أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: شعر الحداثة بين الواقع المفروض و الواقع المسلم به

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي شعر الحداثة بين الواقع المفروض و الواقع المسلم به

    شعر الحداثة بين الواقع المفروض و الواقع المسلم به

    من السياق العام للدراسات النقدية للشعر العربي , في الوقت الحاضر , يتوهم القارئ أن هذا الطارئ على الشعر العربي الذي هو شعر التفعيلة و الشعر الحر وما شاكلهما , هو أمر مسلّمٌ به ومقبول , و أننا لبسناه و طعمناه و شربناه و رضينا به , و أن هذا النوع من الشعر اصبح جزءاً لا يتجزأ من تراثنا و من أدبنا و أنه نوع جديد من الشعر لا يمكن الاستغناء عنه في أدب الاجيال العربية القادمة.
    و الواقع غير ذلك تماما , لأن هذه النماذج الشعرية الدخيلة على الشعر العربي , و التي تشكل جزءا كبيرا من صورة الحداثة المقيتة , هي واقع مفروض على الشعر العربي و ليست واقعاً مسلّماً به, و الفرق بين هذا وذاك كبير جدا , فالاحتلال الفكري هو كأيّ احتلال على الأرض لا بدّ أن يزولَ و يحول , و لا بدّ للأمور أن تعود الى نصابها و لو طال الزمن , و الشعرُ العربيّ منذ بدء الفتوحات الاسلامية تعرّض لكثير من التغيرات و لكنه ظلّ محافظاً على شكله التقليدي الأصيل على مدى العصور و الأزمان الى أن وصل الى ذلك اليوم الأسود من عام 1947 في العراق حيث ألبستْه نازك الملائكة والسيّاب بدلَ العمامة قبّعة و بدل العباءة سروالاً , وقد قُوبل هذا المظهر الجديد عند كثير من الناس في ذلك الوقت بالاستهجان , ولكنْ بسبب التأثر بالواقع الذي كان يفرضه الاحتلال و الانتداب ثم الوصاية بعد الاستقلال و التبعية في كثير من الامور, فقد تم تسويق هذا الشكل المسخ عن طريق بعض وسائل الاعلام غير المسؤولة و التي ربما لم تدرك في حينها أنها تسوّق لأحد أكبر المعاول الهدامة للتراث العربي و التي أفرزت فيما بعد الصنم الاكبر أدونيس الذي يحاول بمعوله ليس تحطيم التراث الشعري العربي فحسب بل و التراث الاسلامي و العربي ككل.
    يقول لويس سيديو : إن اللغة العربية حافظت على وجودها وصفائها بفضل القرآن ، ومن ثم فإن كل هذه المحاولات لإفساد جوهرها هي بمثابة هجوم على الإسلام ، يتخفى وراء عبارات كاذبة ومضللة.
    فبعد أن كان امرؤ القيس ولبيد و الخنساء ومجنون ليلى وجرير والفرزدق و المتنبي , وأحمد شوقي , هم مثلا الرموز التي يُفطم عليها رضيعُ الشعر, أصبح شارل بودلير بعبثيته و انحلاله الاخلاقي و عُقَدِه و خروجه حتى على النص الفرنسي التقليدي و تقمص شعره للبالاد* المستورد , هو المثل الاعلى للأقلام الضعيفة التي تحاول اثبات نفسها في ساحة الشعر العربي بشكل خاص و الثقافة العربية بشكل عام , ومعلوم أن نازك الملائكة اخترعت هذا النوع من الشعر باعترافها , لعجزها عن تصوير مأساة الكوليرا التي تفشّت في مصر في حينها و حصدت مئات الآلاف من القتلى , فلجأت الى القوالب الفرنسية لترجمة حالتها النفسية , إذن وباعتراف المخترع نشأ هذا النوع من المسخ الشعري بسبب عجز الشاعرة وليس بسبب عجز الشعر !! كان العجزهو الدافع أيها السادة و ليس الحاجة أو الابداع.
    ونذكر تماما شعر الموشحات الذي نشأ على الراجح في الاندلس و الذي يُعلّقُ أكثرُ الحداثيين اليومَ حماسَهم للحداثة على شمّاعته و شماعة بعض الاقوال الشاذة و المؤوّلة لبعض فقهاء اللغة العربية في المتأخر من العصر العباسي و عصور الانحطاط . ومع أنّ هذا النوع من الشعر قد نشأ في القرن التاسع الميلادي وازدهر على مدى خمسة قرون حتى شاع في المشرق شيوعه في المغرب.. تلاشى و اندثر ولم يبق الا اثراً بعد عين, و لا نرى اليوم أيَّ شاعر أصيل أو حداثيّ يحاول حتى النظم على بحوره المولّدة و المنشقة عن عصا الشعر العربي الاصيل , مع أنه شعرٌ بعذوبته و لطافته كان وما يزال يشق القلوب. وهذا الشعر أصلا استُنبط في معظمه من الدوائر العروضية للفراهيدي وأخذ منها ما أُهمل , أو استعمل البحر