْ
    نَقَيْضُ اسْمِهِ اليُوسُفِيِّ
    بِهِ فِي مَنَاحَاتِ
    صُبْحِ المَدِينَهْ
    وَمَا جِئْتُ أَطْلُبُ كَيْلاً
    وَلَيْسَتْ لَدَى نَظْرَتِي رَغْبَةٌ
    فِي اخْتِرَاقِ الجِدَارْ
    وَخَلْفَ التِّلاَلِ
    أَبُونَا الضَّرِيرْ
    يُحَمْلِقُ فِي الأُفْقِ
    عَلَّ البَشِيرْ
    يُوَافِي إِلَى الجُرْحِ ..
    بِالإِنْدِمَالْ
    أَنَا صَاحِبُ الفِيلِ
    جِئْتُ أَدُكُّ ..
    مَوَازِينَ جَوْرِ الزَّمَانْ
    عَلَى حَافَّةِ الإِعْتِلاَلْ
    تُرَجُّ البَسَاتِينْ
    فَيَخْتَلِطُ الفَأْسُ ..
    بِالبَائِسِينْ
    لِتَضْحَى قَصَائِدُنَا ..
    المُثْقَلاَتْ
    بِأَعْتَى الهُمُومْ
    شَظَايَا يُمُزِّقُهَا المُرْجِفُونْ
    لِجَعْلِ وَتِيرَةِ صَوْتِي الشَّجِيّ
    تَنُزُّ بِإِلْيَاذَتِي فِي الخَفَاءْ
    لِيُصْبِحَ شِعْرِي
    أَمَامَ السِّيَاطِ هُرَاء
    وَلاَ شَيْءَ غَيْرَ الصَّوَاعِقِ
    تَقْفُو خُطَاهْ
    فَنَنْسَاقُ كَالجَذْوَةِ الخَامِدَهْ
    وَنَحْبُو سَرِيعـاً ..
    إِلَى الاتِّقَادْ
    لِنَجْتَازَ جِسْرَ الرَّمَادْ
    وَنَجْتَاحَ بَابَ المَسَامِيرْ
    نَدُكُّ الأُلَى خَلْفَهُ ..
    يَهْرِفُونْ
    لِتَغْوِيرِ جُبِّ الشُّجُونْ
    وَتَبْكِيتِ غَيْضِ الغَمَائِمْ
    نَحْنُ المُسَاقُونَ لِلحَافَّهْ
    هُنَالِكَ حَيْثُ القِصَاصْ
    طَوَى قَبْلَنَا الوَافِدِينَ ..
    إِلَى الرَّكْبِ
    مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْبْ
    نُدِينُ انْصِيَاعَ الرَّسَنْ
    وَلاَ نَرْتَضِي ..
    أَنْ يَرَانَا الرَّصَاصْ
    نَفِرُّ مِنَ المَوْتِ ..
    نَحْوَ المِحَنْ
    وَنَنْزَعُ مِنْ رَاحَتَيْهِ
    وَإِنْ ضَاقَ ذَرْعـاً
    سَبِيلاً يَغِيظُ العَنَاءْ
    وَدَرْبـاً يُغِيثُ البَدَنْ

