بسم الله الرحمن الرحيم

إنها كلمات اعتراف بالذنب، من غير توبة إلى اللَّه، أو اعتذار للمسلمين، لقد تكلم بلسان حال حكام المسلمين جميعهم، الذين جمعهم الذل والخوف على المصير في الدنيا فقط. إنه يعترف، والاعتراف أقوى أنواع الإقرار، أن حكام المسلمين ديكتاتوريون، يحتاجون إلى التقويم، وأنهم لا يحترمون شعوبهم، وهم غير محترمين من غيرهم. إن دعوته أن تقفل السجون السياسية كم تحمل في طيّاتها من ظلم، وقهر، وإذلال مارسوه على كل من خالفهم، كم تحمل في معانيها من جرائم ارتكبت بحق المسلمين.

لقد عبث الأميركيون برؤوس حكام المسلمين عندما عبثوا برأس صدام، فحاكم يضع يده على رأسه، وآخر يغطي رأسه، وثالث يريد أن يحلق رأسه...


لقد تكلم الرئيس اليمني بالنيابة عن جميع إخوانه من الحكام، محدداّ الخيار والمسلك والطريق الذي يجب سلوكه... إنه طريق الديمقراطية، وداعياً إلى أن تبقي سجون الإرهابيين مفتوحة. إن تصريحات هؤلاء الحكام وتصرفاتهم تؤكد أنهم ليسوا من الأمة، والأمة ليست منهم في شيء... إنهم أقبح وأوقح خلق اللَّه، تراهم ملعونين من الأمة أينما ثقفوا، ومع هذا يعلنون أن الأمة اختارتهم وانتخبتهم، ... إنهم يعرفون واقعهم السيئ المفروض والمرفوض، ومع هذا يبقون جاثمين على صدر هذه الأمة. يحمون أنفسهم بالمخابرات، ويكممون أفواه المعارضين لهم الرافضين لحكمهم بالأجهزة الأمنية، ويزينون باطلهم بوسائل الإعلام، ويسخرون ميزانية الدول لهم، ولزبانيتهم، يتصرفون بها وكأنها ملك لهم، يحرمون شعوبهم لينعموا بها هم وأتباعهم.




أيها المسلمون

إن هذه الأنظمة يجب أن تكف أيديها عن ذبح المسلمين، أو المشاركة في ذبحهم... إن هذه الأنظمة يجب أن تسقط في أيدي المسلمين، لا في أيدي أميركا، ... إنه يجب أن لا يرضي المسلمين إلا ما يرضي ربهم، وإن ما يرضيه هو أن يقوم أمره، وترفع كلمته، وينتشر حقه ويزهق باطل الكفر... وإن مفتاح ذلك كله أن تقوم للإسلام دولته تطبق شرع اللَّه في الداخل وتحسن التطبيق، وتحمله إلى الخارج لينعم بخيره البشر.

أيها المسلمون

أعطوا قيادكم لمن يعرض عليكم مشروع الخلافة الراشدة التي تكون على منهاج النبوة، وادعوا أبناءكم من أهل القوة كي ينالوا شرف نصرة هؤلاء الدعاة، كي يظهر الدين وتتم كلمة اللَّه، ولو كره الكافرون. قال تعالى: ]وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ[[يوسف/21]