العروضي الخليلي معكوساً و ما شابه, ثم تطور بعد ذلك و نما و تشعب وصارت له منظومته الخاصة, و كانت الغاية الرئيسة من استحداث هكذا أوزان ليست لنبذ أوزان الخليل و احلالها محلها, و لكن لمسايرة الفورة الغنائية التي كانت سائدة في ذلك الزمان , فمع طغيان الترف واللهو كان لا بد أن يزدهر الغناء، فاشتهرت الأغاني والألحان واشتهر أصحابها ، وكان الموشح، هو المؤهل لمناسبة الازدهار الغنائي فغادر بيئته الشعرية التي نشأ فيها، وانسلخ عن القصيد ليصبح نموذجاً للأغنية الأندلسية الفصيحة , ولكنه لم يتعرض لكثير من مواضيع الشعر المعروفة اصلا و انما اقتصرعلى مواضيع معينة تقريبا كالغزل ووصف الطبيعة و بعض المدائح , و لكنه في النهاية كما قلت بادَ و انتهى و اصبح ذكرى.
    نعود الى الواقع المفروض و الواقع المسلّم به..
    حاولت فرنسا على مدى عشرات السنين أن " تُفَرْنِسَ " الجزائر , و أن تحل الفرنسية تماما محل العربية وكانت تعاقب بالقتل في أحيان كثيرة من ينطق بالعربية , فماذا كانت النتيجة ؟
    كانت النتيجة أن فرنسا خرجت أخيراً من الجزائر تجرُّ ذيولَ خيبتها و عاد الشعب الجزائري العظيم الى عربيته و عروبته ’ برغم الاثار السلبية الخطيرة التي ما زال يعاني منها الى الآن جراء القهر والاستبداد الفرنسي في أثناء الاحتلال .
    المقصود , إنّ " فَرْنَسَة الجزائر" كانت واقعاً مفروضا و ليس واقعاً مسلّماً و مرحّباً به, و ما فرضته فرنسا في حينها "لفَرْنسة" الجزائر كان لتمييع التحام الجزائري بعربيته , و فكّ الارتباط بين الجزائري و ثقافته العريقة الاسلامية و التي كانت قبل الاسلام , و سلخه تماما عن أمّه الأمّة العربية المسلمة و أبيه الوطن العربي المسلم.
    و الفرنسة أو التغريب اتخذا شكلين جديدين اليوم يتمثلان في الاحتلال الفكري و الثقافي و سلخ العربي عن الجسد العربي الكبير وإلحاقه بركب الحضارة المادية الزائفة , و السكين الأمضى في هذا السلخ هي تشكيك العربي بأصالته واتهامها بالتخلف والقصور , و إلباس العبثية الغربية أثواباً مبهرجة تشد اليها ضعفاء النظر.
    والذي يفرض هذا الواقع هو هيمنة الفكر الغربي في العالم وسيطرته على وسائل الاعلام العالمية و المحلية في أحايين كثيرة وارتباط الوطن العربي بشكل او بآخر بالسياسات الغربية , ومعلوم أن القوي يفرض ثقافته و فكره على الضعيف بطريقة أو بأخرى , فالثقافة الغربية فرضت نفسها في الوطن العربي أفكاراً و مناهجَ فـــي الادب و الفلسفة والسياسة و الاقتصاد وفي الفنون كالغناء و الرسم وحتى في المأكل و الملبس والعادات و التقاليد ما صغر منها وما كبر , وهذا مما لا ينكره الا مقيمٌ على سطح القمر.
    بمعنى , أن الغزو الثقافي الغربي واضح و جليّ في الوطن العربي و في العالم أجمع, و هو احتلال فكري مفروض , و لكنه كأيّ احتلال سيزول يوما من الايام و سوف تشرق الثقافة العربية من جديد لتأخذ موقعها الحضاري القديم و العريق , و مكانتها المرموقة السامقة وعرشها الازلي المرتبط ارتباطا لا فكاك منه بالاسلام , و سوف تنفضُ عنها كل ما علق بها من الدرن و الاوساخ.
    يقول وليم جيفور ويلجراف : متى توارى القرآن و مدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد و كتابه و لا يمكن أن يتوارى القرآن حتى تتوارى لغته .
    ايها السادة ...
    إن الشعر الاصيل و اللغة العربية يتعرضان للقهر كما يتعرض له الاسلام تماما.
    فكلُّ قلمٍ أصيل يُقتل في مهده قبل أن ينطق ببنت شفة , و تُشنّ عليه حروبٌ شعواء من كل حدب و صوب و يُتّهم بالرجعية و التقليد والتخلف و القصور و ما الى هنالك من الاوصاف التي لا تنطبق الا على قائليها .
    أما أقلام الحداثيين فتُقام لها أعيادُ الميلاد حتى قبل أن تولد و تُقام لها المنابر الاعلامية والمهرجانات التسويقية و تحظى بالدعم المعنوي و المادي لمجرد احساس الجهات المعنية بانتساب هذه الاقلام الى الغرب ثقافة و فكراً , و مقتِها بطريقة أو بأخرى للموروث العربي و الاسلامي .


