متأخرا جدا عن الظروف المناسبــــــة لتطبيقها ولو أن النظرية الاشتراكية طبقت في لحظة ولادتها لكانت أعطت نتائج مغايرة عن المرحلـــة التي طبقت فيها .. وهذا قلما يحدث في علم الاجتماع لأنه علم يتحرك كالرمال المتحركة عكس بقية العلـــــوم ويأتي الدواء فيه متأخرا في معالجة الداء .. لأن من يتحسس آلام ومعانات المجتمعات الإنســــانية هــــم مــــن يشعرون بها وغالبا ما يكون هؤلاء بعيدين عن مواقع التأثير في الحكم واتخاذ القرار ، ولهذا بعد أن يتعرفها المجتمع ويعقلها ويقلب الحكم لتطبيقها تكون قد استحدثت ظروف لا تحمل ذات التجانس التي بــنى عليــــها المفكر نظريته ولم يحدث هذا قط إلا في الرسالات السماوية ، وبعد أن سقطت كل الإيديولوجيــات التي تحقق
للأغلبية من البشرية بعض مصالحها أو ما تراه حق لها .. وباختصار يكون هذا الحق على شكل معادلة أي أن الفرد يعطي في مجتمعه ما يعادل ما يأخذه من هذا التجمع ومن ثروات الأرض التي يعيش عليها … ثم أن هذه المجموعة في تبادلها عليها أن تعطي للأمم ما يعادل ما تأخذه من هــــذه الأمم إن كـــان من خلال التجارة العادلة أو أي مبادلات ويكون ثمرة جهود العلماء للعالم قاطبة لأنــهم أرادوا ذلك ولـــيس استثمــــار جهود العلماء الذين هم خلفاء الأنبياء ويد الله في الأرض تستثمر وتستغل لصالح الــــمؤسسات الإمبريــــالية وأصحاب رؤوس الأموال ويجندوا الشبا ب للهيمنة على مقدرات هذا الكوكب وذلك ليس لـــــهدف واضــــح يستحق كل هذا الإجحاف بحقوق الأمم والأجيال والإنسان .
وأن المعادلة غير صحيحة وغير متكافئة في العلاقات بين من يحكمون الشعوب باسم الدول .. وكــــــــــذلك المعادلة غير متكافئة وصحيحة بين أفراد ما يسمى بالدولة الواحدة وبين العصابة الحاكمة لأفراد البلاد وبالنظرة التركيبية نرى أن هذا الوضع مكمل للآخر أو سبب له على ظهر هذا الكوكب .
وكل ما هنالك من أشكال صورية لترميم الصدوع في الأمم والشعوب والأفراد ليست سوى مســــــــكنات أو استئصا ل أ وبعثرة الهيدرا الكثيرة الرؤوس وهذا لن يغير شيء إذ أن الحق مبهم فهيئة الأمم لا تعبر عن إرادة شعوب هذه الأمم بل هي تعبير عن مصالح جلادي هذه الأمم ومصاصي دمائها من زعماء وشـــــــــــركات ومؤسسات وحق الملكية للشركات ومصالحها في العالم تشرف عليه الأساطيل والجيوش وليس الــــــــــعدل الحقيقي .. وحق الأفراد مبهم ومكمل لهذه الأشكال والقوانين الوضعية التي صيغت لتخدم العصابات الحاكمة باسم دول إن كانت صغيرة في العالم الثالث أو كانت أكبر فبما يسمى الدول الكبرى .
وحينما يسود وضع كهذا وخاصة في القرنين الأخيرين حيث أصبح عند غالبية سكان هذا الكوكب الوجود والعدم سواسية ، وعندما تحكم المصالح بين الأمم والأفراد وتُنحّى المبادئ جانباً يبحث الطرف الخاسر في هذه المعادلة عن حل .
وحينما يستعصي الحل لأسباب كثيرة وينكفئ الإنسان على حطام مشاعره وضبابية المستقبل لديـــه ومصير أبنائه وأحفاده ويبحث عن مصادر قوة للحد من تأثير هذا الواقع عليه ، فتبرز القواسم المشتركـــة للخاسرين ويبحثون عن مساندة لأن إمكاناتهم ضعيفة وهم مسلوبي الحقوق والحرية وموارد الأرض التــي يـــــعيشون عليها (اللهم إلا فتات الفتات) الذي يأخذه حكامهم ، وكثيراً ما كانوا يقعون في مصيدة وألاعيب القــــــــــوى الكبرى كما حدث للحركة الوهابية حينما أدت دورها دون علم منها واستغلها البريطانيون في شبه الجزيــرة العربية كحركة



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي