{إذا جاء الربيع وحلَّ فينا}
خليليَّ ادرءا عني الظنونا **** وطوفا بالمنازل عاذرينا
طويت من الهوى سبعين حولاً **** وما السبعين أحسبها يقينا
أرى أهل الهوى زادوا ولوعاً **** وما كانوا بوصلٍ ظافرينا
وخاضوا في بحور الحب غرقى **** وقد ركبوا بحور الشاعرينا
هم الشهداء عند الله حقاً **** وهم جند الهوى مستبسلينا
براهم شوقهم حتى تراهم **** يطير فؤادهم حيناً وحينا
فسلهم أي وجد نحن فيه **** إذا جاء الربيع وحلَّ فينا
وفي لون السماء صفاء قلبٍ **** رماه صدود من يهوى طعينا
وقام الزهر في خجلٍ وشوقٍ **** لكف حبيبة رفقاً ولينا
به من حمرة خدٌ صبيٌّ **** تسيل به دماء العاشقينا
وأيك فوق أغصان تغني **** فتتبعها الطيور مؤمنينا
ومال الغصن فوق الغصن يشكو **** ويحكي قصة المتلوعينا
وتبر الأفق ألحاظ مراضٌ **** سقت أرض الهوى ماءً معينا
ونورٌ زاده نور المفدى **** شفيع الخلق خير المرسلينا
أتى بسعادة الدنيا إلينا **** كصبح بعد ليل الغافلينا
يزيد حياتنا علماً ونوراً **** وأميٌّ يعلم قارئينا
وتنشر دينه الأخلاق يسراً **** ويمحو العسرَ يسرُ الذاكرينا
له عزُّ الشفاعة تحت عرش **** ويرجو جود خير الراحمينا
يعوذ بربه من كل شرٍ ****ويبطل كيد سحر الساحرينا
إذا ما استل للكفار سيفاً **** يسوء به صباح المنذَرينا
ولا يبغي رقاباً أو عبيدا **** ولكن قتل كفر الكافرينا
فعزت دولة المتواضعينا **** وذلت دولة المستكبرينا
وكم ماضٍ وماضٍ منه قاموا **** وكم قاضٍ وقاضٍ مرجئينا
هو الإسلام دين الله يبقى ****وتخبو فيه نار الحاقدينا
يحب المرء فيه أخاه حتى **** يصيرا واحداً أو أن يكونا
فإن يك في الدنا شيء جميل **** فذاك جمال خير المرسلينا
نهارهمُ جهادهمُ ، وليلاً **** يجافون المضاجع ذاكرينا
أيا قومي انظروا ما نحن فيه **** فذي مرآة قومٍ غابرينا
أيا مولاي قد عظمت ذنوبي **** فكن لي سيدي حصناً حصينا
لقد كان الهوى حُجُبَاً لنفسي **** وأخشى النار دار الكافرينا
وأثقل كاهلي ذنبي و وزري **** وقد كسبت يدي والمذنبينا
وقفت بباب عفوك مستجيراً **** وما كان العفاة بموصدينا
فأنجد مسني ضرٌ عظيم **** وصل حبلي بحبل الفائزينا
وزد ربي صلاةً مع سلامٍ **** لأحمد دكَّ حصن المشركينا