إيـَّاك والعشق
***
خيالك مـــــــــــنْ قبلِ المنامِ أتانيا
فما ذقتُ نومًا ليلتي ونهـــــــــاريا
فبتُّ أبثُّ النجمَ همـــــــي وأشتكي
إلى أن بكى وهو الأصم لحاليا
أعِدْ لـــــــي منامي بالوصال فإنَّني
ملاقــــي الرَّدى إنْ لمْ أراك أماميا
فمـــــــا ذاقَ نومًا عاشقٌ في حياته
إلـــى أنْ يذوقَ الموتَ أو أنْ يُلاقيا
دعوتـُك يــــا ربي أنْ ترينيَ وجهه
متى يـــــا إلهـــــي يُستجابُ دعائيا؟!
فللهِ أشكو مَــــــــــــنْ بُليْتُ بعشقه
وصيَّرَ أيَّامــــــــــــيْ جميعًا لياليا
و لله عشقٌ قــــــــــــدْ بُليت بحسْوِهِ
ويــــــا ليتني ما كنتُ للعشقِ حاسيا
أ أصبو وقــدْ لاحَ المشيبُ بعارضي
وما كنتُ فــــي عهدِ الصِّبا مُتُصابيا؟!
وما كنتُ فــــي شرخِ الشبابِ معَّذبًا
بعشقِ الغوانـــــــــــي أو بهنَّ مباليا
وكنتُ إذا مــــــــــــا الغانياتُ لقينَنِي
تورَّد خدِّيْ أحــــــــــمرَ اللونِ قانيا
وإنْ هُنَّ يومًا فـــــي الطَّريقِ سألنني
تخرْبطتُ لا أدري وإنْ كـنتُ داريا
وإنْ هُنَّ يومًا قــــــدْ ذ ُكِرْنَ بمحْضرٍ
تعوَّذتُ مِــــــــنْ شرِّ الغوانيْ ثمانيا
وليسَ بذنبي يـــــــــــــــا أخيُّ وإنَّما
رُبيْتُ علـــــــى هذا صغيرًا وناشيا
بَنَوا بيننا سُورًا رُبيتُ بظلـِّــــــــــــهِ
أراهُ عــــلــــــــــى الأيَّام مثليَ رابيا
فيا ربِّ لا تغفرْ لمَنْ كانَ قـــــــدْ بنى
ويا ربِّ لا تغفرْ لـمَـــــنْ كانَ راضيا
فمــا كنتُ أدريْ قبلَ يوميَ ما الهوى
وما زلت عن دربِ الهوى متعاميا
إلـــــى أنْ رمى قلبي الحبيبُ برمشه
فمـــــــــا عدتُ أدري بعده ما دهانيا
حسبتُ الهوى مــن فَرْطِ جهليَ جنتي
ولكنَّه أضحى عـــــــــــــذابي وناريا
فيا ليتني صفر اليدين مِـــــــنَ الهوى
خرجتُ فـــــــــــلاشيءٌ عليَّ ولا ليا
فرحماكَ يــــــــا ربِّي فما عدتُ قادرًا
وحسبيَ منْ نارِ الجَوَى مــــــــا أتانيا
نرى كلَّ يومٍ للهوى فــــــــي ديارنا
صريعًا ومخبولاً وآخــــــــــــــرَ باكيا
و كم عاشقٍ أضحى وأمسى منَ الهوى
يجوبُ بلا لبٍّ قـــــــــــــــــرى وفيافيا
فــيا مَنْ أردتَ النصحَ منِّي عنَ الهوى
فإيَّاكَ إيَّاكَ الـــــــهــــــــــوى أنْ تُدانيا
و رُحْماكَ يـــــــــــــــا ربِّي فإنِّيَ مسلمٌ
لكَ الأمرَ فارحمْ مَــــــنْ أتى لكَ لاجيا
***