    محمد البياسي


    * البالاد : هو نص يشبه الموال القصصي في العربية وهو الشكل الذي استوحاه وردزورث وكوليريدج في ثورتهما على جمود الكلاسيكية . وقد وجد بودلير ضالته فيما كتبه الوزيوس بيرتيران من بالادات نثرية مستوحاة من ترجمات البالادات الاسكتلندية والالمانية الى الفرنسية ليخرج بها على الكلاسيكية السائدة في ذلك الوقت.

  2. #2
    الصورة الرمزية صفاء الزرقان أديبة ناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 715
    المواضيع : 31
    الردود : 715
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    يقول وليم جيفور ويلجراف : متى توارى القرآن و مدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد و كتابه و لا يمكن أن يتوارى القرآن حتى تتوارى لغته
    .

    تواري القرآن يعني تواري اللغة و التي تمثل الرابط الاساسي و الوحيد بالدين الاسلامي

    الذي لا يمكننا اقامته الا باللغة التي هي اساس الصلاة وهي عماد الدين وغيرها من شعائر هذا الدين

    هم عرفوا اي الاشياء يحاربون و انطلقوا يعملون بجد لالغاء اللغة و اقصائها سواء كان ذلك بالشعر او غيره من

    الاساليب التي تنوعت .

    فكلُّ قلمٍ أصيل يُقتل في مهده قبل أن ينطق ببنت شفة , و تُشنّ عليه حروبٌ شعواء من كل حدب و صوب و يُتّهم بالرجعية و التقليد والتخلف و القصور و ما الى هنالك من الاوصاف التي لا تنطبق الا على قائليها .
    أما أقلام الحداثيين فتُقام لها أعيادُ الميلاد حتى قبل أن تولد و تُقام لها المنابر الاعلامية والمهرجانات التسويقية و تحظى بالدعم المعنوي و المادي لمجرد احساس الجهات المعنية بانتساب هذه الاقلام الى الغرب ثقافة و فكراً , و مقتِها بطريقة أو بأخرى للموروث العربي و الاسلامي .


