في حفلةِ الأشعــــارِ كـانَ لقاؤُنا
وتزيّـــنـَــتْ أوراقـُـــنَا بمــِـــدادِ
عينانِ في عينـينِ زوبـــــعةٌ أتتْ
بحــــرًا فألـقى مَوْجَــهُ بِعِـــنَادِ
الصَّخْــرُ خـَــرّ بِــذُعْــرِهِ مُتفتّـِتًا
رَمْـلاً تَبَـعْـثَرَ في ضِفَافِ الوادي
حـَــرْفٌ عَلى حَـرْفٍ عَلى أوراقهِ
فَـقَــصِـيـدةٌ أزليّـةُ الأبعـَــــــــــادِ
كانَ اليراعُ علَى زُجَـاجَةِ حِـبْرِهِ
عُصفورةً ضَحِكَتْ على الصّـيّادِ
نَحَـتَـتْ بِكُلِّ شـَراسَـــةٍ أشـواقَهَا
و اسْتَمْـسَـكَتْ بِمَنَـاقِبِ الأسْيَادِ
فَترى زَخارِفَ لَمْ يَجدْ إنسٌ لَها
شَـبَهًا ولاَ جِـنٌّ بِكُلِّ الضَـــــــادِ
عَرَبيــةَ الإتْـقَانِ تَحْسبُ صنْعَها
نَحتًا تجَسّدَ فِي صَميم فُؤادِي
فَبِها القَوافي الرّاسِيَاتِ بِمُهْجَتي
رَسَــمَتْ سِنينَ العِـزّ و الأمجادِ
شعرًا ومَا شعري سِوَى جُرحٍ هُنا
وَهُناك دَمْع لمْ يزلْ بِوِسَادي
خَاصَمتُه عُـمْرا وَ جاءَ مُصالِحًا
في دفتري من دون مَا مِيعَـــــاد
فَــتزاحمتْ أحــــلامُهُ برسـالةٍ
بٌعِثَتْ بِدُونِ رَسُولِها الْمُعْــتادِ
فَتَهَاطَــلَتْ بَسَـماتُها طَوْعَا كَمـا
تَتهَاطل الأَضْـــواءُ فِي الأعْـيَاد
وَبِهَـا تَجَـلّتْ زَهْــرَةٌ جَـبَلِـيّـةٌ
كَـمْ ذَا تُـدَاوي زَهْــرَةُ الْكَـــبّادِ
فَجِـــراحُنَا نُكِئتْ وَصَـار دَواءُهَا
مُتَعَـسِّرًا مِثْلَ اشتـــِعَالِ رَمَــــادِ
لَكنَّـنِي أبْـــقَى أُفَــتِّــشُ عَـلَّـنِي
أَلْــقَى بِبَحُر الحِـبْرِ حُلم سُــعَادِ
أشعارهَا جِـسْرٌ بدونِ مَراكِــبٍ
حَرَقَ البَوَاخِرَ طَارِقُ ابْنُ زِياد