بيـديْنِ راعشـتيْنِ
أحتضن انسـكاب الضَّوْء
في عُنـقِ النَّهـارْ
وعويل صوت الريـحِ يمضغني
ويبصـقُ خطـوتي
خلف الجـرار الباكيـاتِ على الديـارْ
وأكاد من وجـعٍ تحـرَّك صامتـاً
بين المسـاحات المضيئـة في دمي
أغتـال حنجرتي
وأعـود مثل فراشـةٍ منهـوكةٍ
ألقـتْ بها الشَّـهقات من أقصى مَـدار
ويَـدي ..
على قلـقٍ تُهدهدني
وتحشـد قـامتي
وتشـدُّني للضـوْءِ شـأنَ سـحابة ٍ
فـردَتْ جناحيهـا لقُرصِ الشَّـمس
تطلبه البِـذارْ .
تمشـي بي الخطـوات فوق الجُـرح ِ
رغـم مواجعي
وتلُمُّنـي
كالـزعتر البـريِّ , كالـدُفلى
كأنفـاس النَّـدى
من كل زاويـةٍ
عبثـتْ بهـا في اللَّيْـل
أحذيـة الدَّمـار
وتعـود بي
حجـراً .. توضـأ وانتشـى
في كـفِّ طفـلٍ مـاردٍ
لغـةً إذا نضَـب الحـديثُ تَفجَّـرت
هِمَمـاً تُعيـدُ الروح للشـمس التي
غَـرُبتْ
وأنهكهـا التشـرذم والفَـرارْ
يا سـادتي ...
تلك العـواصف لم تـزل
تبتـزُّ من لغتـي
أعـزَّ حروفهـا
تلقي بهـا
للتيـه , للمجهول
أو نحـو الـرَّدى
وتقيـم بين الأهل أسـواراً
بحجـم الـذل والخيبـات
والخـوف المُسيَّـسِ
والحصـارْ
وعلى العيـونِ
على الشـفاه الـلاهثـات سـلاسـلٌ
وعلى الثـرى
فوق الجبـاه المثقـلات
بقيـد ذلِّ الأنكسـارْ
تهتـز بنـت الـروم كالأفعى
بوجـه الشـمس
تحجـب فيضهـا
وتلبسـها مع الأوثـان
في صلـفٍ خمـارْ
فلِـمَ التفـرق يا أحبَّـة أمتي
ومتى ..
متى يصحو رجـالٌ
كان يجمعهم حـوار ؟؟
يا سـادتي
يا سـادة الإقـدامِ
تلـك مـرابعي
تشـكو احتـراف الليـل طعْـنَ نخيلهـا
تشـكو اهتـراء الصُّبـح من أحـلامها
تشـكو التخـاذل واجتـرار الـزَّيْفِ
في كبـدِ النَّهـارْ
القـوا بهـا ...
ثم اتركـوا الأطفـالَ
تصنعُ فيْضَهـا
- [عبثيـة السّـاداتِ تُنـذر
بالتقهقـر , بالدموع وبالعطـبْ
وبـراءة الأطفـال حُبلى
بالنوارسِ , بالصقورِ وبالغضبْ ] -
القـوا بهـا ..
لا تقلقـوا ...
ثم اتركوهـا وانظـروا .
في ظلمـة الأحـداث
تُثمـر رايـةً
خفّـاقـةً
في كفهـا حجـرٌ تقـدّسُ سـرُّهُ
ولَهُ القـرارْ
وتعـود إغنيـةً تدفّـَقَ غيثُهـا
يزهـو بهـا الأطفـال ...
يُنشـدها الكبـارْ .