    صدقت حظي هؤلاء بالدعم و التسويق لانهم يخدمون مخططاً فيه منفعة اعداء الدين و الامة

    فوجب عليهم تقديم الدعم لجندهم و محاربة اصحاب الاقلام التي تمثل سياطاً جالدة لهم

    و تكاتفت معهم جهات كثيرة للاسف في عالمنا

    وكيف نكتب والأغلال في فمنا ** وكل ثانية يأتيك سفاح

    استاذ محمد موضوع قيم و غيرة و دفاع عن الامة ولغتها تشكر عليهما
    بوركت
    تحيتي و تقديري

  3. #3
    الصورة الرمزية مكي النزال شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : عمّان
    المشاركات : 855
    المواضيع : 21
    الردود : 855
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    الأستاذ العزيز محمد البياسي رعاه الله
    أوافقك فيما يخص جوهر الموضوع وهو أن اللغة العربية تُهاجَم بشراسة وأن العدوّ قبل الصديق يعرف أنها عماد حضارة الأمة وأملها المتجدد بالنهوض. الذي أودّ ان اضيفه هو أن شعر التفعيلة يمثل اختلافًا عن القصيدة الأصيلة، لكنه بات مقبولاً وليس كغيره (ما يسمى قصيدة النثر) في شذوذه عن تسمية الشعر واصوله. كما أن روّاد شعر التفعيلة ومن يكتبوه مختلفون تمام الاختلاف عن كُتذّب المنثورات. لا اقول ذلك لأني أقول شعر التفعيلة وأحبه، لكن انظر إلى رواده أو لنقل رائديْه نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وكذلك من تلاهم، تجدهم ذوي التزام فكري وأدبي كبير ومواقف ليست كمواقف أولئك الآخرين.
    أما من حيث البقاء فأظن الكل باقين، لكن ذلك لا يعني النجاح فالخير يبقى والشر يبقى.
    وتبقى الأصيلة سنام الشعر العربي وعينه ورايته وإن كثر حولها الغث والسمين.
    تقبل وافر تثميني وإعجابي.

    .

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البياسي مشاهدة المشاركة
    يقول لويس سيديو : إن اللغة العربية حافظت على وجودها وصفائها بفضل القرآن ، ومن ثم فإن كل هذه المحاولات لإفساد جوهرها هي بمثابة هجوم على الإسلام ، يتخفى وراء عبارات كاذبة ومضللة.
    فبعد أن كان امرؤ القيس ولبيد و الخنساء ومجنون ليلى وجرير والفرزدق و المتنبي , وأحمد شوقي , هم مثلا الرموز التي يُفطم عليها رضيعُ الشعر, أصبح شارل بودلير بعبثيته و انحلاله الاخلاقي و عُقَدِه و خروجه حتى على النص الفرنسي التقليدي و تقمص شعره للبالاد* المستورد , هو المثل الاعلى للأقلام الضعيفة التي تحاول اثبات نفسها في ساحة الشعر العربي بشكل خاص و الثقافة العربية بشكل عام ,

    ومعلوم أن نازك الملائكة اخترعت هذا النوع من الشعر باعترافها , لعجزها عن تصوير مأساة الكوليرا التي تفشّت في مصر في حينها و حصدت مئات الآلاف من القتلى , فلجأت الى القوالب الفرنسية لترجمة حالتها النفسية , إذن وباعتراف المخترع نشأ هذا النوع من المسخ الشعري بسبب عجز الشاعرة وليس بسبب عجز الشعر !!
    كان العجزهو الدافع أيها السادة و ليس الحاجة أو الابداع.
    بمعنى , أن الغزو الثقافي الغربي واضح و جليّ في الوطن العربي و في العالم أجمع, و هو احتلال فكري مفروض , و لكنه كأيّ احتلال سيزول يوما من الايام و سوف تشرق الثقافة العربية من جديد لتأخذ موقعها الحضاري القديم و العريق , و مكانتها المرموقة السامقة وعرشها الازلي المرتبط ارتباطا لا فكاك منه بالاسلام , و سوف تنفضُ عنها كل ما علق بها من الدرن و الاوساخ.

    إن الشعر الاصيل و اللغة العربية يتعرضان للقهر كما يتعرض له الاسلام تماما.
    فكلُّ قلمٍ أصيل يُقتل في مهده قبل أن ينطق ببنت شفة , و تُشنّ عليه حروبٌ شعواء من كل حدب و صوب و يُتّهم بالرجعية و التقليد والتخلف و القصور و ما الى هنالك من الاوصاف التي لا تنطبق الا على قائليها .
    أما أقلام الحداثيين فتُقام لها أعيادُ الميلاد حتى قبل أن تولد و تُقام لها المنابر الاعلامية والمهرجانات التسويقية و تحظى بالدعم المعنوي و المادي لمجرد احساس الجهات المعنية بانتساب هذه الاقلام الى الغرب ثقافة و فكراً , و مقتِها بطريقة أو بأخرى للموروث العربي و الاسلامي .
    أعادتني لهذه المقالة الرائعة قراءتي لدراسة وضعها كاتب " أكاديمي" في شعر شاعر شاب ، أسقط ما شابها على الشعر العامودي وحاول بها النيل من الشاعر الشاب وتكسير أضلعه وتحطيم حرفه وملكته ، متصورا أنه بذلك يصيب الشعر الأصيل في مقتل ويقتل حماس الشاعر له