    بنغازي 8/5/2002م
    نشرت بمجلة الشاهد/قبرص

    سَاحِرَةُ البَحْرَيْن
    أَحْبَبْتُ أنْ أَضَـعَ الوِسَـا
    دَةَ تَحْتَ رَأْسِـي كَيْ أَنَامْ
    فَلَرُبَّمَـا أَبْصَـرْتُ شُطْـ
    ـآنَ المَنَامَةِ فِي المَنَـامْ
    وَرَأَيْـتُ سَـاحِرَتِي الَّتِي
    كَالشَّمْسِ تَجْتَاحُ الظَّـلاَمْ
    تُذْكِـي أَنَامِلُهَـا الجَوَى
    فَيَشُبُّ مِنْ غَيْرِ اضْطِرَامْ
    أَلَقَـاً بِأَلْحَـاظٍ إِذَا احْـ
    ـتَدَمَتْ أَرَاقَتْ كَالحُسَامْ
    وَتُبِيحُ فِي الشَّهْرِ الحَـرَا
    مِ دَمَ الحَجِيـجِ وَلاَ تُلاَمْ
    قَلْبِـي صَرِيـعُ بَنَانِهَـا
    قَدْ شَفَّـهُ هَـذَا الهُيَـامْ
    وَيَكَــادُ مِمَّــا نَابَـهُ
    يَذْوِي وَتَقْتُلُـهُ السَّقَـامْ
    فَلَكَمْ مَشَى فَوْقَ الضَّحَـا
    يَـا شَاهِراً سَيْفَ السَّلاَمْ
    مُتَصَدِّيـاً تَحْتَ الشَّظَـا
    يَـا لِلجَهَـابِذَةِ العِظَـامْ
    وَعُيُونُهُمْ تُبْـدِي المَـرَا
    يَـا شَجْوَهَا عِنْدَ السِّجَامْ
    لَكِـنْ كَهَـاتِيكَ المَــوَا
    ضِـي لَمْ تُمَزِّقْهُ سِهَـامْ

