الدرة
لا شعر يامهجتى أبغى ولا أدبا
مذ أيقظ الحس فى الإنسان والغضبا
طفل تربع فوق القلب متكأ
على دموعى يضم الضحك واللعبا
يذوقنى المرَّ لا يدرى حلاوته
يستعذب الموت من عن نفسه اغتربا
فى القلب يمسح أنَّاتٍ فيقلقه
صوت التمنى إذا غنى أو انتحبا
يهزنى والعصافير ارتوت فزعا
ما للحمامة أمسى عشها خربا
تطوى براءته كفاى منحنيا
هل أبقت النار من أحلامنا حطبا
ظمآن , يا مهجة الآمال , يقتلنى
أن أشهد الضحك فى عينيك مكتئبا
ياابن الوعود أبوك الآن منكسرٌ
تحت الحوائط يحشو عمره سغبا
فارحم ضعيفك ياابن الصبر عذبنى
دمى بكفيك حيرانا ومضطربا
أقوى من الموت فى جنبىّ مزقنى
أن أشهد الحزن فى عينيك والعتبا
مدّ الذراع على الآفاق مئذنةً
وقاتل الخطو , فوق الموت قد وثبا
أبى , هناك أرى طفلا يلاعبنى
والطفل جوّاى يحسو عمره لعبا
أبى هنا كان يحنو فوق أغنيتى
فحين جاء رصاص يكره الطربا
قبّلت كفَّ حذاء راح يدهسنى
ويبصق الشتم والإذلال والرهبا
دمى , أبى لملم الأشلاء يا أبتى
إن الرصاص تخطى القلب والتهبا
مالى أنادى ولا صوت ولا أذن
فى الموت أبحث عنه ما وجدت أبا
والأم ثدى بعيد النيل روّعه
مَن عذَّب الأم تنكيلا ومن حلبا
يقهقه الموت فى عينيه يحضنه
فينهر الحضن سهما مزق العصبا
أبى إذا كان حقا قلبهم حجرا
فلنقذف القلب فى أحشائهم لهبا
سأذهب العمر لا همس ولا كلم
وما لصمت إذا لم يقذف الغضبا
خذنى إليها لقدس كم نصدعها
شجبا ومؤتمرات أرهقت خطبا
فكم بكينا دما فى موت أندلس
ومزق الوجع الأقلام والكتبا
واليوم يا قدس ملَّ الدمع أعينهم
فمن عليهم بكى , إذ سُنِّدوا خُشبا
أنستعير أحاسيسا معلبة
ونشحذ العطف , أم نستورد العربا
فكيف أشكو ؟ لمن يارب إن فهموا
حرية الدين والدنيا لمن غلبا
أشكو إليك سلام القهر أعجزنى
رباه أشكو إليك الظلم والعربا
فالقدس تشرب طينا من حوافرهم
وها همُ يشربون النفط والذهبا
أوّاه يا قدس صبرا إن وعدك نجمٌ
فى عيون الليالى بات مرتقبا
ياقدس مالك ترمين العتاب بوجهى
هل أُملَّك إلا الشعر والتعبا
أبى تعال وكن حتى ولو حجرا
لكى نريهم مع ابن الدرة العجبا
فها ينادى ورب القدس أسمعه
فى القلب صوتا يهز العمر منتحبا
يا سادة الفكر والإيمان معذرة
نسيت أن أشكر الأقلام والأدبا
نسيت أشكر أمريكا مكللتى
بالحب , أشكر إسرائيل والعربا
شكرا لكم يا ضمير الدين أشكركم
شكرا لمن خاننى شكرا لمن صلبا
شكرا لمن لملم الأشلاء فى أسف
شكرا لمن ناحنى شكرا لمن شجبا
شكرا لمن زفنى للموت منتصرا
بالموت أحيا وبالإسلام منتصبا