    ويظل الطاريء لزوال والأصيل باق ما بقيت حياة

    شكرا شاعرنا الرائع محمد البياسي

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    أحببت أن أضع هنا ردا على ما يسمونه بالحداثة
    بقصيدة تفعيلة للدكتور سمير العمري

    فلنستمتع معا بقراءتها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري مشاهدة المشاركة


    حَدَّقَتْ فيَّ اللَيَالِي ثُمَّ قَالَتْ:
    لا تُكَابِرْ
    أنْتَ فِي الـمَيْدَانِ خَاسِرْ
    أيُّهَا النَّجْمُ الـمُسَجَّى بَينَ أحْدَاقِ الـمَحَابِرْ
    أيُّهَا النَّظْمُ الّذِي يَنْسَلُّ مِنْ حِضْنِ الـمَقَابِرْ
    أيُّهَا الـمُرْتَدُّ عَن مَاضٍ وَحَاضِرْ
    دَعْكَ مِن ضَبْحِ الحَنَاجِرْ
    إنَّ نَـخْبَ الشِّعْرِ فِي نَـحْبِ المَشَاعِرْ
    وَسُلافُ الـحَرْفِ سِحْرًا شَدْوَ طَائِرْ
    أَنْتَ لا تَهْوَى الأَزَاهِرْ
    لَسْتَ إِلا رَجْعَ غَابِرْ
    لَسْتَ إِلا الصَّقْرَ يَفْري كُلَّ حَرْفِ بِالأَظَافِرْ
    فَارْتَقِ الإِمْتَاعَ مَعْنَا، واستَقِ الإِبدَاعَ مَعْنَى، أَو فَغَادِرْ

    أيُّهَا اللَيْلُ الذِي يَقْلَى سِرَاجَهْ
    أيُّهَا الـمُنْدَسُّ لَـهْوًا فِي الزُّجَاجَةْ
    أيُّهَا الـمَفْتُونُ فِي عَصْرِ السَّذَاجَةْ
    فِي زَمَانٍ لا يُلَبِّي لِلكِرَامِ الصِّيدِ حَاجَةْ
    نِصْفُ حَرْفٍ يُلبِسُ الـمَغْرُورَ تَاجَهْ
    لَن تُبِيضَ الدِّيكَ إِنْ صَاحَتْ دَجَاجَةْ
    لَن تُنِيلَ الـمَجْدَ لِلعَادِي لَجَاجَةْ
    لَكَ مَا شِئْتَ مِنَ التَّعمِيدِ وَالعُشْبِ
    وَعَشتَارَ الَتِي تَلهُو بِتَسرِيحِ الضَّفَائِرْ
    لَكَ أَنْ تَلْعَنَ مَاءَ النَّهرِ
    أَو تَلْعَقَ كَأسَ الخَمْرِ
    أَوْ تَنْعَقَ مِلْحَ الصَدْرِ
    أَو تَشكُو انْكِفَاءَاتِ الـخَواطِر
    لَكَ مَا شِئْتَ وَلِي وَحْدِي مُنَاجَاةُ الضَّمَائِرْ