    بنغازي 11/2/2002م
    نشرت بصحيفة العرب/لندن

    لَحْظَتَا حُلْم
    (مهداة إلى روح الشهيد ناجي العلي)
    بَابٌ وَطَرْقٌ وَاقْتِحَامْ.. لَيْلٌ وَطِفْلٌ سِيقَ فِي أَوْجِ الظَّلاَمْ.. وَبُكَاؤُهُ لَمْ يَسْمَعُوهْ.. وَأَمَامَ عِلْجٍ مِنْ رُمُوزِ الدَّوْلَةِ.. مِنْ دُونِ جُرْمٍ أَوْقَفُوهْ.. مَنْ أَنْتَ مَا اسْمُكَ مَنْ تَكُونْ؟؟؟ وَمَاذَا تَحْمِلُ فِي يَدَيْكْ؟؟؟.
    أَجَابَ وَالآلاَمُ تَكْسُو جِسْمَهُ.. وَالغِـلُّ يُدْمِي سَاعِدَيْهْ.. قَدْ كُنْتُ أُدْعَى قَبْلَ إِرْسَالِي إِلَيْكُمْ حَنْظَلَةْ.. وَلَسْتُ أَدْرِي هَلْ سَأَحْمِلَهُ مَعِي بَعْدَ الخُرُوجْ.. كُنْتُ صَغِيرَ السِّنِّ إِبَّانَ اغْتِيَالٍ فِي المُرُوجْ.. كَانَ أَبِي ذَاكَ القَتِيلْ.. وَمَا بِكَفِّي رِيشَةٌ أَهْدَاهَا لِي قَبْلَ الرَّحِيلْ.. وَكُلُّ جُرْمِي سَيِّدِي أَنِّي غَفَوْتُ لِلَحْظَتَيْنْ.. فَانْتَابَنِي حُلُمٌ غَرِيبٌ لَيْتَنِي مَا خُضْتُ فِيهْ.. بَعْضُ السُّيُوفِ هُنَاكَ فِي القَصْرِ المُنِيفْ.. تَعَاوَرَتْ جَسَدَ الخَلِيفَةِ فِي الخَفَاءْ.. فَهَوَى عَلَى البُسُطِ المَوَشَّاةِ تُضَرِّجُهُ الدِّمَاءْ.. وَخَرَّ مِنْ أَعْلَى أَرِيكَتِهِ وَلَمْ يُبْدِ حَرَاكا.. وَغَلَّتِ الأَقْنَانُ بُرْدَتَهُ وَخَاتَمَهُ العَتِيقَ وَصَوْلَجَانَهْ.. وَبَايَعُوا رَجُلاً سِوَاهُ.. وَأَجْلَسُوا العَاتِي مَكَانَهْ.
    صَمْتٌ مُرِيبٌ قَدْ حَوَى تِلْكَ الرِّحَابْ.. ثُمَّ صُرَاخٌ وَسِيَاطٌ مِنْ عَذَابْ.. سَنُذِيقُكَ الوَيْلاَتِ حَتَّى تَعْتَرِفْ.. مَنْ هَؤُلاَءِ المُجْرِمُونْ؟؟؟ فَالحُلْمُ لَمْ يَأْتِ هَبَاء!!! لاَ بُدَّ أَنْ قَدْ سَوَّلَتْ لَكَ هَذِهِ النَّفْسُ الأَمَانِي.. وَمَقْتُكَ المَكْبُوتُ فِي اللاَوَعْيِّ لَنْ يَضْحَى حَقِيقَةْ!! مَا دُمْتُ أَجْلِسُ فِي مَكَانِي.. قَدْ كَانَ أَجْدَى لَوْ تَأَمَّلْتَ خِزَانَتَكَ الكَئِيبَةْ!! وَخُلْتَ سَاحَتَهَا تَعُجُّ بِكُلِّ مَا لَـذَّ وَطَابْ.. وَرَأَيْتَ فِي ذَاكَ المَنَامِ الخُبْزَ يَطْرِقُ كُلَّ بَابْ.. وَبِأَنَّ جِسْمَكَ مُكْتَسٍ ثَوْباً يُجَنِّبُكَ العَرَاءْ.. مَاذَا إِذَا كُنْتَ غَفَوْتَ لِسَاعَةٍ أَوْ سَاعَتَيْنْ!!! لَحَلُمْتَ أَنَّ تَمُرُّداً يَجْتَاحُ أُمَّتَنَا السَّقِيمَةْ!! وَأَنَا وَأَمْثَالِي جُلُوسَ القُرْفَصَاءِ عَلَى الرَّصِيفْ.. نَسْعَى لِنَقْتَنِيَ الرَّغِيفْ.. وَلَدَيَّ أَطْفَالٌ صِغَارٌ مِثْلُ أَفْرَاخِ الحَمَامْ.. فِي مِثْلِ سِنِّكَ هَذِهِ لَكِنَّهُمْ لاَ يَحْلِمُونْ.. وَلاَ مَعِيلَ لَهُمْ سِوَايْ.. قَدْ كَانَ ذَاكَ العِلْجُ مَوْلَىً لأَمِيرِ المُؤْمِنِينْ.. سَبَوْهُ فِي بَعْضِ الفُتُوحِ وَهْوَ طِفْلٌ لاَ يَزَالْ.. وَاكْتَشَفُوا فِيهِ الخُنُوعَ فَأَعْتَقُوهْ.. جَعَلُوهُ سَيْفـاً مِنْ سُيُوفِهِمِ العَظِيمَةْ.. وَقَلَّدُوهُ سَادَتِي أَعْلَى المَنَاصِبْ.. فَصَارَ عَيْناً لِلخَلِيفَةِ لاَ تَنَامْ.. يُجِلُّهُ المُتَمَلِّقُونْ.. وَهْوَ مِثَالٌ يَحْتَذِي مَنْهَجَهُ المُتَزَلِّـفُونْ.. وَبِجَنْبِهِ سَيْفٌ وَنَطْعٌ فَوْقَهُ كُتَلُ الرِّقَاعْ.. جَاءَتْهُ مِنْ كُلِّ البِقَاعْ.. مِنْ فَاعِلِيِّ الخَيْرِ يَحْمِلُهَا مَعَ الصُّبْحِ البَرِيدْ.. عَيْنَاهُ غُوِّرَتَا كَبِئْرٍ صَدِئٍ لاَ مَاءَ فِيهْ.. وَبِرَأْسِهِ شَجٌ يُعِيدُكَ أَلْفَ عَامٍ لِلوَرَاءْ.. وَعَلَى مَلامِحِهِ العُبُوسْ.. وَوَجْهُهُ يَتَطِيَّرُ الشُّؤْمُ بِهِ قَبْلَ النُّفُوسْ.. فَهَلْ سَيُشْفِقُ حِينَمَا يَبْكِي صَغِيرُكُمُ أَمَامَهْ!!.
    قُلْ وَاعْتَرِفْ مَنْ هَؤْلاَءِ المُذْنِبُونْ؟؟؟ وَمَنْ يُمَوِّلُ مَا نَوَوْهْ؟؟؟ وَمَنِ الَّذِي يَوْمَ البِسَاطِ بِلاَ حَيَاءٍ بَايَعُوهْ؟؟؟
    صَمْتٌ وَهَمْسٌ ثُمَّ بَوْحٌ وَاعْتِرَافْ.. مَوْلاَيَ إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ صَلِيلَ سَيْفِكُمُ الهُمَامْ.. يَهْوِي عَلَى ظِلِّ الإِلَهِ بِأَرْضِهِ وَسَطَ الظَّلاَمْ.. وَبِكَفِّكُمْ هَذِي الأَثِيمَةْ.. قَدِ اقْتَرَفْتُمْ فِي المَنَامِ بِحَقِّهِ تِلْكَ الجَرِيمَةْ.
    بُهِتَ الَّذِي كَانَ يُدِيرُ الجَلْسَةَ.. حَتَّى تَمَلَّكَهُ الذُّهُولْ.. مُتَوَقِّدَ الأَحْدَاقِ قَدْ دُقَّتْ بِسَاحَتِهِ الطُّبُولْ.. وَبَعْدَ تَفْكِيرٍ قَصِيرٍ لَمْ يُجَاوِزْ لَحْظَتَيْنْ.. مُتَلَفِّتـاً فِي الْغُرْفَةِ الصَّمَّاءِ خَوْفـاً يَرْتَجِفْ.. وَهَامِسـاً فِي أُذْنِ ذَاكَ الطِّفْلِ أَنْ قُمْ وَانْصَرِفْ:(أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلٍ لأَحْلاَمِ الرَّعِيَّةِ عَالِمِينْ!!!).
    بنغازي 0/0/1996م
    نشرت بجريدة الزمان/لندن