    مِنْ نَحِيبِ الرِّيحِ تَـجتَرُّ اللَيَالِي
    وَانْعِتَاقُ الرّوحِ تَوقًا لِلمَعَالِي
    وَالـمَنَايَا لا تُبَالِي
    لَنْ أَصُبَّ الـحَرْفَ خَمرًا فِي تَهَاوِيمِ القَصِيدَةْ
    لَنْ أَعُبَّ الرَّأْيَ مِنْ دِنِّ الكِنَايَاتِ البَلِيدَةْ
    لَنْ أَعُدَّ اللغْوَ فَـخْرًا ، لَنْ أُعِيدَهْ
    ذَاكَ مَـجْدٌ لَنْ أُرِيدَهْ
    دَعْ سَرَابَ الـحَرفِ يَا أشْلَاءَ تَاجِرْ
    إِنَّ قُرْصَ النَّمْلِ لَا يُؤْذِي الجَوَاهِرْ
    فَأَنَا الشِّعرُ الّذِي رَأيًا إِلَى خُفَّيْهِ تَصْبُو
    وَأَنَا الدَّرْبُ الَّذِي لَأيًا عَلَى سَفْحَيْهِ تَـحْبُو
    وَعَلَى وَهْمِكَ مَهْمَا أُجِّجَتْ نَارٌ سَتَخْبُو
    فَاتَّعِظْ مِمَّا تُـحَاذِرْ
    لَيْسَ أَهْلًا لِانْتِقَادِ الشِّعْرِ حُكْمًا جَوْرُ غَادِرْ
    لَيْسَ عَدْلًا أَن يُدِينَ الرَّأْيَ سَادِرْ
    لَيْسَ حَقًّا أَنْ يُبِينَ الآَيَ كَافِرْ
    يَا مُقَامِرْ
    لَيْسَ يفُتِي فِي عَذَارَى الطُّهْرِ عَاهِرْ


  6. #6
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي

    والأدهى من ذلك ما يختبئ خلف ما يسمى بـ ( قصيدة النثر )
    من أفكار خطيرة ومراوغات خبيثة للنيل من ثوابتنا
    فالمسألة ليست فقط قوالب وأشكال ، وإنما عقيدة وفكر ..

    وهنا في الواحة مقالتان تصبان في نفس الموضوع
    ( قصيدة النثر وشيء عن الحداثة )
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=56416
    ( أزمة التعبير )
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=58751

    أرجو أن يكونا مفيدين ..


    الاستاذ الكريم محمد البياسي

    تقبل خالص تحياتي
    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    موضوع مهم ومفيد ، لله درّك أستاذ محمد ، بارك الله فيك

    دمت موفقاً

    تحياتي
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!

  8. #8
    أستاذة علوم اللغة
    تاريخ التسجيل : Jun 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 224
    المواضيع : 36
    الردود : 224
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الأستاذ محمد البياسي

    صدقت ، فالشعراء الحداثيون معاول هدّامة للغة ، فتجدهم يتحرّرون من سلطان القواعد اللغوية ولا ينضبطون بضوابط اللغة الفصيحة بدعوى الشعر أو الوزن . و غاب عنهم أن الشعر و الإبداع هما اللذان يجب أن يخضعا للغة ، وليست اللغة هي التي يجب أن تخضع للإبداع فيتلاعب بها كلّ على طريقته . و للأسف فكثير من هؤلاء " االشعراء " لا يمتلكون ناصية اللغة و لا يُعيرون سلامتها اهتماماً .
    إن الصحّة اللغوية - في نظري - هي أهم عناصر التقييم للنصّ الشعري ثم تليها الصّور الشعرية و الإيحاءات و القوافي ... فبدون لغة سليمة لا يكون النصّ متكاملا شكلاً و مضموناً ، بل بدونها ستفسد السليقة و الذوق اللغوي سواء عند المبدِع أو عند المتلقّي .
    إن التحرّر في جانب التفعيلات لا يجب أن يتبعه تحرّر من اللغة !!

    بوركت ولا فض فوك

  9. #9
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ د خديجة إيكر مشاهدة المشاركة

    إن التحرّر في جانب التفعيلات لا يجب أن يتبعه تحرّر من اللغة !!

    فليتأمل الحداثيون هذه العبارة الفريدة ..



المواضيع المتشابهه

  1. أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية
    بواسطة سامح عسكر في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 03-03-2012, 09:41 PM
  2. حرمة المسلم على المسلم
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ الدِّينِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-12-2007, 04:58 PM
  3. فتّشْتُ أسرارَ الزمان ِ ومَنْ بهِ
    بواسطة حمود الشمري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 08-07-2007, 10:41 AM
  4. عمل المرأة بين الرأي والواقع المفروض
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-01-2005, 04:58 PM