    الفهرس
    1. حائط الشّجا …..…………………....…..…………. 5
    2. أقتات حزني …………………..…….……………… 7
    3. احتدام الجذوتين .……………..……..…...……….. 9
    4. رحيل رجاء …………………....………………….. 14
    5. لظى غيظي ………………….....................……21
    6. وجيب اللوذ …………………....……..…...……… 23
    7. لدى ليلى ………………..…....…………..……... 31
    8. لدى نجلاء .…..……………..……………..……… 33
    9. استغاثة اليمامة ……………………………..……… 35
    10. أشجان قلبي ………………………………………… 38
    11. حلم أمّة …………..…….…….………………… 41
    12. أسى السّنوات …………..…………..……………… 43
    13. ريح الأربعين ………………………………..……… 47
    14. جمر الجليد ………………….……………………… 49
    15. بكائية المخذول …………….……………..………… 52
    16. أحزان قافلتي ………………..……………………… 54
    17. عباءة الجمر ............................................. 57
    18. الفلّوجة .................................................. 59
    19. عودة الجواد ………….……..……………..……… 63
    20. خيل الزّيف ………………..……………………….. 66
    21. نشيج الخضم ………………..……………………… 69
    22. حسناء المنامة ……………..……..……………..… 70
    23. الابتسامة ……….…………..……..…….……… 71
    24. اكتظاظ الحيز ………………..……………………… 76
    25. فجر المشارط ……………….……………………… 80
    26. فراخ النّسور ……………………..……..…………. 83
    27. بيت الصّبا ………………....………………………. 85
    28. سنا الأيّام ………………...………..……………… . 86
    29. الشّهد ………………..……..……………..… … 90
    30. سفير الشّجن ………………..……………..………. 91
    31. زيف الشّذا ………………..………………..……... 93
    32. باب المسامير ………………..……………..……… 95
    33. ساحرة البحرين ……………..………………..……. 98
    34. لحظتا حلم …………………..……………..……… 100

    (لوحة الغلاف: من تصميم الفنان القدير علي السّليني)

    السّيرة الذاتية :
    صلاح الدين علي الغزال
    jazalus@yahoo.com
    شاعر وكاتب ليبي
    مقيم بمدينة بنغازي
    تاريخ الميلاد 1963م
    ورث موهبة الشعر عن جـدِّه الشيخ الغزال جنّاب الزُّوَيِّ.
    درسَ حتّى المرحلة النهائية بالجامعة/ قسم التاريخ.
    نشرت له العديد من الصحف والمجلات العربية والمحلية والعديد من الشبكات والمواقع والمجلات الإلكترونية.
    كتب الشعر والمقالة والقصة القصيرة والرواية والمسرحية.
    أجري على أحد دواوينه بحث تخرج من قبل بعض الطالبات لنيل شهادة الليسانس وذلك بالمعهد العالي للمعلمين/ قمينس.
    نال عدّة جوائز في المسابقات الأدبية وكان آخرها مسابقة نجم عكاظ التي أقيمت على مستوى الوطن العربي حيث فاز بالترتيب الثاني.
    له عدّة مخطوطات لم يشاهدها النور بعد.
    خلفية الديوان
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

    قَدْ هَدَّنِي الجُـوعُ وَالإِنْهَـاكُ لاَئِمَتِي
    وَاسْتَلَّنِي السُّهْـدُ حَتَّى كَـادَ يُرْدِينِي
    لاَ دَخْـلَ يَعْرِفُ لِي بَابـاً فَيَطْـرِقَهُ
    وَلاَ حَلِيـفَ مِـدَادٍ سَـائِدَ الجِـينِ
    جَأَرْتُ خَوْفاً لَدَى الإِزْهَاقِ مُرْتَجِفـاً
    وَمَنْ سِـوَى اللهِ إِنْ نَادَيْتُ يُنْجِينِي
    سَيَّـانَ عِنْدِي حَيَـاةٌ دُونَمَا عَمَـلٍ
    وَالمَـوْتُ فَتْكـاً بِبِـطْءٍ دُونَمَا لِينِ
    ضَرْبٌ مِنَ العَظْمِ قَدْ أَوْهَمْتُ أَعْيَنُهُمْ
    لَمَّا اقْتَفُـوا مَأْتَمِـي شُعْثـاً لِتَأْبِينِي
    قَدْ عِشْـتُ بَيْنَهُمُ لاَ ثَـوْبَ يَسْتُرُنِي
    وَبَعْدَ مَوْتِي أَتَـوْا رَكْضـاً لِتَكْفِينِي
    رَبَّـاهُ أَدْعُـوكَ أَنْ تَجْتَثَّهُـمْ إِرَبـاً
    مَنْ بِالأَسَى سَحَلُوا رُوحِي وَتُحْيِينِي

  6. #6

  7. #7
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : USA
    العمر : 47
    المشاركات : 538
    المواضيع : 30
    الردود : 538
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    شكرا لك شاعرنا المتألق صلاح

    ومبروك سلفا على الديوان

    أعدك أن أتجول بين زهوره لإبداء الملاحظات

    تحياتي
    ناصر

  8. #8
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أخي الكريم صلاح الدين:

    نبارك لكم على هذه الهمة وأنت شاعر كبير أحب أن أقرأ له.

    وما طرحك هذا الديوان للتناصح إلا دليل طيبة قلب وتواضع نفس نقدرها لك.

    سنفتتح عما قريب ديوان الواحة وسيضم خيرة أشعار الشعراء في أسرة الواحة وأرجو أن تتحفنا بما تبدع في ذلك الديوان.


    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    الصورة الرمزية صلاح الغزال شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : 222لل
    العمر : 60
    المشاركات : 46
    المواضيع : 15
    الردود : 46
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الأديبان الكبيران ناصر ثابت ود. سمير العمري
    أنه لشرف لي مروركما على انتاجي المتواضع
    ومرحبا بملاحظاتكم وملاحظات جميع الأصدقاء
    أنا أعلم أن في هذا الملتقى أدباء كبار
    ويسعدني الاستفادة من ملاحظاتهم قبل الطبع
    تحياتي للجميع

المواضيع المتشابهه

  1. يا كل ليبيا / تضامنا مع الثورة الليبية / شعر عاطف الجندي
    بواسطة عاطف الجندى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-11-2011, 11:41 PM
  2. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 09:20 PM
  3. احْتِدَامُ الجَذْوَتَيْن (مهداة إلى د. جمال مرسي)
    بواسطة ملك الألم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-01-2005, 09:35 PM
  4. احْتِدَامُ الجَذْوَتَيْن
    بواسطة ملك الألم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-12-2004, 03:23 AM
  5. احتدام الجذوتين
    بواسطة صلاح الغزال في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-05-2003, 02:41 AM